أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون














المزيد.....

جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 13:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اخترت لروايتي اسم (شراشف النساء) عامدة ربما لأجني تلك الابتسامة الخبيثة في كل مرة يسألني أحدهم عنها؛ ابتسامة لا تعني غير ما تضمره الشراشف من جسد الأنثوي ؛ وربما لألتقط تلك الدهشة القديمةعندهم والتي لا تخلو من تربّص حين يعتقدون أنهم أمسكوا بنا نحن النساء متلبسات في حالة فضح أشياءنا الأكثر خصوصية متأملين أنما نفعل ذلك لتكملة المشوار التاريخي القديم القائم على (تنميط) علاقاتنا بالأشياء ومن جملتها أجسادنا...والتي نعنى بها ونطريها لتنال استحسانهم ورضاهم تماماً كما نقوم بترقيق أصواتنا لتجلب لهم السرور...لم لا وقد انحصرت أدوارنا في إمتاعهم لكونهم صناع المجتمعات بينما نحن في أحسن حالاتنا لا نغدو غير مرايا سحرية تعكسهم وتصورهم بضعف أحجامهم الطبيعية؟ واذا كنت عبر تلك الرواية أبحث عن نوع من كتابة محو الجسد؛ أو بياض الجسد ؛ لا أدري في الحقيقة ماذا أسميها لأوصل ما أبحث عنه من مشوع لتذويب الجسد أو بمعنى أصح تذويب لصفة (القداسة والدنس) تلك الإشكالية القديمة والتي قادتنا نحن النساء لنتائج خطيرة حتى اللحظة.
فقد حاولت الثقافة الذكورية إقصاء حضور النساء طيلة آماد وحجبها عن الحراك الاجتماعي ؛ جنباً الى جنب مع حجب جسدها وتكريسه كمادة للإمتاع والمؤانسةولا غير؛ مما ولد عندها ظاهرة (تقديس الجسد) والمتلخصة بأنه مادة للإثارة؛ تلح تلك الظاهرة عند المجتمعات الداعية لنقاب المرأة وتغطيتها الكاملة بشكل واضح ....وتلمس ذلك في المجتمعات الإسلامية المتزمتة مثل (السعودية وإيران) فاستخدام النساء هنا لأدوات التجميل والعطور (حسب الإحصائيات) يصل لمعدلات ضخمة ...مما يعني فعلاً: كلما كرسنا الجسد للذة كلما لجأت النساء لتدليل أجسادهن والاحتفاء بها وكأنها نوع من الانتقام من الجسدأو ردة فعل عكسية ضد تقميع أجساد النساء بالحجب والأغطية ؛ فالرجل يفرض على جسد المرأة سجناً لاحتكاره فتدافع المرأة عن جسدها بالإمعان في تدليله ؛والنظر اليه نظرة قداسة.. خاصة إذا ما ارتبط شرف الرجال كقيمة بجسد المرأة تشهد على ذلك حوادث (الثأر للشرف)ولذا نقول دائماً : جسد المرأة مذل ومهان لأنه يعلن عن نفسه مرة ويبرمج اجتماعياً مرات .... ولذا فلإبداع والكتابة لا تخرج عن إطارالواقع المشحون بأيدلوجيات وهمية وضعها الرجال لتخرجنا نحن النساء في صورة (التابع) وليس المتبوع ...ولا المكمل ؛ ولذا أيضاً نقرأ دعوات الكتابة الليبرالية أن النساء (ثيرمومتر ) المجتمعات وأنهن وحدهن المسؤولات عن التحول وانتشال مجتمعاتنا مما نحن فيه ؛ دعوني أخلص لحقيقة تطرح ذاتها : أنه كلما ازدادت هيمنة الذكور وتسلطهم كلما تراجعت أهمية النساء وبالتالي أمعنت في تحجبها وأمعنت في ممارسة الأنشطة ( الإفروديتية)
كاللجوء للعطور والمطيبات والروائح النفاذة المهيجة للحواس يقابلها الخوف والتحذيرمن التجسيم تلك(الإشارات الملاحظة بكثرة في المواقع الأليكترونية النسائية) والمسماة : ذوات الأرواح والتي تتعوذ منها نساءنا ليس فقط للتأثير الديني وإنما لثقافة قديمة تتلخص في خوفهن من تلصص ذوات الأرواح على أجسادهن؛ خاصة حينما يستبدلن ملابسهن .
الإمبراطورية الرومانية قد هزمت بسبب شراشف امرأة تدلل جسدها جيدا فتغسله بالحليب وترطبه بمسحوق اللوز ..لكن شراشفنا لا تعيد خلق التاريخ دائماً ولا تصنع مدن العدالة والسلام أو المدن الفاضلة ... بل العكس دائماً ؛ فنحن أمام ثقافة إنسانية قديمة قدم الإنسان ذاته تتحمل مسؤولية تكوين الفروق الفكرية والجنسية بين الجنسين ؛ تلك الثقافة هي التي تكرس الإناث لدور(مريم المتألمة ) و دور(حواء المغوية) ولذلك فالكتابة النسائية حتى في أسؤأ حالاتها تمثل محاولات لكسر العزلة التاريخية بين الرجل والمرأة ومحاولات لتغيير الالتباس الثقافي والذي قد يقود فيما بعد لتفكيك العلاقة بين الاثنين وإعادة تركيبها وبناءها ؛ وما(شراشف النساء) الا محاولة لتكسير المرحلة (الأنثوية) ذلك النوع من الكتابة الذي يقوم على الخصوصية الجسدية والخصوصية الفكرية للنساء؛ وهو الدور الذي بدأته فرجينيا وولف وكاترين مانسفيلد ليتطور على يد سيمون دوبوفوار وجوليا كرستيفا وغيرهم و ليخلصوا الى أن الكتابة النسوية لا تعني فعلاً غير مزيد من الجسد ؛ لكنني كامرأة اكتشفت مبكراً جداً أن
أن اللغة سلاح الأيدلوجية وأنها آلية التفكير... وأنهم (المبدعون) يقودون حرباً بين اللسان والوجود وهذا صراعهم الدائم والمستمر ليقبضوا على المتوحش... أو ليروضوا واقعهم... تخيلوا اكتشفت ذلك مبكراً... بينما دهشت لاكتشاف الجسد متأخراً... مع أنه يسير معي أو أسير معه؛ فقد أفقت ذات يوم على حقيقة مرعبة لم أستطع حتى اللحظة من التوافق معها أو تقبلها على الأقل ...أن جسد الأنثى يختلف عن جسد الذكر؛ وباختصار شديد أتعبني هذا الاكتشاف مما جعلني في كل مرة وعبر كل نشاط معرفي أبحث عن هدنة ومصالحة مع الجسد... وأبحث عن صيغة لرد الاعتبار لنا ؛ ربما بالعودة للمجتمعات في القرن العاشر ما قبل الميلاد ؛ أو المجتمعات الأمومية ... لأنني أطرح هنا في شراشف النساء سؤالاً متواصلاً : ماذا لو حدث خطأ بسيطاً في جيناتي وولدت ذكراً ؟



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون