أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا














المزيد.....


صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


صدور ديوان"أخذتني القوافي" للشّاعر حسين مهنّا

بقلم: سيمون عيلوطي

صدر مؤخّرًا للشاعر حسين مُهنّا، أبن قرية البقيعة الجليليّة، ديوان شعري جديد بعنوان: "أخذتني القوافي". طُبعَ في مطبعة الحقيقة في كفر ياسيف، ووقع في 62 صفحة من القطع المتوسّط. ضمّنه الشّاعر باقة من أشعاره العَموديّة، توزّعت جميعها على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي.
جاءت مضامين قصائد الدّيوان، على تنوّعها، ضمن خيط فنيّ جمعها في قالب شعريّ مألوف من حيث الشّكل، جديد مبهر من حيث أسلوب الشّاعر في التّعبير، حيث لاحظنا أنّه اعتمد الصّورة الشّعريّة الحسّيّة بشكل متماثل ومتداخل تمامًا مع المعنى المجرّد الذي يبتغيه.
هذا التّماثل والتّداخل بين الصّورة الشعريّة والمعنى، لا يتحقّق للشاعر إلا في حالات نادرة تأتيه لحظة التّجليّ وصفاء الرؤية الشعريّة التي يسمّيها البعض (الوحي) أو (العبقريّة الشّعريّة) وفقًا لرأي البعض الآخر. غير أنّني أراه عند شاعرنا، حسين مُهنَّا، نابع عن مخزونه الثّقافيّ الواسع وتجربته الحياتيّة الشّعريّة العميقة التي مكّنته أن يُبدع عبرها عدد غير قليل من المجموعات الشّعريّة أذكر منها: (وطني ينزفُ-1978. أموت قابضًا حجرًا-1986. تَمْتَمات آخر اللّيل-1988. قابضون على الجمر-1991. (جميعها صدرعن دار الأسوار في عكّا). من إصدارات الشّاعر الخّاصة نجد: حديث الحَواسْ-1992. عوض يَستردّ صِباه-1933. أنت سَبِيّتُهُم وَشِعْري نَحيبُ العاجِز-1993. ليس في الحقل سوسن للفرح-1995). أمّا دواوينه الشّعريّة الأخيرة التي أصدرتها "الأسوار- عكّا" أيضًا نجدها كالتّالي: أنا هو الشّاهد-2001. تضيق الخيمة يتّسع القلب-2007. الكِتابان- شعر.2007.
اللافت في الدّيوان، موضوع حديثنا، هو أنّ العناوين تشكّل جزءًا من قصائده، بحيث تبدو بأنّها تكشف سرّ مضامينها، فتستسلم للقارئ منذ اللحظة الأولى، مثل: (أحمّل عُمري. جاءت تُراودُ. الليل يَسردُ آلامي. صِنْوان أنْتُما. صَلّى الفؤاد. قد تاهت الرّوح، جمعت شجاعتي) إلخ.. إلخ... لكنّه بعد وُلوجه إلى عالمها، يدرك تلك الرّؤية الشّعريّة التي التقط الشاعر بعدسته مضمونه بواسطتها، والعناصر الفنيّة التي احتوتها وتغلغلت في باطنها أساليب البوح. كلّ ذلك يجعله يستنتج هو أيضًا ما يريد.
القلق الوجوديّ وخيبة الأمل والتّساؤلات التي تلوح في بعض قصائد الديوان، تجاوبت مع احساس الشّاعر بتداعي وانهيار الكثير من الثّوابت السّياسيّة والقيم الاجتماعيّة التي تعلّق بمثلها، وكتب شعرًا من وحيها، ولعلّ ذلك ما أخذه في "أخذتني القوافي" إلى هذا النّوع من الشّعر العَموديّ ليجسّد عبر شكله وبحره الوزنيّ، ملامح هذه المرحلة المتأرجحة...الغائبة عن مرجعيّاتنا التّاريخيّة والثّقافيّة، بشكل لم تغب فيه الصّور الشّعريّة عن أبيات عديدة من القصائد.
المقطع الشّعريّ الذي ذيّل فيه الشاعر غلاف "أخذتني القوافي" يُؤشّر بوضوح إلى روح ومناخ الديوان، من ناحيتيّ الشّكل والمضمون يقول:
أسائل نفسي أيّ عيش مُنَكّدٍ -------- إذا الشّعرُ فينا غالهُ العُقْمُ والعُسْرُ
ألم يكُ يومًا بهجةَ البيدِ والألى ----- طوتهُمْ قِفارٍ فخرها الشّعرُ والسّتْرُ
وكان حسامَ الحُرّ يَفري إذا نَبَتْ--- سيوف وسيفُ الشّعر أطرافُهُ خُضْرُ
أقولُ وقولي قد يُسئُ لسامِعي -------- ولي العُذْرُ أني شاعر عِشقُهُ بَحْرُ
وإن كان شِعرُ الآخرين تجارة ---------- فَربّةُ شِعري حُرّة ما لها مَهْرُ
تستوقفنا في الدّيوان العديد من القصائد الغزليّة التي استطاع الشّاعر أن يُقصيها عن حدود الأنا، لتشمل الآخر، بما تحمله من عاطفة جيّاشة بالأحاسيس الإنسانيّة وذات البُعد الفنّيّ الصّادق كقوله مثلاً في قصيدة "جاءت تُراودُ" (ص 5)
جاءت تُراودُ أحلامي عن شغفٍ --------- وتستجيرُ بقلبٍ مُدَنَفٍ كَلِفِ
فقلتُ يا مَنْ طَرَقْتِ البابَ آملة ---- عودي ومنّي جزيل الشّكر والأسفِ
أدري بأنكِ أنتِ اليومَ مُلْهِمَتي ---------- وكُلّ يومٍ فلا نفسي على دَنَفِ
لا تقولي بأن الشّعْرَ يَهْجُرُني ----------- إذا وقَفْتِ ببابي حيث لم أقِفِ
ضمّن الشّاعر ديوانه أيضًا بقصيدتين أهداهما إلى صديقيه، د. منذر بولس وإلياس جبّور جبّور، بالإضافة إلى قصيدتين خصّ فيهما قريته "البقيعة".
الدّيوان يبرهن بأنّ الشّعر العموديّ الذي وزّع قصائده الشّاعر حسين مُهَنّا على عدّة بحور شعريّة مثل: (الطّويل، البسيط، الكامل، الوافر، المتقارب والخفيف) يستطيع أن يّقدّم شعرًا صافيًا وراقيًا في زمن الشّعر الحُرّ أيضًا، بل يقف إلى جانبه شامخًا.

[email protected]



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان فوزي السعدي مبدع الأغنية الفلسطينية المحلية
- الموجِه كِفْرَت بِالبَحَر..؟!
- مستعار الإسم... مستعار الرأي..!
- نحو رؤية تنويرية....
- المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة
- مِثْل مْصَيِّف الغور *
- حلم
- إلتصاق الأغنية بواقع مجتمعها .. شرط لنجاحها وانتشارها !!
- العلقم
- حوار مع المرشد السياحي في معالم فلسطين فوزي ناصر
- ليس بالماوس وحده يحيا الطفل
- مقابلة ادبية
- حوار مع الكاتبة راوية بربارة
- حَوَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّام هايِج ْ بِالرُّّّّّّّّعود
- الأنتفاضة
- قصيدِة غزل للقدس العَتيقَة
- بشارف لغسان كنفاني
- بلاد بخروم الابر
- جروح خطى الاحلام
- جُزُر العَجايِبْ وِالغرايِبْ


المزيد.....




- سينما -متروبوليس-.. صرح ثقافي بيروتي يعود للحياة في لبنان ال ...
- الإيسيسكو تحيي الذكرى الـ300 لمولد المفكر التركماني مختوم فر ...
- عيسى الشيخ حسن.. الروائي والشاعر الذي أعاد تشكيل الذاكرة الس ...
- لقطات تظهر لصّا -جريئا- يسرق فنانة لبنانية والأخيرة تعلق (في ...
- نمر سعدي في -ظلالٌ مضاعفةٌ بالعناقات-: استعارات من قلب جبال ...
- فنان مصري يستغيث بعد طرده من منزله للشارع
- ارتياح تنظيمي للدورة الثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار ...
- تقرير سنوي: حرب غزة محفز جيوسياسي للإسلاموفوبيا في أوروبا
- مؤسسة قطر تطلق مبادرة -بالعربي- لتعزيز الأفكار الملهمة باللغ ...
- الاعلان الرسمي لفيلم الدشاش.. الأكشن والإثارة محمد سعد في هذ ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا