|
بَصْرَةُ- لاهاي 7
طاها يحيا
الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 16:21
المحور:
الادب والفن
عَمائِم كحمائِم قبة مقام الإمام علي عند تفرّع نهر العَشَّار مِنْ شطّ العَرب، قبلتها بيدر الخير خان الحاج محسن الإخباري في وسط سوق موسى العَطيَّة العَشَّاري، مع أذان الضُّهيرة بصوت رضائيّان مُسَجل يتعالى مِنْ مَسْجد المَقام ويتماوَج مع نسائِم شطّ العَرب المُنعِشة لذاكرة الرّاوي «ظ.غ.» في لاهاي الآن!. عَمائِم (ترطِن الفصحى كالرّاوي) تخاطِب الحاج محسن: مولاي!.. فيتمتم ولده سعيد ساخراً: (بولاي!).. لأنَّهُ أعْلنَ عن عدم رضاه عن تخصيص والده رواتباً شهرية لشبكة مِنْ المُعَمّمين غليظي حُمُر الأعْناق تشرئِب أعْناقهم مِنْ صاياتهم عديمة الياقات إلى أبيهِ كأعْناق الدّيكة الرّوْمِيَّة!، كون ذلك الإسْراف سَفهاً يوجب الحَجر الشَّرعي. وقد أبدى سعيد شراسَة مع تمدّد بضاعَتهِ في الخان الكبير وفي مُضايقتهِ لابن عَمّهِ خريج كليَّة التّجارة الشَّاب صبيح الذي اسْتقدَمَه عَمّه الحاج محسن ليُتاجر في الطّابق العُلوي مِنَ الخان ما أدّى إلى أنْ جَرَحَ مِعْصمه قصْد الانتحار لأنَّهُ اليتيم ابن أخ الحاج محسن الأكبر (عبدالحسين) المتوفى/ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ Therefore, treat not the orphan with oppression؛ فنقلهُ صهر الحاج محسن «حَسَن القاسِمي» هُرع شامتاً لنقلهِ إلى مستشفى ابن صديق الحاج محسن النَّازح مِنَ الكوت (محمد حسين السَّعدي)، اهتبلها سانحة لذمّ ذوي القربى والغنى التّجار الفجار وفرح لطرد الحاج محسن ولده سعيد مِنْ خانه؛ فهدد سعيد والده بأنَّهُ سيذبحهُ بالسّكين!؛ وهو يجهش بالبكاء المُرّ ويرتعش شارباه الأسودان الكثين على شكل عقربي السَّاعة (في الثامنة والثلث!)، لكنَّهُ يجثو على حذاء والده الحاج محسن يُقبلهُ ويُقبل يديهِ. مِنْ زبائِن الحاج محسن: شهيد المذهب الحاج «عبدالحسين جيتة» بصوتهِ الجهوري المائِز الذي أعدمه البعثيون بعد عودتهم للتَّسَلط مع «عبدالهادي البَچاري» والشَّاب الثري الذي يرتاد العصاري بسيارته يسوقها سائقه في شارع الوطني العَشَّاري «جمال صبيح الحكيم» صيد العصاري! للبعثيين، علقوا الثلاثة في ساحة (أمّ البروم) التي كانت بُسْتاناً لأب الشَّاب صبيح ابن أخ الحاج محسن، وأصبحت في مِثل هذه الأيّام مِنْ شهر مُحَرّم الحَرام ساحة لأواني الطّبخ مِنْ حُرّ مال الحاج «عبدالحسين جيتة» الذي سال له لعاب أوغاد البعث في بغداد. في الجوار على طول الشَّارع المُمتد أمام مركز شرطة العَشَّار بظهر مبنى متصرفريَّة البَصْرَة في «محلة البَچاري» أواني الطّبخ النَّحاس الصّفر للحاج محسن الذي جلل السَّواد بيته وفرش مِنَ الباب إلى محراب منبر القارىء الحسيني «سَيِّد نور(ي)» ببحَة صوتهِ الجهوري يحضر مجلسه في بيت الحاج محسن الجار «سَيِّد سَعيد» نجل الْمَرْجِع محسن الحَكيم، يطّلع على مكتبة الحاج محسن البيتيَّة فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ Wherein are correct and straight laws (سورةُ الْبَيِّنَةِ 3) أوقفها على مسجدهِ (مسجد الجمعة) للإخباريَّة في البَصْرَة القديمة بإمامة (ميرزا عَبّاس آل جمال الدَّين) نجل دفين جوار بُسْتان الحاج مُحْسِن في البَصْرَة «محمد تقي عناية الله» وضريحهُ مَزار ومَدفن قريب لفقراء البَصْرَة. «ميرزا عَبّاس جمال الدَّين» يعدَّ نفسهُ أخ الحاج محسن توفيت زوجتهُ أمّ فاطمة وجمال وخطب (بهيَّة) ابنة أخ الحاج محسن واعتذرت لمرض ألمّ بها فاضطرُّ الميرزا للزُّواج مِنْ عَلويَّة جارة لديوانيته وضعت له بعد ضياء ومحمد مِنَ المُتوفاة آخر العُنقود عضو مجلس محافظة البَصْرَة الآن المُعَمّم «بهاء جمال الدين» عَمّه المُعَمّم رؤوف والد «أياد جمال الدَّين» وعَمّه المُعَمّم الشَّاعِر الشَّهير «مصطفى جمال الدَّين» الذي تزوَّج المُقيمة الدَّائِمة في بيت الحاج محسن برعاية زوجتهِ أمّ أحمد، فاطمة تزوَّجَت ابن عَمّها «مصطفى جمال الدَّين» رغم زواجه الأوّل ودُفنت معه في (مقبرة الغرباء) جوار عقيلة الهاشميين زينب زينة أبيها علي جوار الجواهري الكبير في ريف دمشق الشَّام. جوار الجامع الذي جدّد بنائه الحاج محسن الإخباري (على بوّابة الجامع نقشت عبارة جدّد بنائه الشَّريف الحاج محسن..) بإمامة «ميرزا عَبّاس جمال الدَّين» ((شاهدان)) مع الأسماء الذوات المذكورين أعلاه مازالوا أحياء يُرزقون يُقرون بأنَّ شخصيَّة الحاج محسن حقيقيَّة طبيعيَّة لا افتراضيَّة: الشَّاب المُتواجد مع الشَّهيد (عصام شبر) قتيل البعث في الجوار/ محلة أبو الحَسَن (المجصّة) في (جامع الفقير) الشَّهير، ذاك الشَّاب صاحب قناة (الفيحاء) الفضائِيَّة (د. محمد الطّائِي)؛ الشَّاهد الثاني المُعاون الطّبي وداد عبدالزُّهرة فاخر جار الجامع يعرف الحاج محسن، (وداد فاخر) صاحب الموقع الإلكتروني (السَّيمَر) تيمناً بالسَّيمَر الأصْل والأهل.
#طاها_يحيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إميل توما
-
كاتب الوحي الصحابي معاوي لا عجب لمن سب !
-
الأصالة المعاصرة: أنموذج شعر
-
ما ذنبُكَ وشانؤكَ نقيصة ؟!
-
ما ذنب ضحايا زيارة ضريح الإمام الكاظم له معجزات لا تشملهم ؟!
-
مهلكة آل سعود بدء بهجن الجنادرية
-
الحافات القلقة.. وانشق القمر
-
المرتزق جنادري (الإفك) لايورث (فدك) يا أسعد البصري!.
-
جنادرية : ملك الرمال KING OF THE SAND
-
تناولوا ب(نص) ردن؛ (نص) كباب..!
-
المثقف أنموذج د.حامد أبوزيد في ذكراه
-
المختلف فائز الحداد والمبدع فائق الربيعي
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|