ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 14:32
المحور:
الادب والفن
في الآونة الأخيرة وبسبب تداعي وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية التي نعيشها وتعيشنا وكأننا في جوف غول, أقدمت-;---;-- مؤخرا-;---;-- على تجديد وثيقة جواز سفري المنتهية صلاحيته منذ زمن طويل تحسبا-;---;-- للأسوأ من قادم أيامنا المجهولة, وذلك أيضا نزولا-;---;-- عند رغبة وتشجيع من أخي الذي راود في المرايا أريج أحلامه عندما نأت عنه فراشات القصيدة منذ عقدين من الزمن فخّط في نهد الضوء نافرا-;---;-- سرير الأشياء لتنهشه أنثى المغامرة بدنيا مهد غلالهاطائعة شعائر الحكمة, رحيق الحقيقة وعذوبة فضاء العقل يغازل رحابة الحرية , فأدار دفة عمره صوب أقصى الشرق هناك حيث تشرق الشمس وأصبح مواطنا-;---;-- أستراليا-;---;-- يطمح عندما تسنح له الظروف يوما-;---;--مابزيارة مدينة " صفد " ليحفظ حق أمه وأبيه في الشوق لسمائهما الأولى .
وكان أكثر ما أزعجني في إقدامي على هذه الخطوة وشكل لي غمامةحسرةتطحن أجنة نهاري قد لا تستوقف غيرة إهتمام غيري هو ثبوت جملة تعريفية لشخصيتي على قيود الأوراق الرسمية تصرح بأني فلسطيني سوري للدلالة على أني من التابعية الفلسطينية التي لجأت إلى ربوع هذا المكان مع بدء نكبة عام 1948, مع العلم أن الصفة الثانية قد تشّظت و تمزقت الآن شر تمزيق في آتون شراسة حروب اﻹ-;---;--بادة الأهلية ووحشية قسوة اﻹ-;---;--نقسام الدمويبين أطراف المعادلة المحلية واﻹ-;---;--قليميةوقدتسقط على ما أظن نتيجة لذلك وهذا ما أخشاه-;---;-- فعلا-;---;-- كلمة الفلسطيني من التداول مستقبلا-;---;-- أو يتحول مبنى معناها إلى حواف النقيض تماما-;---;-- بينما ويالشدة المفارقة أن الظروف ذاتها تتيح الآن لكل المكونات المحلية في الظهور وإبراز هويتها المستقلة بعدما كانت مستقيلة لحساب أدلوجة مغرورة ومستبدة , فما السر وراء ذلك يا ترى ؟فكرت وقلبت الأمور من كل الجهات بغية ردم هوة يأس اللجوء وتحقيق نصر خصوبة الخلاص وحاولت تركيب منجز تاريخ هويتي على واقع الحال : فلسطيني سني , فلسطيني علوي , فلسطيني شيعي , فلسطيني بدوي , فلسطيني.....إلخ ..إلخ , لكني في آخر الأمر تخوفت من مرارة الحساب وغضب قدرة الخالق (جل وعلا) في يوم لا ينفع معه الندم على إنتقاصي من فصاحة صراحة هويتي وذلك بإضافة صيغة لاحقة لاتريدها ولم تسع لهالا في السر ولا في العلن , وبعد التجلي والتمحيص وبعد أن نالني كأس خمر معتق من عنب دالية مسّنة عمرها في بيت المنفى قد تجاوز الستين , أخترت أن أكون بكل بساطة ما كنت عليه وهذا ما يناسبني فعلا-;---;-- دون تبجح أو تدليس .. أخترت أن أكون فلسطيني .. فلسطيني .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟