أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر البحيري - -محظور- في شوارع القاهرة














المزيد.....


-محظور- في شوارع القاهرة


ناصر البحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 14:28
المحور: كتابات ساخرة
    


اضطررت، آسفا، أن أكون في وسط القاهرة وقت بداية ساعات الحظر، ولأني أسكن في حلوان - جنوب القاهرة , والتي تبعد حوالي 30 كيلو من وسط المدينة - فكان يجب عليّ أن أستقل مواصلة غير رسمية ؛ لأن وسائل المواصلات الرسمية تلتزم بـقرارات الحكومة المجيدة وتعمل بها خاصة فيما يتعلق بالركون "للأنتخة"،ولكن هناك وسائل مواصلات أخرى غير رسمية تفضل أن تعمل ساعات قليلة أثناء ساعات الحظر؛ للحصول على مكاسب خيالية من وجهة نظر أصحابها - الغلابة أيضًا - ، فسائقو الميكروباصات، يعملون في هذا الوقت ويسلكون شوارع ضيقة للوصول إلى حلوان.
تجمع المضطرون أمثالي على السائق الواقف أمام مقر الحزب الوطني المحترق في ميدان عبد المنعم رياض، واشترط السائق أن يتقاضى على كل "راس"، كما وصفَنا هو، 10 جنيهات كاملة كأجرة له رغم أنها في الأوقات العادية 2 جنيه فقط، وافق الجميع "بجملة الاضطرار" وركبنا السيارة التي انطلقت مباشرة سالكة شارع الكورنيش في اتجاه مدينتنا الغائبة، وحمدنا الله كثيرا ؛ إذ يبدو أن السائق لا يلقي بالا لمسألة الحظر هذه، وذهبت رأسي غير الواثقة في الحكومة والشرطة على السواء وقالت لي، إن السائق سيُرشِي كل من يقابله من لجان منتشرة وسيتقاسمان؛أي السائق والأمن، فرق الأجرة التي حصلها منا نيابة عنهم "مش واثق بقى".
وقبل أن تصل السيارة منطقة البوابة في مصر القديمة , علم السائق من مصادره الخاصة، أنّ ثمة مظاهرة كبيرة - قال إنها للإخوان أمام المحكمة الدستورية- قطعت شارع الكورنيش، فامتعض البعض وتهلل الآخرون إذ إننا في العربة أيضا نمثل اتجاهات مختلفة، وغيّر السائق اتجاهه بناءً على المعلومات التي وردت إليه سالكا طريق الأوتوستراد بعد أن طلع الكوبري الدائري من منطقة البوابة.
وكان عدد من الركاب سينزل على الكورنيش، فوعدهم السائق أن يعود إليه من منطقة طره، صعدنا الكوبري، ووصل إلى الأوتوستراد، ومشى غير عابئ بالقاهرة التي خيم عليها جو من الرهبة أشبه بمدينة شيكاغو كما أتخيلها، ولكم تخيلت أن السائرين في الشوارع في هذه اللحظة ما هم إلا لصوص أو بلطجية لا يعملون إلا في وقت الحظر، واستعجبت كثيرًا من السيارات التي تتجه إلى وسط البلد أو مدينة نصر وسألت نفسي أين الحظر إذا؟، لكني لا أنكر أن الريبة تأخذك وتخطف قلبك في هذه اللحظات.
عاد السائق إلى الكورنيش مرة أخرى سالكا كوبري طرة، وتندر الركاب على السجن ووصفوه بالفندق الخمس نجوم ؛ كون أن قيادات سياسية ووزارء يقبعون فيه الآن.
وحال وصولنا إلى الكورنيش، وقبل أن نصل إلى منطقة المعصرة، وقف السائق وعرفنا أن شارع الكورنيش مقطوع لوجود اشتباكات دامية بين مجموعة من بلطجية - كما أخبرنا السائق أيضا- ، وعادت السيارة أدراجها لتدخل في منطقة المعصرة من الداخل ونمشي في شوارع ما أنزل الله بها من سلطان، ورغم أن المعصرة تابعة – إداريا- لمدينة حلوان إلا أنني لم أكن أتخيل أن مثل هذه الشوارع موجودة في قلب القاهرة أحد أجمل العواصم في الخمسينيات وما قبلها كما أخبرنا "نجيب محفوظ" في رواياته.
عدنا مرة أخرى إلى طريق الأتوستراد بعد أن ظللنا أكثر من ساعة في دهاليز منطقة المعصرة، ولكم راودتني شكوك أن البلطجية سيهاجومننا ويأخذون مني جهاز الكمبيوتر الخاص بي وكنت قد اشتريته من وقت قريب.
ودخل السائق من عند جامعة حلوان وحال رؤيتها اطمئن قلبي لأني ببساطة يمكنني أن أنزل في هذه المنطقة وأمشي إلى البيت لكن السائق عاد مرة أخرى ودخل في دهاليز، أعرفها في هذه المرة، إلى أن وصل بالقرب من بيتي فتنفست الصعداء واتصلت بحيبتي أخبرها أنني ما زلت حيًّا.



#ناصر_البحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء يدفعون فاتورة غباء الجماعة و قمع العسكر
- الأمل يجعلني لا أقول.. -نجحت الثورة المضادة في مصر نهائيا-
- الوظيفة حرامي - قصة قصيرة
- لن أفوض السيسي.. وأطالب الجيش بالقضاء على العنف
- المشوار ( رواية ناصر البحيري) الفصل الأول
- إكتتاب عام


المزيد.....




- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر البحيري - -محظور- في شوارع القاهرة