أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه للجماهير














المزيد.....

عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه للجماهير


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 13:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في مناخ ٍ اجتماعي وسياسي مريض.. خلقته ديكتاتورية النظام الحاكم.. في المجتمع المصري، وفي ظل فساد استشري في كل مفاصل الدولة.. لم يكن اندفاع عبد العزيز مخيون للدفاع بإخلاص.. عن حق الشعب الذي ينتمي إليه في الحرية والكرامة.. ليمر دون عقاب، من جانب هؤلاء الذين يلتفون الآن.. حول نظام ٍ يتهاوى.. ليستفيدون بانتهازية لا مثيل لها.. وبقدر ما يستطيعون.. من خطف فوائد غير مشروعة.. في اللحظات الأخيرة من عمر نظام.. أذاق المصريين كل صنوف الذل والإهانة.. لم يكن ليمر دون عقاب له على رقي موقفه.. سواء كان العقاب في صورة (تضخيم) فضيحة أسرية.. تعرض لها الفنان سيء الحظ.. في لحظة التحامه بالناس بكامل اختياره.. أو في أي صورة أخرى.. ربما كانت تبيت له.
عبد العزيز مخيون أنقذ سمعة الفنان المصري.. من وصمة الانحياز الانتهازي إلى السلطة الغبية.. في افتراسها للناس.. بعد أن كاد يلطخها فنان آخر هو عادل إمام.. عندما تطوع بإظهار زيف صورة البطل الجماهيري.. التي قدمها للناس على مدى عقود، حين انحاز للنظام الفاسد في قمعه لمظاهرات المواطنين.. ضد القمع والقهر والفقر والاستعباد.. في تصريح له أذاعته وكالات الأنباء.. وصف فيها تلك المظاهرات بأنها (ضد الوطن)، فرد عليه عبد العزيز مخيون في لقاء مباشر على قناة الجزيرة قائلا إنها مظاهرات سلمية.. يطالب فيها الشعب المصري بحقه في الحرية.
لكن ما تعرض له مخيون.. لا يشير فقط إلى ما ينتظر أي مناضل.. يرفض السكوت على الظلم، من تعمد السلطة وخدامها فضحه وتجريحه وتشويهه.. باختلاق الفضائح أو بالاصطياد في الماء العكر.. أمام من يدافع عنهم ويلوذ بهم، بل يشير أيضا إلى (ثقافة) اجتماعية كاملة.. لا تفرق بين (حياة الفرد الخاصة) و (دور الفرد العام).. ثقافة اجتماعية معقدة.. جاهزة لنهش هؤلاء الذين يتغلبون على أنانية طبيعية يتسم بها كل البشر.. يتسامون عليها.. فيضّحون بكل أو بعض آمالهم الخاصة وطموحاتهم الشخصية.. من أجل أشياء صارت مثيرة في نظر البعض للسخرية.. أو صارت في نظر البعض الآخر.. موضة قديمة.. أشياء تعبر عنها كلمات مثل.. الوطن.. الحرية.. الكرامة.. العدل.. التضحية...
مخيون ليس أول هؤلاء الذين ينهشهم الانتهازيون والغافلون على حد ٍ سواء.. ولن يكون آخرهم.. طالما أننا ما زلنا نعيش ثقافة (تخلط) بين حق الفرد في أن يعيش حياته الخاصة كباقي البشر.. يصيب فيها ويخطئ.. يعطي ويأخذ.. يغضب ويصفح.. يحب ويكره.. يضعف ويقوى، وبين حق نفس الفرد.. أن يؤدي دورا إيجابيا في مجتمع.. أحوج ما يكون إلى تغيير بناه الثقافية من جذورها.. دون أن يكون بالضرورة.. قديسا أو ملاكا طهورا..
ربما أخطأ من أراد بحسن نية أن يدافع عن مخيون (بإنكار) ما تعرض له من غدر زوجته، درءً للفضيحة التي طالته.. بل ينبغي أن (نفضح) تلك الثقافة.. التي تطلب من المناضل أن يكون (إنسانا كاملا).. أن نغيرها بالمواجهة.. لا بالإنكار.. لتكن زوجته خائنة أو بريئة.. لا يهمنا.. ليكن هو في حياته الخاصة.. مقصرا أو كريما.. لا يهمنا.. فهذه (حياته الخاصة).. لكل منا.. حياته الخاصة.. المتأثرة بكم ٍ ضخم من العوامل المتشابكة المعقدة.. ينبغي علينا أن نفضح ذلك النوع من الاصطياد في الماء العكر.. الذي يشوه عمدا هؤلاء الذين يتقدمون الصفوف في معركة التغيير.. في تلك اللحظة الحرجة الفاصلة في تاريخ بلادنا..
لهذا يتمنى الكثيرون.. ممن أحبوا عبد العزيز مخيون لاندفاعه الثوري الجميل.. ألا ينهار الرجل.. رغم عمق مأساته الشخصية.. يتمنى الكثيرون ألا ينزوي أو يطأطأ رأسه.. أو يستجيب لابتزاز هؤلاء الأشرار.. ويشعرهم أنهم استعبدوه..
عبد العزيز مخيون.. ذقت حلاوة أن ترفع رأسك أمام سلطة غاشمة.. فاستمر.. وارفع رأسك يا أخي....





#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...
- أخبار الشارع المصري تفاجأ وكالات الأنباء: القضاة في الشارع و ...
- أحمد ذكي جسّد اغتراب المصري بين الفقر والاستغناء
- دور المصريين في الخارج في الحركة المصرية للتغيير
- نحو حصار القصر الجمهوري في مصر
- هل أنهى الظهور على التليفزيون مكانة هيكل


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه للجماهير