|
حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 12:58
المحور:
كتابات ساخرة
الحيطان ، الأذان و انا غضبان !!
أستراق السمع غريزة في كل أنسان ، بل يذهب الذين يؤمنون بالغيبيات الى أنزال هذه القدرة على بني الجان ، الذين يأتون بأخبار النسوان ، ليقوم صاحب العلم اللدني بعلاج التلبس ووضع العفريت في الحبس !! أما الدين فقد أكد رغبة الجان في التنصت على الوحي المتنزل من السماء على صاحب الرسالة الخاتمة ، وخُلدت هذه القصة في القرآن . ومنذ ذاك (مذاك ) يحاول هؤلاء التنصت على اخبار السماء ،الا أن الشُهب تقف لهم بالمرصاد وترجمهم كلما عن على بالهم التنصت . والتنصت دافعه حب الاستطلاع والذي لولاه لما حصل تقدم علمي أو لما جلس طالب على مقعد دراسي ، ولما كرس العلماء انفسهم للبحث والتمحيص واستكشاف خفايا هذا الكون وجلاء القوانين التي تُسيره . والتنصت يُساعد على الفهم وعلى معرفة الحقيقة ، لذا ترى بأن الحروب يتم التخطيط لها في السر وتُحاط بالكتمان ، وكذا العلاقات التي يسعى اطرافها لإخفائها وابقائها طي الكتمان حتى لا تتسبب "بكوارث " تحل بالشركاء "لهذه العلاقات "!! وقد قام بأتباع تكتيك التنصت اشهر خلفاء المسلمين (عمر بن الخطاب )، الذي كان يخرج متنكرا للتنصت على مشاكل الناس . واستعانت دول القمع لاحقا بخلق وظائف حكومية كالبصاصين والعسس الذين نقلوا اخبار واقوال الشعب للقيادة ، لقمعها طبعا. اجهزة المخابرات المُعاصرة ، هي استراق للسمع ، بشكله الحديث ، والعملاء هم "النصاتون المعاصرون " . فعدا عن حب الاستطلاع الذي يدفع الى "النبش والتفتيش " فأن استراق السمع يهدف الى احكام السيطرة على العامة والخاصة ، والاطلاع على الاسرار ومعرفتها ، وهو سلاح ماض في ايدي من يمتلك المعلومة !! ولدى ابناء عمومتنا مقولة تبدو غريبة نوعا ما ، اذ يتمنى الصحافي لو أنه ذبابة ملتصقة على حائط أو سقف غرفة الاجتماع او اللقاء الذي يجمع قادة دول ، أو اجتماع قيادة الاركان وما شابه !! الذبابة (الصحفي ) يرى ويسمع ما يجري ، والمجتمعون لا يحسبون لها حسابا !! لكنها ذبابة لها عقل ومدارك صحفي متمرس !! وقد بلغ الاحساس بالمُطاردة ، ورهبة الدولة والسلطة ، وصلت وأوصلت جماهير الشعب الى ترديد مثل وغرسه في النفوس والذي يقول " للحيطان أذان " !! فخذ حذرك ايها الانسان الغلبان !! أحذر عندما تتكلم الى نفسك ، فللحيطان اذان ... ومؤخرا وبفضل سنودن المُحتمي بروسيا ، عرفنا بأن الأصدقاء يتنصتون على الأصدقاء ، الكل يتجسس على الكل ، والمستشارة ميركل ، يتضح بأنها "النجمة " التي يود الجميع معرفة اسرارها !! لماذا يا تُرى ؟؟ واصبح التنصت بواسطة الاقمار الصناعية ، يشمل الجميع ، فقد تساوى في "التنصت " الناس ، الغني والفقير ، القادة والعامة ، العالم والجاهل و..و.. !! عدالة تنصت مطلقة !! لكن مطلب المرحلة القادمة وكما يبدو لي هو المُشاركة في المعلومات التي حصل عليها المتنصتون !! وحب الاستطلاع "أشغلني " هذين اليومين واغضبني ، وتمنيت لو أنني امتلك قدرة التنصت على خفايا نفوس "اعضاء هيئة تحرير الحوار" لأكشف السر وراء عدم نشر نعي جميلة بوحيرد على رأس الصفحة الاولى ! لأنها جميلة ، ولا يجهل سيرتها سوى ......؟؟!! فقد كتبت نعيا لها ويتضح بأنها لم تمت ونتمنى لها طول العمر والصحة والعافية !! وكذا فعل زميل أخر ...كتب نعيا أو مرثية ، لكن ...ومع أن رغبتنا كانت تخليدها ، فقد "أسأنا دون قصد الى ذكراها "!!وقد يكون هذا سر غضبي ، فغضبتي ليست لنفسي بل "لملهمتي " . لكن هيئة التحرير فضلت "روتينها " اليومي والمحافظة على نظام " الناس اللي فوق .. فوق " و"الناس اللي تحت ..تحت "!! ولو جاءنا الناس اللي تحت بأجمل مرثية لأجمل ثائرة !! لا ، تغيير في النظام .. مع الرجاء بالحفاظ كل على موقعه !! وفي انتظار أن يكتب واحد من "اللي فوق " ، مرثية لجميلة ، سيبقى نعيها "تحت " !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعا جميلة
-
جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
-
شمعة لا تنطفئ ..!!!
-
المجد للشهداء ..؟؟!!
-
لماذا نكتب ؟؟ رد على مقالة الاستاذ سائس ابراهيم
-
مؤتمر -تعدد الزوجات والزواج المبكر في المجتمع العربي -اسباب
...
-
نساء محظوظات ،ونساء ناقصات ..!!
-
الافتقاد للنزاهة العلمية : رشيد مغربي نموذجا ..
-
الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...
-
جبهتي يا ظافرة ؟؟!! في انتظار اصوات الجنود ..
-
الشيخان (قوجمان والنمري ) والمُتصابي أحمد فؤاد نجم
-
النقائض وثوريو الشرق ... في نتف الريش المُتبادل
-
صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية
-
صناعة سوفييتية - الانسان الجديد 2
-
صناعة سوفييتية -في بناء الانسان 1
-
صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي
-
عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..
-
السعيد ، كل يوم عنده عيد .
-
ألحق (الذنب ) على الامبريالية ..!!
-
لماذا جيفارا ؟؟
المزيد.....
-
احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا
...
-
ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم
...
-
بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو
...
-
-الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش
...
-
رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 .
...
-
مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
-
“الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ
...
-
175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
-
عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط
...
-
-المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|