مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 01:34
المحور:
الادب والفن
جميلة اسم على غير مسمى,ذميمة و لا تحمل من الجمال إلا الاسم,محببة الوجه,نحيفة الجسم إلى الحد الذي تختفي معه علامات أنوثتها.
بلغ بها قطار الحياة المحطة 36,و هي ما تزال عانسا رغم أنها تشغل وظيفة محترمة.
لم تترك عشابا إلا زارته و لا مشعوذا إلا قصدته و لا ساحرا إلا طرقت بابه و لا فقيها و لا منجما و لا عرافا,كل واحد منهم يعد لها خلطة و يسرف في مدحها و الإطراء على مدى فعاليتها في جلب الأزواج و طرد نحس العنوسة!
استغلت جميلة غير الجميلة فرصة حلول أحدهم جارا لها لتجرب حظها معه,فبدأت بالتزلف و التملق له و التقرب إليه بشتى الوسائل.
في كل يوم تمزج له خلطة من خلطات المشعوذين الذين تقصدهم مع الحريرة أو العدس أو في اللوبيا أو السمك أو في أي وجبة تقدمها له مصطنعة خجلا و سخاء و إيمانا لا نظير له:
-خذ و قل باسم الله و كل بيمينك,نفعك الله بها,بالصحة و العافية مع تمنياتي أن تنال إعجابك.
-شكرا جزيلا,بطبيعة الحال,فطبخك رائع,حريرة الليلة الماضية كانت لذيذة جدا.
جمال البالغ من العمر أربعين سنة,علمته السنون ألا يصدق كل بنت أنثى و إن طالت سلامتها,و خاصة العوانس منهن,شعاره"كذبت العوانس ولو صدقن",و ما ذلك إلا لكثرة ما سمع من حكايات زملائه و لكثرة ما شاهد من نساء يتلاعبن بأزواجهن كخاتم بين أصابعهن بعد أن يكن قد ألقمنهم مخ ضبع أو كبد حمار أو عين قرد,فكان كلما سلمته جميلة طعاما أفرغه في بالوعة المرحاض و أتبعه الماء و في اليوم الموالي تجده يمدح و يجامل قائلا لها:
-طبخك جميل يا جميلة.فتزداد المسكينة يقينا و اعتقادا بصحة ما يقوله لها مشعوذوها,معتقدة أن موعد الخلاص من ثوب العنوسة قد اقترب!!
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟