وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 22:10
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الصعوبات التي كان التاج يعاني منها ؟
وتستحق هذه القضية المتابعة و التفحص بدقة , من حيث أنها تبرز , وبشكل حاد , الصعوبات التي كان التاج يعاني منها , ومدى تعقيد المصالح المتداخلة في اللعبة , وتكتيكات الانجليز , والطرق التي لجأ إليها فيصل :
وجد المندوب السامي نفسه في مواجهة غليان سياسي يطالب بالخدمة العسكرية العامة والاستقلال التام , يغذيه الملك ويتزعمه ضباط شريفيون سابقون أمثال نوري السعيد و جميل المدفعي , فاعتقد أن (( المر المرغوب جداً )) هو (( ايجاد وسيلة لإبعاد جلالته عن بغداد )) ولذلك قدمت له دعوة لزيارة لندن في رسالة صيغت بتعابير أعطت الملك انطباعاً بوجود نية لإعادة النظر في السياسة القائمة .
وغادر فيصل إلى انجلترا في آب ( أغسطس ) من تلك السنة , وابقي عليه هناك في حالة من الحيرة مدة أربعة أشهر تقريباً لكي يتم التصدق عليه فقط بفتات من التنازلات في النهاية . ولكن الأهم هو ما جرى أثناء غيابه .
في المقام الأول , قام أمين الجرجفجي , زعيم حزب النهضة الشيعي المنحى , بشن هجوم ضد فيصل والحكومة العراقية في صحيفته (( النهضة )) التي بدأ يصدرها فور مغادرة الملك . وكانت مقالات هذه بين الشيعة و السنة . وفي الوقت نفسه كان هنالك غليان مستتر ضد السيطرة السنية على الحكومة ولأجل استمرار البريطاني دون تناقص . ورفض علماء الشيعة الرئيسيون تأييد هذه النشاطات . ولم يترك الجرجفجي نفسه أي شك يحوم حول الجهة التي كان يتلقى التشجيع منها . فقد أكد تقرير استخبارات بريطاني أنه :
(( يسود الفرات بأكمله اعتقاداً عاماً بأن صاحب السعادة المندوب السامي يدعم هذا التحرك الشيعي , وقد عمل الجرجفجي دوماً , في كل أحاديثه , على اعطاء هذا الانطباع . وعلى سبيل المثال , فعندما كان يتحدث مع الشيخ أحمد الداود في 17 أيلول ( سبتمبر ) 1927 قال بأن سعادته بذل له وعوداً تتعلق بالشيعة , وأنه ينوي زيارته لدى عودته . وكذلك فإن الشيخ جواد الجواهري أخبر مفتش الشرطة في النجف أنهم ينتظرون بتلهف عودة سعادته وأنهم مستعدون لـ (( قرع الطبول إذا رغبوا في ذلك )) . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟