أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - الانثى...ملکة العدم المحاصرة














المزيد.....

الانثى...ملکة العدم المحاصرة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


کلما تبادرت الى الاسماع کلمة"أنثى" حتى وتبادرت معها کلمة"العاطفة" کمرادفة حتمية لها وترتبط بها إرتباطا جدليا. وليس بغريب أن تشير الاديان برمتها الى هذه المسألة و تعتبرها مربط الفرس في نظرتها و تعاملها مع الأنثى. وعلى ضوء قناديل الشعراء الرومانسيين و لاسيما في العصور الغابرة إنهمر مطر الشعر لتتساقط الأنثى خلالها کقطرات شفافة مزدانة بشعاع الاحاسيس المرسومة بشکل القلب. ومن بعد هؤلاء جاء القصاصون و الروائيون لينطلقوا من صور و تداعيات الشعراء الرومانسيين ليصوروا عوالم حالمة تجنح لمروج مشرئبة بالفنطازية. وهکذا کان حال المرأة حتى جاء الفلاسفة و الحکماء ليحاولوا جاهدين تبرير الجنوح"الغير عادي" للأنثى و تقديم الطروحات التي تلائم تلک الأطر و الابعاد الخيالية التي حوصرت فيها الأنثى بإغلال من العواطف و الأحاسيس. ذلک کله کان من عصور خلت، لکن القضية مازالت مستمرة، والأنثى مازالت تعيش أجواء الوجد و الشوق و اللوعة. مازالت ترسم بشکل القلب و تعبأ في قناني المشاعر الجياشة التي تفور مع أول إطلالة لفارس الاحلام الذي يأخذها من عالمها التعيس الى عالم ملوک البحار و الجان ليذيقها طعم سعادة سرمدية لن يکون بوسعها أن تنساها حتى ولو أبلى الردى جسدها! هذا التاج المخملي الذي وضعه الرجل على حين غرة من عمر الزمن الطويل على رأس الأنثى، جعلها ملکة في مملکة لاتحکم فيها شيئا، ومامن شک إنها ملکة العدم، هي تحکم العدم بکل جبروتها و عنفوانها ولاشئ غير العدم! إنها الملکة الوحيدة التي جيشها من الوجد و سلاحها من الدموع و مناوراتها من مکر تخر له الجبال! وتتبارى جميع الاديان و المذاهب الفکرية المتباينة على "رعايتها و إهتمامها الاکبر و الاهم نوعيا" بالأنثى، بيد أنها حين تقلب الامور لتقارن بين هذا الرکام الانساني"الرجولي" المخصص لها عبر تأريخ هرم لايستطيع الموت، تجد أن الکل سواسية کأسنان المشط تماما! کلهم يريدونها ملکة في مملکة العدم، کلهم يشتهونها و هي تذوب على أسنة رماحهم و نصال سيوفهم. کلهم يرغبونها محاصرة و مشرفة على موت زؤام يکاد يختطفها و فجأة يظهرون الفرسان من کل صوب و حدب لينقذونها فتذوب في منقذها و تغدو إمة طوع يمينه الى يوم رقودها في حفرتها الابدية. وجاءت الاخوات برونتي"جين ، أميلي، شارلوت" وبيرل باک و نوال السعداوي مدام کيوري و فرانسواز ساغان و تاتشر و....، لکن لم يشفع لها ذلک شيئا في مملکة الوجود عند بلاط عاهلها الرجل. الأنثى هي ذاتها، لو صعدت الى السماء السابعة و نزلت الى أسفل سافلين الارضين فهي ملکة العدم هي الأنثى ذاتها. هي المستبدة و الطاغية في مملکتها المنفية و هي نفسها "وعاء لماء الرجال".1 وجاهدت الانثى لتخرج من مملکتها الوهمية، فصارت مثل ستيف ريفز و أرنولد شوازينجر في تقاطيع عضلات جسدها و لم تکتف بهذا بل إندفعت صوب حلبات الملاکمة و المصارعة لتثبت إنها لاتفرق شيئا عن"حاکمها" ملک الوجود، غير أن ذلک کان کافيا فقط لتسلية الرجل و الترفيه عنه. ومازالت الکوميديا الأنثوية مستمرة بوتائر تتسع و تضيق تبعا لما يمليه مزاج جلالة ملک الوجود في تلک اللحظة من المحاولات المستميتة لملکة السراب. إنها تراجيديا بلون "فوطة" و "عزاء" الام بوحيدها، تراجيديا تستمر و مع إستمرارها تتجدد عذابات و معاناة تعود لبداية القصة و أساس الکوميديا حين إمتدت يد حواء لتقطف التفاحة المشؤومة فصاح آدم جذلا "وجدتها" وکانت المأساة!!

1 ـ إشارة لما ينسب للخليفـة المأمون "إنما أمهات الناس أوعية".



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الاوربي و أمريکا لايحبون الحصاد في الربيع
- ثقافة الحرية و حرية الثقافة
- حرية اوجلان..التنافس الاوربي الامريکي الضمني
- من رفع القران الى ترشيح جمال مبارک: کلمة حق يراد بها باطل
- المرأة و الجنس..حکاية الورقة و التوت
- ترکيا و إعادة محاکمة اوجلان: خيارين لا ثالث لهما
- الاسلام السياسي و الارهاب:الدوافع و المبررات
- الرفسنجاني مجددا..فشل البدائل أم اللاخيار؟
- ولاية الفقيه..وجه آخر للإستبداد
- الکورد و الاستفتاء في الصحراء الغربية
- المرأة و الدين ...الخطيئة و الکمال
- الکورد و التيار الصدري..نقيضان وإن إجتمعا
- قسم البشير بين التنفيذ و إعادة التأويل
- أشبعناه سبا و فاز بالابل
- کرکوک.. لاتتعطل فيها لغة الکلام
- النظام العربي الرسمي و سراب الاصلاح الذاتي
- المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس
- أوقفوا العنف النفسي ضد المرأة
- إشکالية الحرية والانظمة الفکرية ـ الاجتماعية في المنطقة
- الانثى و الحضارة


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - الانثى...ملکة العدم المحاصرة