|
الكلدان قوة مقّمة في الماضي والحاضر(1)
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 08:49
المحور:
كتابات ساخرة
مقدمة: كمتابع وقاريء في الماضي والحاضر.. للكلدان خصوصيتهم القومية ومواقفهم الوطنية وتفكيرهم الأنساني ، لا يمكن التقليل من دورهم وأغفاله ولا الأنتقاص منه ولا المزايدة عليه ، لهم حضورهم ومواقفهم ونجاحاتهم المشخصة في كافة ميادين الحياة داخل أصالة أرضهم وفي أغترابهم ، غالبيتهم يعيشون في أزدواجية فكرية وجسدية .. حبا لبلدهم الأول فكرياً في أرض الأصل (المنشأ - العراق) وجسدياً في أرض الغربة القاتلة لبلدان الشتات(كندا ، أمريكا ، أوروبا ، أستراليا ، نيوزلاندا ، وبقية دول العالم الأخرى) ، لهم تاريخهم الوطني وتضحياتهم الجسيمة في بلاد الرافدين (الأرض العراقية الأصيلة) وتضحياتهم الوطنية الكبيرة ، ونتاجهم التاريخي في كافة مناحي الحياة ، وعند هجرتهم الى بلدان الشتات نشطوا وعملوا وأثبتوا حضورهم الفاعل منذ عقود بقرون من الزمن ، بعد أن عانوا شتى أنواع الظلم والقهر والمآسي والويلات داخل العراق ، لمواقفهم الثابتة ونضالاتهم المستميتة ونزاهتهم وبرائتهم ووطنيتهم وثقافتهم اللاحدود لها ، قبل وبعد المغادرة وحتى الوصول للارض الثانية المفروضة عليهم قسراً وقسوةً ، بسبب الأستبداد والدكتاتورية لممارسة الفاشست بعنف وجور وظلم متواصل ، قدموا خيرة شبابهم للمقصلة الرعناء في غياب القانون والحق والعدالة في العهدين الملكي والجمهوري على حد سواء ، وبالاخص فترة الحرس القومي الفاشي العميل عام 1963 تواصلاً مع العهدين العارفيين الأخوين سلام ورحمن ، حتى بعد الأنقلاب الأبيض البعثي البريطاني في تموزعام 1968 والى يومنا هذا ، عانوا ويعانون عنفاً مزدوجاً فردياً وجماعياً ، أرهابياً وسلطوياً ، طائفياً ميليشاتياً ، وأجتماعياً وأقتصادياً وسياسياً وحتى دينياً ، مما أجبرهم وفرض عليهم ترك ديارهم ومصالحهم ووطنهم الأصيل طلباً للحرية والامن والأمان والأستقرار ، والجهاد من أجل العيش الرغيد لهم ولأولادهم والأجيال اللاحقة. مؤامرة الغرب: فتحت أمريكا وحلفائها الغربيون ابوابهم للعراقيون المثقفون على مصراعيه ، ليس محبة ولا عطفاً ولا أنسانية ولا ولا ولا ، بل هدفهم وغايتهم تفريغ العراق من هؤلاء وخصوصاً الكلدان والمسيحيون الغيارى على وطنهم وتربتهم الأصيلة ، انهم مخضرمون وكفوئون وأصحاب عمل وقدرة وعلم وتطور وتقدم وفكرتكنوقراط ، وبهذا خسرهم الوطن وخسروا هم الوطن وتاريخهم الأصيل عبر الأجيال الحالية واللاحقة ، ليكون تواجدهم كقوم كلدان الغالبية منهم في أمريكا عددياً ، أكثر من تواجدهم في بلدهم الأصلي الأصيل العراق ، انها كارثة أنسانية وتراثية تاريخية حقاً ، تواصلت بعد منتصف القرن العشرين وصولاً للقرن الحادي والعشرين بنسب متزايدة عددياً وهلم جرا ، الغاية معلومة أنهاء وجود الوطنيين أصحاب الأرض الحقيقيين الأصيلين من الكلدان والأقوام الأخرى. دول الهجرة تسرق المهاجرين: في الحقيقة لم يكن الكلدان عموماً يفكرون بتركهم لبلدهم وتراثهم بل كانوا من أشد المناهضين للهجرة ، ولكن نتيجة الأحداث الدموية القاتلة والحروب الهمجية المتواصلة والاستبداد السلطوي الجائر ، وانتهاكاً لحقوق الأنسان ليصبح الأخير أرخص رأسمال. وحباً بالأنسان كأغلى كائن حي متواجد في الكون ليصبح أبخس قيمة على ارض العراق ، نتيجة الفعل المضاد لتطلعات الانسان العراقي ، محدثة أنعكاسة برد فعل مغاير في تطور الأنسان وزيادة وعيه ، خصوصاً الشريحة المتطلعة نحو حياة أفضل تقدماً وتطوراً ، ليتحول الشعور القومي الوطني الى أممي ، كما قال الفيلسوف والعالم الأقتصادي كارل ماركس(العمال ليس لهم أوطان) ومجردين من الرأسمال بأستثناء قوة وقدرة عملهم التي هي ملكتهم الفريدة الوحيدة ، تعتبرالعملة الصعبة التي يملكونها بلا منازع ، من أجل البقاء على قيد الحياة في أية بقعة من العالم ، أي بمعنى هم أختاروا الماركسية من حيث يعلموا أولا يستوعبوا ، ليتحول (الانسان العراقي كالبضاعة في سوق العمل العالمي ليس له وطن متجرداً من رأسماله ومدخراته عبر آلاف السنين). نتيجة الوضع المأساوي المرادف للهجرة القسرية ، أزدادت قوة العمل المعروضة في السوق الأمريكية وبقية البلدان الغربية ، وبدأ العرض يزداد عددياً يوماً بعد آخر ، على حساب الطلب من الرأسمالي لأستغلال قوة المهاجر، بزياة قدرة الراسمالي على حساب قوة العمل ، فنتج زيادة الأرباح على حساب قدرة العمالة المتضخمة بزيادة العرض العمالي ، وبالتأكيد فرض واقعه في الجانب الأقتصادي سلباً على قوة وقدرة العمل ، فأختل التوازن الأنساني والموازنة بين قوة الراسمال وقوة العمل وفق الحساب الأقتصادي الراسمالي المستند على العرض والطلب ، حتى بات الجشع الرأسمالي يفوق بالأفق دون مراعاة للجانب الأنساني وبعيداً عنه الى حد كبير، حتى وصل الى أبتزاز العمالة وسرقة قوة عملها وجهدها ، كما كان يحصل للكلدان وبقية المكونات العراقية الأخرى ، في بلدان محطة الأنتظار للهجرة منها على سبيل المثال دون الحصر ، الأردن (يعطيك العافية) وفي سوريا (الله معك) ولبنان (بترادف) وفي تركيا (حدث ولا حرج). المعالجة: أزاء الوضع القائم الأستغلالي للأنسان من قبل الرأسمال الأمريكي والغرب ، القسم القليل من المهاجرين لم يتقبلوا الوضع القائم المتردي ، ما دفعهم وعوائلهم الى شد الرحال ثانية والرجوع الى بلدانهم الأصيلة غير آهبين بما يدور في العراق الجريح الجديد ، متحدين كل ما رادفهم في حياتهم سلباً عبر التاريخ المجحف بحقهم أنسانياً وقومياً ووطنياً ، ونحن على ثقة كاملة بالتغيير نحو الأفضل والأحسن للعراق الجديد ، بتجربته الصعبة والمعقدة لبناء الديمقراطية تحقيقاً للعدالة ، وحرية وحفظ وحماية حقوق المواطنة من الوجهة القومية الوطنية الأنسانية ، والتي لابد منها عاجلاً أم آجلاً مهما طال الزمن أم قصر ، ننتظر من الخيرين الشرفاء الوطنيين معالجة أمور الوطن والمواطن ، بدراية وحكمة وموضوعية بأقرب وقت ممكن ، لأحداث هجرة معاكسة من دول الشتات في العالم الى أرض العراق الجريح. السؤال: هل تعي حكومتنا الحالية بديمقراطيتها الهشّة لمصالح شعبها ووطنها نحو غدِ أنساني عراقي يليق بالوطن والمواطن معاً؟؟
ناصر عجمايا [email protected] 11-11-2013 ملبورن - استراليا (يتبع)
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(4 الأخيرة)
-
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(3)
-
الى الأخوات والأخوة الأعزاء في جمعية مار كوركيس - سان ديكو ا
...
-
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(2)
-
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(1)
-
الأتحاد الكلداني الأسترالي في خدمة شعبنا المغترب
-
ألزواج الكاثوليكي الرباعي الدائم بلا حدود!!
-
كلمة رئيس الأتحاد في ذكرى تأبينية صوريا ملبورن -استراليا
-
صوريا..ضمير الأنسانية .. بلا مبالاة كردستانية
-
الدور الأنكلوامريكي الأجرامي في المنطقة
-
زيارات غبطة مار ساكو الاول ميمونة
-
أيكيوت ومنيوت (أين أنت ومن أنت)
-
من يتحمل قتل الشعب وخراب الوطن؟!
-
الى متى يستمرالعنف وغياب القانون .. يا دولة الرئيس؟!
-
مغالطات مديرمكتب أعلام البطريركية للكنيسة الشرقية القديمة(شل
...
-
14 تموز عام 1958 حدث تاريخي كبير
-
دراسة ذاتية للمؤتمرالكلداني العام في مشيكان
-
توضيح للأستاذ برخو وللقراء الكرام
-
الأستاذ توسا: المصدااقية والشفافية ، مطلوبتان بموضوعية!!
-
رسالتي لأحبتي أصحاب القضية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|