أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوري جاسم المياحي - قصة حرحارة ايدي اليمنى














المزيد.....

قصة حرحارة ايدي اليمنى


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 21:28
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك مقولة شعبية بغدادية صارت وياية بالمكلوب ...البغادة الاصليين ( اهل بغداد القديمة ) ومن اقوالهم وعقايدهم الشعبية انه اذا حكتك حرحارة ( باطن الكف ) أيدك اليمنى ...هذا يعني راح تجيك فلوس كومة من حيث لاتدري ولاتحتسب ...اي بشارةخير وبركة ..
وفي صباح احد الايام الماطرة والمطر يبشر بالخير ( وللاسف هذه الايام يبشر بانقطاع الكهرباء وغرق الشوارع والاحياء في بغداد )...وقبل ان اركب السيارة ...بدأت حرحارة ايدي تحكني بشكل لافت ..ولا اكتمكم سرا وانا البغدادي (اب عن جد) غمرتني فرحة ما بعدها من فرحة ..وتفاءلت بالبشارة العفوية ..على اساس الفلوس راح تجيني من حيث ادري ولا ادري.. واني بذاك اليوم كنت مفلس ودايخ بالايجار وقسط السيارة ..وضاربني الهبري مثل مايكولون ..
وبعد خروجي بالسيارة للشارع واني فرحان ومطنش واضحك وي نفسي ووي الهوا ...وما اشوف روحي ..الا والتاير مال السيارة يطك طكة فززتني ونستني الفرحة ونستني ايدي اليمنى واليسرى ..
استعذت بالله وحمدته على كل مكروه ..وكلت لنفسي ..سهلة هذا اول الخير ..و كان الشارع في تلك اللحظة مزدحم على دينه وكل السواق طالعة رواحهم وزهكانين ..فبدأوا يصيحون ...اطبك على صفحة ..واني ضايج من الصياح والطربكة وجا اطبك على الجانب ..واذا بسيارة يسوقها اعمي كلب وارعن وسوء حظي ..ويصدم سيارتي ويفلش الجاملغ الايمن والصفحة كلها .. وطبيعي انا سكتت وما حجيت ..اخاف لا يروح يطلع السايق ..رجل امن ,,او من المليشيات ..اومن حملة مسدسات كاتمة الصوت ..وانا رجل من عامةالشعب وفقير وماعندي ظهر يسندني ..المهم اكلت الدعمة وسكتت وكنت اناقشه بادب المساكين وحوار المفلسيين ..
والمصيبة وجماله فوكها ..الاخ ( والظاهر شبعان وملغلغ وما داير بال مو مثلي )ما سيطر على سيارته ..وصعد الرصيف وسحك مرة ورجال من المارة واكفين على الرصيف ..وتبين فيما بعد بالمستشفى واحد منهم انكسرت رجله ..والمرة انكسرت ايدهه ..
وبعد ان اخذتهم اني والسايق الاخر ( اللي جان بطران ومادير بال ) للمستشفى ..انقلبت الدنيا علينا وجاء اهالي وممثلي عشاير الرجل والمرة ... وعشيرة السايق الداعم يصيحون ويعيطون ويهددون ويطالبون بالفصل العشائري وكعدة العشاير ..واني بيناتهم وحيد اتلفت ..مثل الاطرش بالزفة ..اهدأ بالمتصايحين والمهددين ..وبين لحظة واخرى ..يدفعني أحدهم ..
واني اردد مع نفسي ...ياربي .. هاي وين جانت الي ..وهذا شلون مصباح اكشر ..اللي صبحت بيه ..ساعةالسودة اللي حكتني بيها ايدي ..واتحسس ايدي محاولا التذكر ..جانت يدي اليمنى لواليسرى ؟؟
وفي نهاية النهار .. حسبت الخسائر التي اصابتني وحلت بمدخراتي المالية ..وجدت نفسي ممددا علي بساط الفقر والديون لعدة اشهر ..اندب حظي واترحم على مشاعر المنكوبين والفقراء ..ولعنت الساعة التي حكتني فيها حرحارة ايدي اليمنى ..
و احجيها الكم بصراحة ..هنا بدأ الشك يساورني ...هل المقصود بالمقولة البغدادية الشعبية كانت اليد اليمنى اواليد اليسرى ..وبعدالاستفسار من الشياب والعجايز ..اجمعوا على انها تخص اليد اليمنى وهي المقصودة وانا لست غلطان ..ولكن الكل لاموني وادعوا انني انا المتوهم لان الحكة كانت بسبب بكة (بعوضة )ملعونة ..
وعندها ومن ذلك اليوم المشؤوم عقدت العزم مع نفسي ان لااخرج من باب الداراذا صدف وحكتني حرحارة ايدي اليمنى اواليسرى ..بل وسعت النطاق تحريم الحك بحيث شملت حرحارة قدمي اليمنى واليسرى ..ولا تلوموني ..النار ما تحرك ..الا رجل واطيها ..



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمت عين البانية شكد تنفخ
- لاتصدكون..الواوي يصير حجي
- اقتل العراقيين وصير زنكين
- مناشدة ورجاء
- أبويه ميگدر ألا على أمي.
- اللي تعضه الحية ...يكوم يخاف من مسحالها
- تريثوا لا تذبحوا شعبنا على الطريقة الاسلامية ..
- من سيكسب الجولة الثانية في الصراع ؟؟؟
- شكال بهلول البارحة ؟؟ومن سيكسب المليون ؟؟
- واأسفاه ..اسرائيل كالعادة كسبت الجولة الاولى
- الحكومة الفاشلة تقدم الخدمة المجانية للارهاب
- المهزلة المضحكة والمبكية
- ذهاب البصر خير من عمى البصيرة
- وانتصر الشعب البريطاني بدون حرب اودماء
- اتدرون لماذا نسي العراقيون كيف يتظاهرون ؟؟؟ الجزء الثاني
- اتدرون لماذا نسي العراقيون كيف يتظاهرون ؟؟؟ الجزء الاول
- لاتصدقوا اكاذيب البريطانين والامريكان لتبرير العدوان
- الخيار السوري ..اما الاستسلام باقل الخسائر اوالصمود الانتحار ...
- من هم المحرضين على قتل الابرياء والمساكين ؟؟؟
- سؤال يحيرني . عن شليلة وراسها ضايع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوري جاسم المياحي - قصة حرحارة ايدي اليمنى