|
أصنام - المسلمين-
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 18:22
المحور:
الادب والفن
"الحزن" يحضنني كقوقعة سلحفاة ما زال (الحظ ) يسبقها..يحميني من مفاجآت أتتْ و أخرى لم تأتِ.. هل تعلم يا صديقي لمَ كبرتُ فجأة؟! لأنني فقدتُ القدرة على اقترافِ (الدهشة).. أجل لستُ أبداً بذلك النقاء.. الحب الذي فرّ خوفاً من قوقعتي سريعٌ كأرنب..و صفعات الأصدقاء ما عادت تعني زمناً للبكاء.. لكنني لم أكتفِ من الأحلام.. طريقي الطويل لا يزال يعدني بسماءٍ و كثيرٍ من الفصول يسكنها الربيع حتى في الشتاء... من "حب آخر".. " لمى محمد".
اكتشفتُ منذ زمن أن الحياة أقصر من الاستسلام للفشل، و أطول من النجاح مهما كبر.. و أننا كثيراً ما نتبع عادات الأجداد من غير تفكير فنفشل لأننا لم نختر طريقنا بأنفسنا بل ورثنا القدرة على اختيار ذات العادات.. إذا أردنا أن نكون على قدر ( العقل) يجب أن نستخدمه في كثير من الموروثات: مثل " النقاب".. و " شجرة الميلاد"... ***************
البشرية تسير بتاريخ زمن العولمة.. حتى ( الفيسبوك ) الذي يستخدمه تجار الدين يحمل التاريخ الميلادي.. أين ذهبت حضارتكم يا أحفاد النخيل.. من أحرقها و يحرقها؟!
حوّل الأذكياء شجرة الميلاد إلى رمز ديني ( مسيحي) مع أنها موجودة من العصور الوثنية، و في سياق حكاية قديمة تشبه قصة " عيد الأضحى" عند المسلمين.. أُنقِذَتْ الأضحية الإنسان و حلّ الرمز الجميل محلّ الدم ليعطي فكرة جميلة عن المعتقد...
في المقابل قام كثيرٌ من المعاقين بحرق الشجرة باسم ( الإسلام) و تحريم وضعها في بيوت المسلمين ليصنعوا من ذلك قضية تافهة جديدة تشغلهم عن قضايا مصيرية تجاهلوها.. تماماً كما حوّلوا حكاية " عيد الأضحى" إلى أصابع مغمسة بالدم...
الشجرة التي دلّت على ذكاء الإنسان و قدرته على خلق عالم أجمل.. شجرة السرو بعنفوانها و شموخها، بتحديها للصقيع و دوام خضرتهارمزٌ جميل يجمع جميع من يؤمن بأن " الله" وضعنا على هذه الأرض لنعمرها بالحب و العلم بغض النظر عن الأديان.. الطوائف.. القوميات.. و الكماليات الأخرى. " المسلمون" الحقيقيون اليوم مسؤولون عن تطهير " الإسلام" من عبدة الأصنام.. حدّ السيوف.. و إرهاب الثقافة و العمائم.. مسؤولون عن نشر المحبة.. السلام.. و كل الصفات التي يقولون أنها عماد الدين السليم...
هامش: "أول من استخدم شجرة الميلاد في أعياد الميلاد هم الألمان وذلك قبل المسيحية بزمن طويل .. حيث أنهم كانوا يعتبرون الشجرة الخضراء رمزا للحياة الدائمة والبقاء... بالعودة إلى قصة ميلاد السيد المسيح في المراجع الدينية لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد!! الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ،ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من ابنائها. وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشراً بالمسيحية، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وانقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك، ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيراً لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة..." انتهى الاقتباس **************
أي دين هذا الذي يحولنا إلى ( غربان)!!
أذكرها مع أني لا أعرف شكلها..زميلتنا في الجامعة و التي كانت تلبس النقاب و الكفوف السوداء، و عندما طلب منها أحد الاساتذة خلع الكفوف في إحدى الجلسات العمليّة، جاوبته بحدة : ديني لا يسمح لي.
و مع أنها قامت بخلع الكفوف لاحقاً، لكنني أحسست أنها لا تصلح منقذة في مكان أعدّ لإنقاذ البشر، بل إنها مسكينة تحتاج إعادة (فرمتة) للجزء العقلي المسؤول عن الممنوع و المحرّم، و الذي يتضخم عند من يقدسون المكررات، و الأوثان، مبتعدين كل البعد عن "الإنسانية" و " الله"...
إن الطريقة الطائفية التي ينظر بها إلى قوانين منطقية جداً، و واجبة التعميم، ليست سوى نتيجة متوقعة لواقع إقتصادي فقير، عديم الثقافة، يحكمه أصحاب فتاوى و تشريعات لا يعرفون شيئاً عن اللغة العربية، لكنهم يفسرونها، و إذا ما خطر في بالك العودة لماضي أحدهم فسترى النقاب العقلي الحقيقي الذي حجب الشهادات المدرسيّة، و أنزل العلامات في الإبتدائية .. آن الأوان لتحطيم الأصنام، فهل منكم من يجرؤ على الصراخ: النقاب: جريمة بحق الإنسانية... الدين الحقيقي السليم لا يدعو لقتل المخالف.. الإسلام لا يشبه لحى الدجالين.. في "الحج" كثير من التقاليد لا نعرف مصدراً لها، و لا يجرؤ " مسلمٌ" على التفكير بها... وضع الحجاب كوضع الصليب: شعار ديني و ليس رمزاً للعفة... عيد الأضحى لا يعني ذبح الخراف... المؤمن ليس حتماً مسلم.. ( المسلم) ليس دوماً مؤمن.. سنحلم بيوم تصبح فيه شجرة النخيل ( مثلاً) رمزاً للسلام في كل بيوت المسلمين.. و تصبح الأضاحي فقط لإطعام الجائعين... " الله" لا يميّز البشر بدينهم و إلا سيكون غير عادل عندما يخلق غير المتدينين.. و يخلق مختلفين ممن يرثون ذات الدين.. " الله" عادل لذلك وهبنا العقل لنواجه الفجّار و التجّار.. أنصاف البشر و المنافقين.. و " الإسلام" : يحتاج فعلاً إلى من ينقذه من أصنام ( المسلمين)... **************
يحطمون تماثيل الحب في " سوريا" لأنها أصنام.. و البعض لازال يحتفل بانتصارات ( الثوار)!! عار عليكم ( نصرٌ) تقوده دولٌ لا كرامةَ فيها للنساء.. عار علينا ( نصرٌ) قسمنا بحسب طائفة الأجداد.. عار على أحفادنا (نصرُ) السبايا و العبيد.. عار على كل سوري ما يقال عن أخوته.. عن أبناء وطنه.. عن وطنه.. عن ألوان عبادة الله في وطنه.. عار و ألف عار عليكم ألّا تروا أنّ: ( الربيع ) العربي أزهر في الاقتصاد العالمي.. تجارة السلاح تنقذ الدول العظمى من ورطتها، فيما بلادكم مسرح لرفع المزاد...
الحرب العالمية الثالثة في جزء منها: بين تجار الدين و السلاح من جهة.. و أصحاب العقول و الضمائر من الجهة المقابلة.. هي حرب بين " الموت" و " الحياة".. الحياة ( فعلها) مضارع بينما الموت ( ماضٍ) حتماً.. أجل: سنحلم بيوم تصبح فيه شجرة النخيل ( مثلاً) رمزاً للسلام في كل بيوت المسلمين.. و تصبح الأضاحي فقط لإطعام الجائعين.
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علّمونا أن نرتد...
-
علي السوري - جبال الزيزفون- 8
-
الثمن: (سوريا ستان)!
-
إيه.. نحن -المبعثرون-
-
لغة - الله-
-
تكبير...
-
غجرية.. و وطن
-
رقص آخر
-
ذات الضفيرة البنية
-
تعويذة
-
و رصاص...
-
-فياجرا-
-
كونوا ( عقولكم)...
-
هكذا نتخلف
-
جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-
-
الدردك ليس للمؤخرات.. و الثورة كذلك
-
ذكريات عن عاهراتي الحزينات
-
أزمنة مائية - محض تشابه-
-
تدنيس المقدس
-
هيروين و مكدوس.. و دوائر
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|