أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مفارقاتٌ تُدمي حُلُمي














المزيد.....

مفارقاتٌ تُدمي حُلُمي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 06:50
المحور: الادب والفن
    


مفارقاتٌ تُدمي حُلُمي
37

..... .... .... ...... .... .....
ذرفَتْ أمٌّ عجوز دمعتين ليلةَ العيدِ
لم يكُنْ لدى الأطفال الصِّغارِ دمىً
لا حلوى ولا عناقيد!
حُزانى بينَ الأصدقاءِ
لباسٌ رثٌ
مسحةٌ من الحزنِ
انبثقَتْ من شغافِ القلبِ
وجعٌ غير مرئي تطايرَ
من فروةِ الرأسِ

إحدى علامات بؤسِ الحضارةِ
طفولةٌ في قمّةِ الأفراحِ
وطفولةٌ أخرى في قمّةِ الأوجاعِ!
لماذا لا نعقدُ قمّةً مشتركةً بينهما
ونمنحُ قلوبَ الحزانى
فرحاً وابتهالاً؟

مفارقاتٌ تدمي تشعُّبات حُلُمي
في صباحِ العيدِ
اندلقَتْ محبرة
ارتشَفتْهَا مساحةُ خيالٍ
منقوشة على امتدادِ
ذاكرةٍ من حجر!

عندما تعبرُ سفينتَكَ
عبابَ البحارِ
شوقاً إلى نجمةِ الصَّباحِ
تذكَّريني ..
واعلمي أنَّ جموحَ الرُّوحِ
يزهو في قبّةِ السَّماءِ!

ثمَّةَ فرحٌ يهيمنُ
على تضاريسِ الجسدِ
يتبرعمُ حولَ أغصانِ المساءِ
ثمّةَ أنثى من لونِ الحنانِ
معبَّقة برائحةِ الكرومِ
تتواصلُ أمواجها الهائجة
معَ انتشاءِ الرُّوحِ
تتصالبُ بانتعاشٍ عميقٍ
معَ ذبذباتِ الشَّهيقِ
مبدِّدةً بثقةٍ مبهرة
ضجرَ المكان!

تمرُّ السُّنونُ
تفرُّ من بينَ جفونِ الشُّهورِ
الأسابيعُ محطّاتٌ يتيمة
غائرة في بحيراتِ الضَّجرِ
يقصُّ الزمنُ من جسدِ العمرِ
أغصانَ الخصوبةِ
يمتصُّ جموحَ الشَّوقِ
إلى براري الطُّفولة
العمرُ قصيدةٌ عصماء
فسحةٌ قصيرة للغايةِ
متى سأكتبُ عن رحلةِ ضجري
في الحياةِ؟
وجعٌ موشومٌ في سفوحِ العمرِ
في غديرِ الذَّاكرة
وجعٌ يخلخلُ شراعَ العمرِ
تعالَي .. اقتحمي أوجاعي
بدِّديها تحتَ قبابِ المحبّة
وحدُها المحبّة قادرة
على انتشالِ العمرِ
من لظى الأوجاع!

اقفزْ ببسالة فوقَ خفافيشِ هذا الزَّمان
اذهَبْ بعيداً في براري الرُّوحِ
وارمِ كلَّ المنغِّصاتِ
في ثنايا الرماد!

اصعَدْ بهمّةِ الصناضيد
إلى قممِ الجبالِ
عندما تصلُ إلى مرحلةِ
أنْ تضحكَ دونَ تحفُّظٍ
من هيبةِ الصَّولجان
آنذاك
اعلَمْ أنَّكَ عبرْتَ دونَ وجلٍ
إلى تضاريسِ المكان!

تمعَّنْ طويلاً في سقفِ الزِّنزانةِ
تأَمَّلْ طويلاً ينابيعَ الطُّفولةِ
حاولْ أن تثقبَ رعونةَ الزَّمهريرِ
محلِّقاً في فضاءِ الكتابة
بحثاً عن نشوةِ الإبداعِ!
.... ... ... .... ......

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]

مقاطع من أنشودة الحياة.







#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقاعاتٌ فقاعاتٌ فقاعاتْ
- لا تخفَي حنانَكِ بينَ شقوقِ اللَّيل
- كُنْ شامخاً كجبالِ طوروس
- تشبهينَ كثيراً خيوطَ الشَّفق
- الأمُّ بحيرةُ حنان
- على قارعةِ الأحزان
- ضجرٌ مِنْ تراكماتِ الإنتظارِ
- زمنُ الانشطار وصراعُ الأبراجِ العاجيّة
- برعمٌ من لونِ النَّدى
- رحلةُ العمرِ أقصر من هبوبِ النَّسيم
- الموتُ انتصارُ الحقِّ في وجهِ الطُّغاة
- مُبارزاتٌ مؤكسدة بتفسُّخاتِ الرُّؤى
- خوفٌ على اِمتدادِ الأوقيانوس ـ ج 1 ـ 24 ـ
- حضارةُ الإنسانِ على كفِّ عفريت
- هجرَتْ سفينةُ العمرِ بعيداً
- أجراسُ الرَّحيل
- أبحثُ عن زهرةٍ مكلَّلة بالنَّدى
- الذَّاكرةُ البعيدة بعيدةٌ للغاية
- ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوح
- وجعٌ يلامسُ سهوبَ الخيال


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مفارقاتٌ تُدمي حُلُمي