أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الفني...غودار يحلق الى السحاب















المزيد.....

1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الفني...غودار يحلق الى السحاب


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


1963 RO GO PA G
بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الفني...غودار يحلق الى السحاب
هذه الاحرف عبارة عن اختصار لاسم كل مخرج شارك في جزئية في هذا الفيلم،وهو روبرتو روسليني،وجان لوك غودار وبيير بازوليني وأجو جريجوريتي وهو المخرج الأقل شهرة بين هؤلاء العمالقة الثلاثة،ومن الممكن ان ندعو هذا الفيلم استراحة في مسيرة كل مخرج ،ونحن لم نعرج على فيلم(جريجوريتي) ليس لأنه الأقل شأنا بل لأننا لم نجد أي ترجمة لفيلمه الناطق باللغة الايطالية.
إذا استراحة روسيليني هي الأقل قيمة مقارنة مع استراحة بازوليني وغودار،والغريب أيضا في موضوعنا بأننا لا نشاهد فيها أي شيء من اسلوب روسيليني المعروف والمتبع،بينما نستطيع أن نحزر وعلى الفور أن كلا الفيلمين هما لغودار وبازوليني حتى لو لم نعرف اسم المخرج.

عندما يقع الأمريكي المتابع لمجلة (بلاي بوي)في غرام مضيفة طيران حسناء ايطالية علينا ان نعتقد أن هذا الرجل
منوم مغناطيسيا،ولكن الطريقة التي طرح فيها روسيليني القصة كانت في غاية البساطة إلى درجة الوضاعة،ويصح أن نقول عنها بانها درس تمهيدي لشيء اكبر،كما أن طريقة الحل في النهاية افرغت القصة من من موضوع العقدة النفسية والتحليل النفسي واصبحت كأنها عبارة عن اعجاب ليس في مكانه ليس إلا،وهذه القصة يجب أن لاينظر اليها سوى بغير هذه الطريقة...
ونحن لا نطلب أن تكون القصة اكثر تعقيدا بل اكثر منطقية استنادا إلى مخرجها أولا ومستهلها القوي بكلمات لألفرد ادلر،ويبدو أن الفيلم مقصود لبعض المواقف السياسية أو شيء من هذا القبيل وبالتأكيد من الممكن أن تفسر النغمة العريضة المفرطة في تصوير الأمريكي كعامي وسطحي وكاريكاتوري....
إذا كان المقصود هنا سياسي فبالتأكيد أن الحبكة المعرفية سوف تضيع وفقا لهذا التركيب،وعندما يحكمون على هذا الرجل بالأوديبي فما علاقة أوديب بكل ما يحدث الآن...؟!
وبغض النظر إن كان الفيلم يحمل رسالة أو معنى،فالحبكة في غاية الاحتيال والاصطناع والحوار في الفيلم من الدرجة الثانية والأداء متخشب ومضجر...
ولكن الموضوع مختلف تماما عند جان لوك غودار...
أول شيء هو أننا نلاحظ أن غودار يحافظ على اسلوبه الذكي في هذه الجزئية التي تدعى ب(العالم الجديد):
القصة على الرغم من غموضها تنحو نحو المطلق...نحو فن سينمائي عالي المستوى...نحو غودار صاحب الروائع التي لاتنسى...
هناك انفجار نووي يهدد الحضارة برمتها...وانعكاسات هذا الانفجار تنعكس على علاقة حب اقرب إلى الفهم الينا من عدم الفهم،لأننا إذا لم نفهم كنايات هذا الانفجار فنحن نستطيع أن نفهمها من خلال هذه العلاقة...
غودار ينتقد العالم..يتحدث مطولا عن هذا العالم بانتقاد صريح للمتغيرات...ثم يدخل إلى صلب الموضوع
لقد احببت السندرا بعمق...قابلتها قبل عدة اشهر ومشاعري اصبحت محسومة
الذي يروي هو البطل(مجهول الاسم) والفيلم يعتمد على الرواية بشكل كبير مع هدوء شديد من دون أي مؤثرات خارجية،وتقشف شديد في الحوار،كما ان غودار يستخدم المونولوج بشكل مكثف للتعبير عن ردود أفعال البطل الثلاثيني...الشخصية في اتجاه السندرا وليس في اتجاه نهاية العالم
اعترفت له بحبها ومنذ ايام لم يغلق عينيه،ليشتري الجريدة ويقرأ الخبر:
انفجار ضخم سوف يحدث على ارتفاع 120000 متر فوق باريس
هذا الانفجار من الممكن أن يكون كناية عن اشياء كثيرة،أولها العلاقة بين هذا الرجل والسندرا التي مصيرها الانفجار الحتمي ...غودار يربط بين الانفجار وبين شخصياته كما انه يترك مصير شخصياته معلقا مثل الانفجار...
وبالتالي نستطيع القول أن الانفجار في كناياته ورمزياته معلق على العلاقات البشرية المغلقة برمتها،ولهذا يصور غودار بطله وكأنه غارق وحيد في الوجود،وكأنه يعيش في عالم منعزل مقفر خلي من سواه وهذا بالأساس من الممكن قبوله عندما يعلن البطل موت العقل في الجملة الأخيرة التي ينطق بها في الفيلم في مضمار تدوينه لهذا الحدث في حياته.
الانفجار معلق على علاقات انسانية بحتة ونحن لاننكر أن هذا الانفجار يحتمل أيضا أن يكون كناية سياسية على شاكلة الخوف من الحرب الباردة أو الانفجارات النووية المحتملة وفقا إلى ذلك وبالتالي نرى أن الفيلم يركز على العزلة البشرية-تركيزا على موضوع التواصل تحديدا-ولا يحمل الهم السياسي كهدف اساسي واضح له...
(أصبح في غيرة شديدة...من الواضح أن الساندرا تعامله ببرود شديد مثلما تتعامل مع موضوع القنبلة...
القنبلة سوف تسقط على رأسه هو...وغياب السندرا عنه يعني نهاية العالم.
لنلاحظ أيضا أن البطل هو الذي يروي القصة،وعلى لسانه،فمن المحتمل أن تكون الرواية من وجهة نظر شديدة الخصوصية مسقطة من اللاوعي...
الناس اعتقلتها هستيريا غامضة،يتناولون مقدار كبيرا من الحبوب المهدئة، وهنا الموضوع يتعلق بسلوك بشري عام موجود اصلا دون وجود القنبلة أو أي تهديد نووي،وكأن غودار لا يستطيع أن يجد تفسيرا له سوى أن يقحم قنبلة في الموضوع...الهستيريا هي هستيريا جماعية طبيعية من دون مقدمات...وكأن الهستيريا عبارة عن فيمينولوجيا خالصة ومن دون أي مقدمات،يصلح كمثال لها هذا السؤال:
لماذا يعيش الناس وكأنهم يشعرون باقتراب نزول القنبلة عليهم
فيلم غودار هذا فيلم جميل،فيه فترات عالية من التأمل والتفكر،وبالتالي, فغودار لم يفشل ابدا في هذه الجزئية وتغلب على مشكلة ضيق الوقت...
بعد الجبن(بيير باولو بازوليني):
الجزئية الأخيرة هي للمبدع الايطالي (بازوليني) الذي قلنا عنه بانه خرج من رحم الواقعية الايطالية محلقا باجنحة خاصة مثله كمثل كل المبدعين الايطاليين.
عند بازوليني الأمور مفتوحة بشدة ومختزلة حين يعبر عن الحاده مسقطا على الاعتقادات الدينية المسيحية ومن وجهة نظر مادية مشبعة بشدة في النقد السياسي،والتركيز يكون دائما في هذا الفيلم يكون على هذه الجزأية التي ان لم تكن هي الأجمل فهي الأكثر اثارة للجدل...
هناك كادر على وشك تصوير فيلم عن صلب المسيح وهو سيستخدمون ابسط رجل وأقلهم شأنا للقيام بهذا الدور والمفاجأة أن من يقوم بلعب هذا الدور فعليا هو العظيم أورسون ويلز...
يقول بازوليني في بداية الفيلم:
ليس من الصعب أن أتنبأ ما الذي سوف تحدثه قصتي هذه...منحرف وملتبس واحكام فضائحية...وهو يعتبر ان الكتاب المأخوذ عنه هذه القصة هو من اسمى الكتب التي الفت على الاطلاق...
من ناحية جمالية يستخدم بازوليني الألوان في بعض المشاهد وأخرى بالأبيض والأسود وهو الأمر العام في الفيلم،وربما يكون مقصود بازوليني أن يقول بأن الكادر-أي فيلمه نفسه-يصور بالأبيض والأسود،ومن ثم الفيلم الذي يصور داخل الكادر-أي داخل الفيلم نفسه-يصور بالألوان،والمقصود هنا جمالي بحت لا يحمل أي كناية أو عبرة أو مغزى للقصة،كما أن المشاهد ليس من ذلك الغباء أن يحزر من هو الفيلم الحقيقي وبذلك يكون البعد الجمالي هو اكبر مافي هذا الموضوع.
جيوفاني(أورسون ويلز) شخص بسيط وإلى حد ما أبله ولكنه اكبر المعذبين في الأرض وهو جائع ولم يأكل منذ الأمس كما أن له زوجة وأولادا لم يأكلو أيضا.
القضية المعرفية باتت مفهومة:الشخص الأبله البسيط المحتقر الذي يرد بطيبة وسذاجة على كل الأشياء،والصورة التي ينقلها بازوليني عن المسيح هي عن هذه الطبقة من الناس،بينما الطبقة الأخرى التي تصلب المسيح معروفة لدينا ويشير اليها بازوليني بوضوح...
القس هو الذي يأكل الطعام (أو الذي يقوم بلعب دور القس)
أنت أكلت كل الطعام وأنا رجل فقير وجائع
القس بتهكم:اخرس وإلا سأحرمك كنيسيا
نلاحظ أن بازوليني يجرد رجال الدين من قدسيتهم ووقارهم،وكأنه يتحدث عن الجانب الأسود لهم وهو اسلوب استخدمه ايضا فليني في فيلمه التحفة الحياة حلوة...
إذا القصة ككل تبدو بأنها عبارة عن كناية غير صعبة...ولكن بازوليني يبالغ بالاسقاط لكي يقول من هو المسيح الفعلي بالنسبة له،كما أنه يستخدم التهكم ايضا...لأن الموسيقى التي سوف تنفخ هي موسيقى راقصة وليست موسيقى الصلب الحقيقية أي المعبرة فعليا عن موضوع الصلب...
هذا التهكم المقصود به افراد الكادر وليس الكناية الدينية...شيء على شاكلة أنهم مصابون بالغباء
يتنكر جيوفاني بزي امرأة...يفعل أي شيء للحصول على الطعام،ولكنه لن يأكل لأن الكلب الارستقراطي سوف يأكل طعامه،وعلى خلفيات مشهد الصلب،رجل يتضور جوعا ويذل من أجل الطعام مع رقص فاحش لأمرأة تتعرى.
من ناحية الحبكة فهي ضعيفة وتصل إلى الابتذال ولولا الكناية...الكناية فقط المستخدمة في الفيلم لقلنا أن الفيلم يحمل الهم الدعائي السياسي في المقام الأول وأورسون ويلز لم يضف أداؤه أي شيء للفيلم سوى اسمه كقامة عظيمة هو الآخر...والنتيجة كانت أن منع الفيلم منعا كاملا في ايطاليا وحكم بازوليني باربع سنوات سجن بتهمة عدم احترام للمقدسات،وإذا أراد بازوليني أن يثبت هرقطة السياسيين والمتدينيين كان عليه أن يختار طريقة أفضل من ذلك،ونحن هنا لسنا ضد الرواية ولسنا ضد الاقتباس ولكن بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الفني...
تبقى جزأية غودار (العالم الجديد) هي الأفضل والأجمل في الفيلم....
بلال سمير الصدّر 7/2/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة اوديب 1967(بيير باولو بازولييني): البداية الابداعية الس ...
- يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأ ...
- ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذا ...
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الفني...غودار يحلق الى السحاب