عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 18:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يامدينة الوجوهِ العتيقةِ ، والكتب المُندَرِسَةِ ، وسياراتِ الأعيانِ ، و" مَصْلَحِةِ " الفقراء .
يامدينة الغانياتِ ، والزعماءِ ، والثوّارِ ، والصعاليكِ ، والشعراء ، وكتّابِ التواريخِ القصيرةِ جداً .
يا حاضرةِ الأزبالِ البهيّة .
يا أحياءَ الخروفِ الأبيضِ ، والخروفِ الأسودِ ، والثَور البُنيّ .. والأبِلِ الصُفْر .
يا أحلام الفِتْيَة المُطفَأة ، مصباحاً بعد مصباح ، في شوارع الأُنْسِ القديمة .
أيتها الصحراءُ التي قايَضَتْ عديدَ آلهتها ، بحفنَةٍ من الكائناتِ الجُوَفْ ،
وحوّلَتْ عُشّاقَها إلى مجانين ،
وكلَّ قصّةَ حُبٍّ فيها .. إلى سَبْيٍ صغير .
يا بغداد المُسالِمَةُ ، المُتَصالِحَةُ ، إلاّ مع اهلِها .
ها هي خرائبُ أرواحنا ، تكتبُ تاريخكِ المُلْتَبِسْ .
هاهو خشبُ الشناشيلِ يئِّن ،
وشارع الرشيدِ يذوي .
فإذا ما داسَ الغزاةُ مرّةً أخرى ..
على ماتبَقّى من هذا السَبَخ العجيب
أتمنّى لو أنّكِ تمَعّنْتِ قليلاٍ ..
في وجوهِ أنذالَكِ الجُدُد .
ولو أنّكِ أيضاً ..
تَرَكْتِ فيالقَ الأوغادِ ، التي أنتصَرَتْ على ذهولكِ العظيم ،
تدخلُ إلى بيوتكِ الفارغةَ .. آمنةً مُطْمَئِنّة .
وأتمَنّى .. لو أنْكِ تذهبينَ ،
في نهاية هذه " الأوديسّة البغدادية " العجيبة ،
للبحثِ عن دِجْلَةَ أخرى ..
وأهْلٍ آخرون .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟