|
طوابير ... و طوابير
ابراهيم جادالكريم
الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 11:35
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تناقلت وكالات الأنباء والصحف والتليفزيون ومواقع الأنترنت خبر الطوابير فى السعوديه !! للحصول على الأيفون الجديد !! وهو خبر عادى اذا قيس بسيول الأخبار من كل حدب وصوب ولكن .... لماذا لم ينشر هذا الخبر نفسه عن دولة أوربيه ... أو حتى دولة عربيه ... أى دوله فى أى منطقة فى العالم !!!! وهنا يبرز السؤال : لماذا تقف السعوديه فى الطابور من أجل الأيفون ... الأخير ؟؟ وهل أنتهت كل مشاكل السعوديين ولم تعد الا مشكلة الحصول على الأيفون ؟؟!! أم هو الأستغراق فى الرفاهيه ؟ أم تمام الرفاهيه كلها فى السعوديه ولم يبقى الا الأيفون ؟؟!! أم أن الأغراق وليس الأستغراق فى دفع السعوديين فى أتجاه بعينه و تتويه وتشتيت عن ما هو أهم فى السعوديه ... واخرها مشكلة تناقلتها وكالات الأنباء عن عدم حصول المرأة السعوديه على رخصة قياده !!؟؟ و بدلا من الرد عليهن من المسؤلين بأنهن ناقصات عقل ودين ... قيل لهن أن أماكن الأنتظار ... لا تتحمل المزيد من السيارات و أنها لا تتسع حاليا لسيارات (الرجال) !! ويا له من رد لا يتماشى مع الطبل و الزمر لدفع السعوديين الى أقتناء الأيفون ... ولا يتماشى مع النظرة الدونيه للمرأة السعوديه و عدم التصريح لهن بقيادة السياره ... حتى وأن كانت لتوصيل أبنائها للمدرسة !! وهو أيضا لا يتماشى مع مشاهد السعوديات فى كل دول أوربا وعن ممارستهن لكل أشكال الحياة ... و أولها الموضه و من أحدث بيوت الأزياء و ... أغلاها و أحدث السيارات فى العالم ... والموجوده حاليا داخل السعوديه ... للرجال فقط ... وكأن قيادة السياره تحتاج الى عقل وأمكانيات رجاليه فقط !! أم أن الرفاهية للرجال فقط !! فى ضوء المنظور : قرن فى بيوتكن و المرأة عوره وصوتها عوره ووجهها عورة وشعرها عورة !! . و أذا كان أغراق السعوديه فى الرفاهيه و الأيفون ... يتعارض بشكل صارخ مع شكل و أسلوب معاملة السعوديات داخل السعوديه و شكل الأجانب فى السعوديه وتصرفهن بكامل حرياتهن والتمتع بكل الرفاهيه المتاحه فى أحدث دول العالم داخل السعوديه وكأن الأجانب ليسوا حريما مثل السعوديات !!.. وهذه وحدها وصلت الى البيت السعودى ووصل معدل الطلاق والخلع وغيره الى 96 حاله ... كل يوم بحسب الأحصائيات السعوديه نفسها !!. وأن كانت الرفاهيه هنا والأستغراق فيها قد بدأت تهد و تنهش فى داخل البيت و الأسره السعوديه وتهدد المجتمع السعودى كله فأن عكسها تماما ... أى نقص الحاجات الضروريه ونقص فى الدخل هى سبب ظهور نتيجه متقاربه من حالات الطلاق فى مصر !! وهو مؤشر خطير أيضا يظهر التناقضات التى تعيشها المنطقه العربيه وأنه ليس الأغراق ولا الأستغراق فى الرفاهيه يؤمن المجتمع العربى من التفكك والتناقض الذى تعيشه المنطقه بأسرها ولا نقص الحاجات الأساسيه ونقص الخبز الذى يدفع المصريين الى الوقوف فى طابور من أجل الحصول على رغيف ... مشكوك فى أنه صالح للأستهلاك الآدمى شكلا و موضوعا وهذا ما يزيد التناقض فى المجتمع ... من وقوف فى طابور الخبز وأحدث سيارات تمر من حولك ودش يوصللك كل أخبار الدنيا و بكل لغات الدنيا ... و كمبيوتر و نت يوصلك لكل ما توده و تبحث عنه بمجرد لمسة ... ماوس أو كيبورد !!. هذا الى جانب التناقض التاريخى ما بين الأربعينيات من القرن الماضى ... حيث كانت كسوة الكعبه تصنع وتخرج من مصر فى محمل ضخم الى السعوديه !! وعلى حساب الملك فاروق ايضا تفتح (التكيه) المصريه طيلة الحج والعمرة لتكون مأوى و مأكل لكل فقير و محتاج فى الحج ...وبين الصورة الحاليه للأوضاع الأقتصاديه فى مصر الآن . وهذا أيضا شكل من أشكال التناقض الذى تعيشه المجتمعات العربيه فى ضوء : أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم !! والذى لا زال ساريا فى كل المنطقه العربيه مع ما فيها من أغراق الشعوب فى الرفاهية ... أو حرمان الشعوب من الحاجات الأساسيه ... و حتى رغيف الخبز !! و الأضطرار الى المعاناه لساعات طويله للحصول عليه .. أو الحصول علو مواصلات آدميه ... أو مياه نظيفه ... أو صرف صحى وهذا أيضا أغراق للشعوب و ألهاء عن الحريات والمساواه وحقوق الأنسان . مع أن الكل عرب و مسلمون ... حكاما و عبيدا أو حكاما و مواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات ورجل و أمرأة ... بغض النظر عن (وأولى الأمر منكم) فطابور السعوديين من أجل الأيفون يقابله ... طوابير فى كل أرض مصر ... من أجل الخبز !! وهذا طابور وذاك طابور .... رحم الله العرب من الأغراق و الأستغراق .... وأولى الأمر .
#ابراهيم_جادالكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فى الروح والخلق
-
الأمام الشافعى ... و مدرسة المشاغبين
-
القمر ... والحضن
-
جماعات و نكبات
-
لحم للأسود ...
-
بلد القاب
-
قبطان العواصف
-
أنا باسحب كلمتى
-
عريس محمول !!
-
من رابع المستحيلات !!!
-
التعذيب بالصوت
-
كلام بالعقل والمنطق
-
توابع الثوره
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|