جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 00:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تفوح منها رائحة الدخيل
اينما تذهب تفوح منها رائحة الدخيل. لم تلد طبخة الحضارات البشرية على جزر منعزلة تعيش لوحدها دون الاختلاط مع الغير و ليس الانجاب ممكنا دون مشاركة المرأة مع الرجل. لقد خلق البشر لحسن حظه بطريقة لا يستطيع الاستغناء عن الاخر و حالما تقول انا فانك تعني امك و ابوك و يتضاعف العدد كلما تسلقت درجات سلم اصلك. ليست هناك لغة تستطيع ان تدعي بانها نقية صافية خالية من الدخيل. التلوث اللغوي هو التلوث االوحيد الذي يغني و يجنب اللغات الموت المحقق. نقاوة اللغة سم قاتل و مرض خطير يسبب الضعف و فقدان المناعة.
رغم هذه الحقيقة اللغوية فان هناك ناس تزعم بان لغتها خالية من الدخيل. يتجلى هذا التعصب اللغوي في اشد درجاته عند بعض العرب لجهلهم بان الدخيل نعمة و ليس نقمة. لا يهتم الانجليزي من اين اتت كلمة انجليزية يستعملها طالما تفي بحاجته و لكن العربي تربى على تربية تقول له ان الدخيل يحط من قدر و قيمة العربية.
يفرح العربي عندما تتكلم عن تأثير العربية على اللغات الاخرى و لكنه يعتبرك عدوا له حاقدا عندما تبين الدخيل في العربية. لولا الدخيل لكانت العربية فقيرة ميتة غير قادرة على العيش. تفوح من العربية و لغة القرآن رائحة قوية من الدخيل من ناحيتين:
اولا الناحية الدينية: من المجوسية و اليهودية و المسيحية
ثانيا الناحية اللغوية: من الارامية و الفارسية و اليونانية و الانجليزية
ليس هناك قرآن و لا لغة عربية كما نعرفها اليوم بمعزل عن الدخيل و السؤال هو: كيف تستيطع قبائل بدوية كانت تتكلم لغة تفي باحتياجات الحياة البدوية البدائية ان تزعم بان لغتها اليوم نقية خالية من الشوائب اللغوية؟
ملاحظة المقصود بالعربي في هذا المقال فقط بعض العرب
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟