عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 00:04
المحور:
الادب والفن
صحــــــــراء
نص مدوّر
لا شيءَ عندي للصحارى ، تدّعي وصلا ً بهمّي تدّعي كذباً بأن هجيرَها ريحُ الصَبا أو قد تُسَمّي رملَها ذهباً و أشواك القتاد بها حريرا، أو بأن الريحَ ملكُ يمينها تسفي على قلبي الرمالَ وفوق ضرسِ الصخرِ تمسحُ خدّها حتى و إن خُدِشتْ بمُرهفةِ الشفيرِ، لا شيء عندي للصحارى وهي تقتلُ كل ذي ريشٍ يطيرُ، تغويه وهو صَدٍ بأوهام السرابِ كأن موجَ سرابِها نهرٌٌ و جلمودَ الحصى ثمَرٌ و أسرابَ الجراد الغيمُ يهمي والغبارَ العطرُ والقفرَ الجِنانُ،لا شيء يا صحراءَ حتى لو تجشمتُ العناءَ لكي أشيحَ عن الضَلالِ وأستظلّ بباسق الآلام ، أصرخ لا ذهبا حوَيتِ ولا حريرا، الصيفُ مرّ علي ّ فيكِ جهنماً زَفـَرَتْ هجيرا والشتاءُ الليلَ فيك كما أحِسُّ الزمهريرا ، أنا مُخطيءٌ لو خانني رأسي و آمنَ بالصحارى، مجحفٌ لو أنني صدقتُ أن كثيبها بيتُ الحبارى ٌ، نَوَكٌ إذا لم يُجبر الإنسان أنك تصلحين لساكنٍ وطناً ودارا ، كيف يفعل ذاكَ ُ ذو رُشد يعي ما أنت ياذات الحصى والرمل والأفعى وحرباءَ القفارِ وضبّ أخدودٍ على فمه حصاة الليل يجمع فوقها بلل الندى ويمارس اللحس المبرر بالفجيعة ، تدّعين براءة الأفعى من السم الزعاف وتحسبين صدى دبيب العقربات نثيث أمطارٍ ولا أمطارَ يعبر غيمكِ الكذاب ثم يذوب في كبد السماء بلا رعود ، لا برق فوقك يرفد المفجوع فيك ولو بوعدٍ ، أيها الصرعى على درب الفيافي مالكم ترجون من حافٍ نعالاً ،هذه الصحراء قد أكثرتم بها قيلاً وقالا و إسئلوا عن بؤسها الموتى وعن آلامها بعض الثكالى.
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟