ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 13:11
المحور:
الادب والفن
(حُ)
غياب
.
.
كالنهر
الذي فرّ
من مجراهُ
أنتَ
كالسكة
التي غادرها
قطارها
أنا
(بّ)
أتدري ؟
.
.
منذ أيار
والبحار
تأتي شواطئ عشاق الشعراء
بحوريات القصيدة
والأنهار
تنقل أسطورة سنونوة وكروان
ذات حلم ..
من قعر القهر نهضا
فاكتشفا
سر اكتمال آدم وحواء
على سطح القمر
)3(
قهر
.
.
مرّة ً أخرى, ستمتدُّ أنامله بعصبيّة ككلّ صباح, ليطفئَ عقبَ سيجارته في أحشائي...!! سيتناثرُ الرّمادُ هنا وهناك. سيفتح الباب دونَ أن ينظر خلفه نظرة امتنان واحدة , وسيخرجُ صافعًا كلّ أمل خلفه حتّى ساعة متأخرة من الألم.
مرّة ً أخرى, ككلّ صباح ستهبطُ هي من الطابق العلويّ. ستتجه فورًا نحوي. ستحدّق برعب ٍ بالرماد وهي تعدّ كم عقب سيجارة ترك في أحشائي. لن تبالي للباب المُوصد ولا للستائر القاتمة أو مواء القطة , هذا النشيج الذي بدأ فجرأ مع أعراض مخاض ٍ مباغت.
ببطْ قاتل, ستقتربُ منّي , وهي تُخفي كالعادة الدمع المترقرق في عينيها.
ستتناولني برفق كما لو أنّي بعضٌ منها.
ستلقي بمحتوياتي في سلّة المهملات القريبة.
بالصابون والماء ستطهرني جيدا جيدا وتجففني قبل أن تعيدني الى مكاني , هناك....فوق المنضدة المستديرة كما الأيام في هذا المأوى, قرب جريدة الصباح . هذي الجريدة التي ذوت على صفحاتها كل الآمال وانحسرت عنها أخبار الانسانيّة, قرب النظارات الطبيّة المعدّة لقصر نظر الرجل, زوجها الذي فاته أن يُلقيها وهو في عجلةٍ من أمره, في جيب سترته السوداء, قرب ...علبة السجائر الأجنبيّة الصنع , المكتظة ...بسجائر ذات شكل غريب.
------------
1-6-2005
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟