أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت هوشيار - مرجريت رودينكو -عاشقة التراث الأدبى الكردى















المزيد.....

مرجريت رودينكو -عاشقة التراث الأدبى الكردى


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 06:37
المحور: الادب والفن
    


الحديث عن المستشرقة الروسية مرجريت رودينكو ( 1930 – 1976 ) يعني الحديث عن المخطوطات الكوردية , فقد افنت زهرة شبابها وكرست كل طاقتها العلمية الخلاقة خلال اكثر من ربع قرن في سبيل الكشف عن ذخائر التراث الكردي المتمثلة في المخطوطات الكردية القديمة وتحقيقها وترجمتها الى اللغة الروسية ونشرها . وحققت في هذا المجال إنجازات باهرة .
مرجريت رودينكو : جورجية المولد . أوكرانية اللقب , روسية التعليم والثقافة . ظهر نبوغها في وقت مبكر , حيث كانت في حوالي العشرين من عمرها حين أنهت دراستها الجامعية بتفوق , والتحقت في عام1951 بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم في لينينغراد (بطرسبورغ حاليا" ) كطالبة في الدراسات العليا , واختارت بحسها الجمالي الرهيف – أروع ملحمة لأحد الشعراء الكرد العظام و نعني بذلك ملحمة ( مم وزين ) لأحمد خاني لتكون موضوعا" لرسالتها العلمية , التي دافعت عنها بنجاح في عام 1954 وحصلت على شهادة الدكتوراه في الادب الكوردي , ثم عملت لفترة طويلة باحثة علمية في المعهد المذكور .
في عام 1957 نشرت رودينكو كتابا" تحت عنوان ( مجموعة أ لكسندر ذابا من المخطوطات الكوردية ) التي جمعها المستشرق البولندي الاصل الكسندر ذابا خلال عمله الدبلوماسي بصفة قنصل روسيا القيصرية في مدينتي ارضروم و سميرنا ( ازمير حاليا" ) وبمعونة عدد من الملالي ورجال الدين الكرد وفي مقدمتهم العالم الكردي الموسوعي الملا محمود البايزيدي ( 1868 - 1797 ) , وتتألف مجموعة ذابا , كما تقول رودينكو , من ( 54 ) مخطوطة منها (44 ) مخطوطة باللغة الكردية و ( 4 ) باللغة الفرنسية و ( 3 ) باللغة التركية , وهذه المخطوطات تتضمن نتاجات في شتى جوانب الثقافة الكوردية ( اللغة , الادب , الفولكلور , الاثنوغرافيا , التاريخ ) وهي محفوظة في مكتبة سالتيكوف – شدرين الحكومية العامة في مدينة بطرسبورغ كما توجد مجموعة ثمينة أخرى من المخطوطات الكوردية في مكتبة معهد الاستشراق التابع لأكادمية العلوم في المدينة ذاتها وتتألف من ( 40 ) مخطوطة منها ( 3 ) مخطوطات مأخوذة من مجموعة زابا اما البقية فقد قدمت للمكتبة من قبل عدد من المستشرقين منهم ( ب. دورن ) و ( فيليا مينوف – زيرلوف ) وآخرون من مؤسسي الكوردولوجيا و المهتمين بها في روسيا . وفي عام 1961 أصدرت رودينكو كتابها الشهير ( وصف المجموعة اللينينغرادية من المخطوطات الكوردية ) يتضمن هذا الكتاب وصفا علميا" دقيقا" للمخطوطات المحفوظة في المكتبتين المشار إليهما فيما تقدم , وقد أصبح هذا الكتاب دليل عمل لكل راغب في تحقيق المخطوطات الكوردية المحفوظة في خزائن لينينغراد ( بطرسبورغ ) .
ولقد ذكرت رودرينكو في مقدمة كتابها ولأول مرة بعض المعلومات الأساسية عن الملا محمود البايزيدي , هذه المعلومات التي تداولتها الأقلام الكردية فيما بعد وتقول رودينكو : ( إبتداء من عام 1856 أخذالكسندر ذابا بتكليف من الاكاديمي ب. درون يدرس اللغة الكردية ويجمع مواد حول أدب وفولكلور واثنوغرافيا وتاريخ الكرد وكذلك المخطوطات الكردية وقد أسدى إليه العالم الكردي الملا محمود البايزيدي عونا كبيرا" وفعالا" , وإستنادا" الى المعلومات التي ذكرها ذابا فأن البايزيدي ولد في أواخر القرن الثامن عشر في مدينة بايزيد , حيث تلقى تعليمه الأولى , ثم رحل الى مدينة تبريز للدراسة وحصل على معارف ممتازة في مجالات اللغة والأدب والتأريخ والفلسفة الفارسية والعربية . وفي خمسينيات القرن المذكور رحل الى مدينة ارضروم , ومنذ ذلك الوقت أصبح معاونا" فعالا" لذابا في جمع المخطوطات الكردية , والبايزيدي هو المؤلف الحقيقي للعديد من مخطوطات ذابا اضافة الى ترجمانه من اللغة الفارسية . بيد انه لم يكن يوقع بأسمه على هذه المخطوطات في كثير من الأحيان تلافيا" لإثارة استياء رجال الدين الذين كانوا ولاريب سيدينون العون الذي يقدمه عالم مسلم وبخاصة عالم دين الى رجل مسيحي كلفه بهذا العمل . ان بعض المؤلفات التي قام البايزيدي بنسخها وقعها باسم محمود أفندي أو الخواجة محمود أفندي .
وقد بذلت رودينكو جهودا" مضنية طوال سنوات عديدة لتحقيق وطبع ونشر أهم المخطوطات النفيسة من المجموعة اللينينغرادية , مع ما يتطلب هذا العمل من جهد لضبط النصوص و ترجمتها الى اللغة الروسية وكتابة المقدمات الضافية والتعليقات الضرورية , وفق منهج علمي حديث وفي حياد عملي صارم و موضوعية دقيقة . وتتضمن النصوص المحققة أبرز الآثار الأدبية الكلاسيكية في التراث الكوردي ومن أهمها ملحمة ( مم وزين ) لاحمد خاني و ( الشيخ صنعان ) لفقي تيران و ( ليلى وجنون ) لحارث البدليسي و ( يوسف وزليخة ) لسليم سليمان , إضافة الى كتاب ( عادات وروسوماتنامةي ئةكرادية ) للملا محمود البايزيدي . ولقد حصلت رودينكو في عام 1973 ( أي قبل وفاتها بثلاث سنوات ) على أرفع درجة علمية حيث منحت شهادة دكتوراه علوم في الفيلولوجيا وهي شهادة أعلى من شهادة الدكتوراه المعروفة ب ( P.H.D) وتمنح لقاء إنجازات علمية بارزة . وقد كانت ملحمة ( يوسف وزليخة ) موضوعا" لرسالتها الثانية لنيل الشهادة المذكورة .
لقد كانت إنجازات رودينكو حافزا" قويا" لعديد من المستشرقين والباحثين الكرد لولوج ميدان تحقيق المخطوطات الكوردية و في مقدمتها المجموعة اللينينغرادية . بيد ان مخطوطات كثيرة أخرى موزعة على مكتبات العالم و بخاصة في ألمانيا و انجلترا و فرسا اضافة الى دول الجوار و ربما في أخرى كثيرة . مازالت تنتظر من يهتم بها ويخرجها الى النور , ان الآثار المحققة تظل أسيرة معاهد الاستشراق ولجامعات ولا يطلع عليها سوى نخبة صغيرة من المستشرقين والباحثين , لذا فقد عملت رودينكو على ترجمة وتقديم نماذج ممتعة وشائقة من الحكايات والاساطير والقصص الكردية , إضافة الى الأمثال والأقوال السائرة الكردية الى القارئ الروسي العادي , أي للجمهرة الواسعة من القراء .
وأسهمت رودينكو في عدد من المؤتمرات الاستشراقية ببحوث عن التراث الكردي وعن الأدب الكردي الكلاسيكي على وجه الخصوص , قبل رودينكو كانت مجموعة من الآثار الأدبية الكلاسيكية ( وهي أثمن جزء من التراث الكردي ) قابعة في زاوية الاهمال والنسيان وجاءت هذه الباحثة الرائدة لتخرجها الى دائرة الضوء وتجلوها وتسلط عليها رؤية علمية متفتحة وتعرضها مشرقة ونابضة بالحياة والحس الإنساني وكشفت في هذه الآثار أبعادا" جديدة واعادتها الى موقعها من دائرة اهتمامنا وأصبحت جزءا" من حياتنا الروحية , تحيا فينا ونحيا فيها , وبذلك فندت رودينكو المزاعم المضللة التي كانت سائدة في الأوساط الاستشراقية حول عدم وجود أدب أصيل مدون للكرد .
لذا من الانصاف الإقرار بان نتاجات رودينكو تشكل نقطة التحول الرئيسية في دراسة واحياء التراث الكردي . فقد عملت الكثير من أجل تعريف المعاصرين بنماذج رفيعة المستوى من هذا التراث الخصب . ولو امتد بها العمر لقدمت لنا المزيد من أعمالها القيمة . ولكن الموت أختطفها وهي في قمة نضوجها الفكرى وعطائها العلمى. وحري بنا ان نحذو حذوها , فلا ضير ان يدرس الآخرون تراثنا ولكن من واجبنا ان نشاركهم هذه الدراسة فنحن اولى بها .
إن لهذه المستشرقة الرائدة فضلا" كبيرا" على كل من يهمه بعث التراث الكردي الأصيل وجعله في متناول أيدي المثقفين في جيلنا والأجيال اللاحقة و وفاء" لذكرى رودينكو و خدمة للتراث الكردى , فاننا ندعو المؤسسات الثقافية الكردستانية وبخاصة المجمع العلمي الكردستاني و جامعات الاقليم الى ترجمة نتاجات رودينكو الى اللغة الكردية . كما ندعو الى محاولة استرداد المخطوطات الكردية الموجودة في متاحف ومكتبات العالم , استردادا" مجازيا" بتصويرها تمهيدا" لتحقيقها وطبعها ونشرها من اجل اطلاع الكورد أنفسهم و المثقفين و الباحثين منهم تحديدا" و الآجيال اللاحقة علي كنوز هذا التراث ، خاصة و اِن أثمن جزء من هذا التراث أي المخطوطات الكردية المحفوظة في مكتبات بطرسبورغ تتعرض اليوم الى التلف بسبب الظروف الطبيعية و قطع التمويل الحكومى عن المؤسسات العلمية و المكتبات العامة في روسيا .





#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت هوشيار - مرجريت رودينكو -عاشقة التراث الأدبى الكردى