أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ماذا لو تغير التاريخ














المزيد.....


ماذا لو تغير التاريخ


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 20:20
المحور: كتابات ساخرة
    


نحتفل بالسنة الهجرية كل سنة، ونقيم الاحتفالات الدينية والمحاضرات والدروس عن الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم، ونأخذ إجازة يستمتع من خلالها الكبار والصغار، هذا ما درجت عليه الدول الإسلامية منذ زمن، واطمأنّت النفس بعد أن تغيّر كل شيء في حياة المسلم من تاريخه إلى لباسه إلى ثقافته إلى حضارته، رأى أن كل شيء يسير عاديا في الحياة.
ماذا لو تغيّر الأمر، وصارت نظرية التاريخ الهجري أقرب للواقع، وتبدّل التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري، فالهجرة النبوية الشريفة أصّلت لتاريخ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ورسمت بداية حقيقية للمسلمين أحسّوا من خلالها بحرّيّتهم وعدم تبعيّتهم للآخر، فضّلوا أن تكون قبلتهم في الصلاة مخالفة لأعدائهم فجاءهم الرد "فولّ وجهك شطر المسجد الحرام"، وفضّلوا أن يبدأوا العمل من بعد صلاة الفجر فتجسّد ذلك من خلال قوله صلى الله عليه وسلم :" بوركت أمتي في بكورها" وأرادوا أن يستقلوا بتاريخهم ففضّلوا أن تكون هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بداية لعامهم وتميزوا بذلك إلى عهد قريب.
ماذا لو احتسب المسلمون التاريخ الهجري في معاملاتهم كيف يكون حالهم؟ هل فعلا سيتأثرون بالآخر؟ أم أن الآخر هو من يتأثر بنا حقا؟ فللتاريخ الهجري متعة خاصة ونبض جميل يجعل المسلمين في أصقاع الأرض متحدين يتعاملون وفْقَه، ولعل العالم الآخر سيتبعنا لأن له مصالح مشتركة معنا فيضطر ربما إلى تغيير تاريخه واستراتيجيته في الحياة، ماذا لو جعل المسلمون في أقصى الأرض إلى أقصاها تاريخهم يبدأ من محرم وينتهي في ذي الحجة؟ كيف يكون العالم حينئذ؟
لقد استطاع الغرب أن يطمس هوية المسلمين، وبغزوه الثقافي والاستعماري غيّر وجه العالم الإسلامي، فبعد أن كانت جل الأعمال تقضى من بعد صلاة الفجر أضحى المسلمون نائمين في هذه الأوقات بدعوى أن الجسم يحتاج فعلا إلى الراحة والاطمئنان، وبعد أن كانت جلّ حساباتهم بالأشهر القمرية أوهمهم الغرب أن هذا التاريخ لا يصلح للحسابات وإنما قال لهم: اتركوه لصيامكم وأعيادكم وانسوه في باقي الأيام، ولذلك فقد نسيه كثير من المسلمين خاصة في بلاد المغرب، يحسبون الأشهر الميلادية ويعلّمونها أبناءهم ولا يذكرون الأشهر القمرية إلا قليلا، بل أكاد أجزم أن أغلب الشباب المغاربي لا يعرف الأشهر القمرية كلّها وعلى الترتيب المعروف لدينا، والسبب الاستعمار الذي فتك بكل شيء، فتك بهويتنا التاريخية، وكل ما هو متعلق بالثقافة الإسلامية.
ماذا لو أصبحنا نحسب الأيام والشهور بالتاريخ الهجري، ماذا لو تركنا التاريخ الميلادي، وأصبحنا ندرّس أبناءنا ونتقاضى رواتبنا وتكون أعمالنا بالتاريخ الهجري، هل فعلا نستطيع أم أن الأمر به عقبات كثيرة، أو أنه يستحيل أن يكون لنا التاريخ نفسه الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم، إنها نظرية جديدة في المعرفة الإسلامية جديرة بالاهتمام لأنها توجد مجتمعا جديدا، مجتمعا يتمسك بتاريخه الأصيل الذي أراده سيد المرسلين، واحتسب به المسلمون كل ما يأتون وما يذرون، لماذا لا يطرح العلماء المسلمون هذه القضية على مجمع الفقه الإسلامي ويناقشون الفكرة ويطرحون الرؤى ويبيّنون أسباب الرفض أو القبول؟ لماذا لا يكون للمسلمين تاريخهم ولماذا لا يفكّون قيود التبعيّة للغرب في معاملاتهم اليومية؟
ماذا لو تحقق الأمر، هل فعلا الوقت مناسب للحديث عنه؟ أم أن الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة ويحتاج إلى النظر في الجوانب الفنية والإيقاعية، بل لا بدّ من التعمق في السلبيات والأضرار الكبيرة أو الصغيرة التي قد تنجم عن استقلالنا بالتاريخ الهجري عن العالم الغربي، هل نستشيره؟ أم نباغته؟ أم نفرض عليه رأينا؟ تساؤلات ترجعنا قليلا للوراء عندما كان المسلم فعلا يعتزّ باستقلاله عن الغرب في كل شيء حتى في مأكله ومشربه وملبسه ولكن للحياة ضرورات.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ماذا لو تغير التاريخ