فلاديمير بوتين -رئيس قاهر لقوى خارقة متآكلة ولكنها لا تزال جريئة-.

يعقوب القصاصفة

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فلاديمير بوتين "رئيس قاهر لقوى خارقة متآكلة ولكنها لا تزال جريئة".

يعقوب القصاصفة

سطع نجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الآونه الاخيرة ، حيث اصبح حديث الساعة في الاعلام العالمي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً بعد تصدره قائمة الشخصيات الأكثر قوة في العالم متغلبا على خصمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حصل على اللقب عام 2012، وذلك بحسب تصنيف مجلة فوربس الأمريكية. هذا ما تطلب اعادة النظر والبحث في اسباب هذا النجاح، وللتوصل الى الاجابه كان لابد من السؤال. هل يستحق فلاديمير بوتين هذا اللقب ولماذا ؟
على صعيد السياسة الداخلية فقد أعلن فلاديمير بوتين رجل المخابرات الروسي السابق هذا الشاب الخمسيني المليء بالنشاط والحيوية والشغف منذ اليوم الاول من تولّيه وزارة الأمن الروسية بأنه سوف يقضي على الإرهاب، حيث تمكن من انهاء حالة التمرد والعصيان بين جمهور الشيشان مع روسيا الفدرالية، والقضاء على الحركة الانفصالية الشيشانية. بذلك منح الشعب الروسي فرصة لتنفس الصعداء والشعور بالأمن والأمان والإستقرار بعض فوضى عارمة اجتاحته في عهد يلتسن .
من الناحية الاقتصادية استطاع بوتين ان يرفع الاقتصاد الروسي بعد مراحل الإصلاحات التي مر بها، وتطبيق قواعد اقتصاد السوق وإنشاء قوة شرائية لدى المستهلكين، وتوفير الأرضية المناسبة لدعم متوسطي وصغار رجال الأعمال وخفض الضرائب، لتصبح روسيا من أكثر الاقتصادات في العالم جاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية على السواء. مما ادى الى نقله نوعية نقلت الاقتصاد الروسي الى خارج حدودها السياسية من خلالها تم تحقيق نوع من الاندماج والتكامل ضمن الاقتصاد العالمي.

كما نجح بوتين فى كسر احتكار كبار رجال المال والأعمال (الأوليجاركية) على القرار الاقتصادي فى البلاد مثل: فلاديمير جوسينسكى وبوريس بيريزوفسكى وميخائيل خودوركوفسكى. ومن التخلص من الرموز السياسية للعهد السابق التي كان لها دور في السيطرة على رأس المال فى روسيا،حيث قام بإقالة الكسندر فالوشين مدير ديوان رئاسة يلتسين واستغنى عن خدمات ميخائيل كاسيانوف رئيس الحكومة السابق، وبذلك تخلص بوتين من بعض الرموز البارزة للحرس القديم فى عهد يلتسن ليحل محلهم رجال مخلصين لسياسته الجديدة .
ومن الناحية السياسية جعل بوتين من الكرملين مركزاً لصنع القرار السياسي الروسي متّبعاً في ذلك المنهج العمودي أو الرأسي أو المركزي في عملية صنع القرار، كما جعل من الديمقراطية السيادية شعاراً، بالرغم من أن الغرب وامريكا نعتتها بالديكتاتورية الى انها "الديمقراطية السيادية" تناسبت مع خصوصية الشخصية الروسية والتي لا تقبل الاملاءات والاجندة والتدخلات الخارجية مقيّدة في ذلك الوجود الاجنبي فيها وتاثيره في عملية صنع القرار السياسي.
اما على صعيد السياسة الخارجية فمن المعلوم أن بوتين هو من أشد الأشخاص حذراً وانتقاداً للولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي، حيث أن الاخيرة أتهمته بالتحريض على العودة إلى "الحرب الباردة". لكن بوتين كان وفي كل مرة يتصرف بعقلانية ، هذه العقلانية ساعدت وبشكل كبير في الحيلولة دون وقوع مواجهات حقيقية مع الغرب بشأن الشرق الأوسط، على الرغم من حدوث بعض المواجهات في الآونة الاخيرة الى أن دهاؤه السياسي وعقلانيته حالتْ دون وقوع حرب عالمية ثالثة تهلك العالم، فضلاً عن نجاحه في إحباط أي محاولة لكسر التحالف الروسي القوي مع دمشق وطهران في ظل الظروف الراهنة. مؤكداً على أن روسيا سوف تدعم أي نظام أو دولة لأسباب أيديولوجية، بدون حساب التكاليف والأرباح.
وكل هذا بهدف جعل روسيا لاعبا اساسياً في صنع القرار الدولي و السياسة العالمية ، فالخطوات الاخيرة التي قام فيها بوتين لحل المسألة السورية كان لها أثر كبير جداً على المسرح العالمي، و أثبتت بالفعل أن روسيا ليست أقل شأناً من امريكا وبانها الآن قادرة على التصدي لاي قرار سياسي امريكي ودولي لا يتناسب مع المصلحة الروسية، كما نعلم أن الملف السوري والايراني هي آخر نافذة للوجود الروسي في الشرق الاوسط وان خسارتها تعني هزيمة الوجود الروسي وتنحيه عن دوره المعهود قبل انهيار الاتحاد السوفيتي ويرجع الفضل في ذلك الى فلاديمير بوتين صاحب الشخصية القوية والايديولوجية السياسية الفذه في اعادة هذا الدور والذي سيساهم فيما بعد في احلال نوع من السلم والامن العالمي والذي افتقده العالم بسبب الغطرسة و التدخل الامريكي الجائر في السياسة الدولية . نعم يستحق بوتين هذا اللقب كما وصفته مجلة فوربس فهو "رئيس قاهر لقوى خارقة متآكلة ولكنها لا تزال جريئة".

#يعقوب_القصاصفة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات