خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 02:22
المحور:
الادب والفن
قمم صارت سفوحا
**************
كيف أشفيك أيها العمر القاحل ؟ ،
الا من بتلات أحلامي المغتربة ،
في بحر ليس له ساحل ،
لست نبيا كي أدعي ان دعواتي مستجابة ،
ولست عرافا كي أناور الغيب اغتيابا ،
ولست دجالا كي ألبس الشمس جلابة ،
ولست بذاك الذكاء الحاد ،
كي أقرأ ما وراء الكتابة ،
ولست متفائلا ،
فسمائي لا تعلوها غير نجوم الكآبة ،
ولا أعشاب تنبت في حقلي ،
لا راوند ولا بابونج ، ولا نعناع ،
واني لن أقول اني راحل .
**
من أين يستقي الداء دواءه ؟ ،
أمن فكرة عابرة ،
أم من نبض قلوب حائرة ؟ ،
أم من نظرة امرأة ،
جلست في حضن السماء ،
وقالت للغمام أصابع حبيبي ماطرة ؟ ،
وحين رفع الحبيب رأسه للسماء ،
وجد امرأة في حلم اليقظة مسافرة ،
وتابع طريقه نحو جحيم أرض عاهرة .
**
لا يهم الدواء يا أخي ،
المهم أن تحتاط من الداء ،
ففي هذا الثقب الذي يسمونه وطنا ،
لا تنفذ غير روائح الدخلاء ،
حتى الهواء منعوه من جولته العادية ،
وطلبوا منه اذنا من حارس الظلماء .
**
حين تموت شهوة الحياة في نفسك ،
وأنت لا تزال حيا ،
فقل للحب السلام ،
وقل للنهار الظلام ،
وقل للوقت أن ينام ،
وقل للمكان ،
لم يعد لي شأن بك ،
فبيتي صار مثل الحطام ،
وأنا محض ركام على كاهل الحطام .
**
سيكمل القادمون سيرتك ،
لا تتعب نفسك في كتابة الخاتمة ،
فالأسماء وان قل العدد ، تورث جرحها للعصافير ،
ومثلنا أقسموا أن لا يغلقوا القائمة ،
ستظل مفتوحة ،
الى أن يرث الأرض أقوام حالمة ،
وينتصر العدل على كل الأقنعة الظالمة .
**
هناك دائما دواء لكل جرح ،
خارج فنون المدح والقدح ،
فعلى صهوة التأمل ،
كل قمة تصبح أبسط سفح .
4--11--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟