أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المكتبة














المزيد.....

المكتبة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


إذا كانت كلمة"مكتبة"وهي على وزن "مفعَلَة" اسماَ مكانياً، يدلُّ على موضع وجود الكتاب، فقد باتت هذه الكلمة عنواناً معروفاً لدى أي منا، وإن كانت هناك، على ضوء الواقع" مكتبتان"، إحداهما عامة، سواء أكانت عائدة للقطاع العام، أو الخاص، وثانيتهما خاصة، وتعود ملكيتها إلى مجرد أسرة، محددة، مع أن وجود هذه المكتبة الأخيرة مرهون بوجود الأولى، حيث أنها مصدر لكل كتاب مقتنى، رغم أن المكتبة العامة- بدورها، تتشكل من خلال تفاعل دورة كاملة، منها إنجاز الكاتب من قبل مؤلفه، وطباعته وتوزيعه من قبل المطبعة ودار النشر التي ستسوقه، وتضعه بين يدي القارىء.

وإذا كان أي مهتم بالكتاب: قراءة، وإنتاجاً، لابد من أنه قد حصل على بغيته من خلال"المكتبة العامة" سواء تلك التي تقوم بالإتجار بالكتاب، وتحصل عليه من مصادره، لاعبة دور الوسيط لتقدمه إلى المتلقي، حسب حاجته، أو تلك التي تشرف عليها مؤسسات الثقافة، وتعد برامجها، على صعيدي تأمين الكتب، أو إعارتها، وهي تقليد حضاري موجود على نطاق عالمي منذ وقت طويل، ويمكن الاستزادة في معرفة تاريخ بداياتها، وتطورها، ودورها، وهو محور بحث، متكامل، ومستقل، ومثير،لاسيما عندما نتابع اعترافات بعض الكتاب الكبار حول علاقاتهم بمثل هذه المكتبات، لاسيما أن من بينها بعض المكتبات التاريخية، العريقة، بل والمرموقة.

كما وباتت المكتبة المنزلية تحتل مكانة كبيرة في حيوات أسر كثيرة، على امتداد خريطة العالم، إلى الدرجة التي قد تتحول فيه إلى ما يشبه كائناً ينبض بالحياة، يألفها من يتفاعل معها، من أفراد الأسرة الذين يجدون في الكتاب امتداداً للإنسان، بل مكملاً له، وهو ليتمتع-حقاً- بأهم مقومات العطاء، مادام أنه خزان لخلاصة الوعي الإنساني، فقد عد اكتشافه خطوة جد مهمة، في طريق نشر الثقافة والمعرفة، بل والإبداع

أجل، لقد أصبح للمكتبة المنزلية دور حيوي كبير لدى الأسر المعنية بالهاجس الثقافي، فهي أحد نوافذ الحياة، ومصادرها الضرورية، بالنسبة إليها، إلى جانب الرغيف، والماء، بل وحتى الهواء، لأن الحياة دون الكتاب تغدو عجفاء، بل صحراء قاحلة لا شجر فيها، ولا ثمر... وثمة من تتطلع عيناه في أي بيت يزوره إلى المكتبة، قبل أي من ديكوره، وتحفه، ووسائل زينته، من لوحات ، وأزاهير، وحتى غراس بيتية، وإنه نتيجة قوة حضور المكتبة، وأهميتها، ودلالات وجودها، فقد وجدنا أن بعض الأسر الأرستقراطية كانت تتعامل معها في بيوتها، كمجرد قطع ديكورية، لم تغب المفردة عن قائمة أهم قطع الأثاث في منازلها، وفي هذا انتصار لإرادة القراءة، والكتاب، بل والثقافة أيضاً.

والمكتبة المنزلية هي مرآة أصحابها، سواء أكان ذلك من ناحية كبرها، أو صغرها، أومن ناحية أنواع ومضامين الكتب التي تحتويها، مدركين-هنا- أن عوامل عدة، تتدخل، في هذه المسألة، في مقدمها الوضع الاقتصادي لأية أسرة، بالإضافة إلى مجال اهتمام ربي الأسرة، أي: الوالدين، بحسب درجة حضورهما، وسطوتهما، البيتية، وإن كان من اللزام، أن يكون هناك من ضمن شروط هذا النوع المكتبي انفتاحها على أنواع الثقافة والفنون، عامة، من دون أي انحياز إلى رغباتهما، بما في ذلك مراعاة عالم أبنائهما، على مختلف تدرجاتهما العمرية، والروحية، والرغبوية، وهو ما يمكن أن يتم تحديده في الأسر التي يعنى فيها الآباء بالخط البياني لحيوات الخلية الاجتماعية التي يديرونها، وهي الأكثر أهمية، بل وإن زادها المعرفي، له مفعوله الأكثر تأثيراً وإفادة.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المكتبة