أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - تونس: الكُتّاب الفاسدون وعودة الرجعية














المزيد.....

تونس: الكُتّاب الفاسدون وعودة الرجعية


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 13:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في الأعوام الأخيرة، تلك التي تلت الثورة و التي يعيش فيها التونسيون مناخا غير مسبوق من حرية التعبير، وكأنّ تأويلا سيئا لهاته القيمة النبيلة قد استغلته بعض الأقلام الصدئة ذات الريش المنتوف والحبر الجاف لتدعو الرجعية ورموزها إلى العودة من بابٍ خِلناه أوصدَ أمامها إلى الأبد وخرجت منه بلا رجعة: باب التطبيل و التزمير و التزكير للواقف والتملق والنفاق للسلطة و المتاجَرة بضمير الشعب.

قد يكون المرء شبهَ كاتب أو كاتبا صغير أو كاتبا متدربا إلا أنه لو كان بحق كاتبا حقا فلا يمكن أن يكون فاسدا. لكن يا خيبة المسعى، حيث هنالك من الكتاب التونسيين من يصف، مثلا، بكل حماس وبحِرفية تامة، شخصيةً سياسية برُتبة رئيس حزب أو وزير مثلا ويشدد على بقاء هذه الشخصية على رأس التنظيم السياسي أو الوزارة، ثم لا تكاد تمر بضعة أسابيع حتى ينبري نفس الكاتب ليقذف نفس الشخص وينعته بكل النعوت السلبية وذلك أثناء اللقاءات المباشرة على غرار الاجتماعات النقابية وكذلك على المواقع الاجتماعية .

وهناك من يحكم على جموع المواطنين التونسيين الذين ساندوا تحوّل 3 جويلية في مصر بأنهم غير ديمقراطيين، مواصلا بذلك على درب التصفيق للسلطة القائمة. وهناك من يندسّ في عقول القراء المستقلين ممن يفضلون توخي الحياد والموضوعية وذلك بأن يوهموهم، عنوة، بصحة أخبارٍ ملفقة ذات عناوين رنانة و مشفوعة بتحاليل مفعمة بالتبشير الإيديولوجي لعلّ تلك المادة المسمومة أن تُثني المواطنين عن المداومة على مكافحة الفساد بكل أنواعه.

وفضلا عن كونهم مشجعين على الفساد فإنّ هؤلاء كلهم ممن ينتقدون رأي الكتاب الآخرين. ولئن كان مِن حقهم أن يفعلوا ذلك فإنهم ينتقدون بلا حجة ولا برهان، عفوا بواسطة حجة مزدوجة ويا لها من حجة: اعتماد الكتاب الآخرون ما يروّجه إعلام العار من أخبار و الانصياع لعقلية حزب التجمع المنحل . بينما هي حجة من نوع الذريعة والشماعة، صالحة بامتياز لكل زمان ومكان في مملكة الفساد الأدبي التي يديرونها.

فحتى لو كان الإعلام مازال يَعير التونسيين وحتى لو ما يزال هنالك تجمعيون فإنّ مجرد انبراء هؤلاء الكَتبة المضللون و تلكم الأقلامٍ المرتعشة (رغم إيهامهم قرائهم بأنّ ملؤُهُم ثقة بالنفس وقدراتٍ مهنية عالية) ضد الرأي الحر وتأليبهم الرأي العام ضد الحقيقة ولو كانت مُرة وضدّ الباحثين عنها ولو كانوا من الهواة، لأقوى دليل على أنّهم طائفة لا تبالي بتطوير الحياة بقدر ما تبالي بالتقرب الدنيء من رؤوس أحزابها ومن أيقوناتها الإيديولوجية.

وقد يكونون مأجورين لهاته الغاية. كما قد يكونون من المتطوعين لكنّ تطوعهم من الصنف الوصولي والانتهازي الذي يخدم كل شيء عدا مصلحة الوطن. إنهم كَتَبة العار.

إنّ هؤلاء القراصنة، مجتمعين، مثَلُهم مَثُل فريق الكرة الذي يتوخّى طريقة دفاعية في اللعب أمام منافس قوي (الكتاب الشرفاء). يسجلون نقاطا ثمينة فعلا لكن هذا مما يشكل فوزا مؤقتا لا غير، و على حساب مَن، على حساب جمهور بسيط منَحَهم ثقته ليذودوا عن حظوظه (ليفسروا له الواقع السياسي) لكنهم في الحقيقة يغالطونه بواسطة أداءٍ لا يتناسب مع الطرائق العلمية ولا الأخلاق. فينتهي أمر اللاعب المتلاعب إلى قبول الأهداف تلوَ الأهداف في مرمى الفريق (الجمهور وهو الشعب المتلاعب به).

ألا يعلم كَتبة الشيطان أنّ أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم وأنّ الهجوم لا يعني التهجم والتنكيل وإنما يعني بناء الأفكار والتصورات مثلما يَبني اللاعب الشريف والمُتحلي بالروح الرياضية الخططَ و الهجمات؟

في نهاية المطاف نستنتج من كل هذا أنّ هذه الطائفة من محترفي الرذيلة تسبح ضد التيار بل وهي معادية للحق طالما أنها تستخدم أشرف وسيلة، ألا وهي القلم بشهادة القرآن الكريم، لتحقيق غرض هو بدوره متباين مع طموحات الشعب ألا وهو دعوة الشر لإلقاء ظلاله على العباد والاستتباب في البلاد، حيث إنّ الشر لا يعود من تلقاء نفسه وإنما بفعل فاعل جرّاء حرص هؤلاء الأوغاد، المتستّرين، على عودته.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس بين الإرهاب والفهم المتجدد للإسلام
- تونس: اغتيال الأمنيين واغتيال العقل
- هل سيخرج التونسيون إلى الشارع؟
- في بلاد ما وراء الشرعية والانقلاب
- تونس: في ضرورة الانقلاب الثالث
- تونس: الإسلام بين اليمين و اليسار والحوار بين النفاق والوفاق
- إدماج الإسلاميين لإنجاح المبادرة الوطنية التونسية !
- تونس على ذيل وزغة !
- تونس وكل العرب: اليوم سهرٌ وغدا أمرٌ
- نحن وأمريكا والربع ساعة الأخير
- تونس أكبر من الأحزاب وأغنى من النواب
- الإسلام السياسي فُضَّ فماذا بقي؟
- تونس ومصر: واقعٌ متأسلم ودامٍ، ونخب منتهية الصلوحية
- تونس: اقتراح بعث سلطة من الفكر الإسلامي لتعديل السياسة
- تونس: إنقاذ وطني بلا سلطة للتجديد الديني؟
- المجتمع والإخوان: طرقُ الباب بلا تطرّق إلى الأسباب؟
- مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟
- تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية
- تونس: توحيد العقيدة التشريعية ضمانة الإنقاذ الوطني
- تونس: اعتصام الرحيل وعربة بلا سبيل؟


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - تونس: الكُتّاب الفاسدون وعودة الرجعية