أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين كريكر - هندسة الحجاج كمجال للحركة حاضر بقوة في يوميات الإنسان














المزيد.....

هندسة الحجاج كمجال للحركة حاضر بقوة في يوميات الإنسان


ياسين كريكر

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 01:59
المحور: كتابات ساخرة
    


في هذا الصدد يناقش كل من جورج لاكوف ومارك جونسون في كتابهما المؤتر "الاستعارات التي نحيا بها" الدور الذي تلعبه الاستعارات في فهمنا للعالم وبشكل عام، يؤكد الكاتبان أن البشر يتوصلون إلى فهم العالم من حولهم عن طريق تبادل المعلومات في شكل الاستعارات التي توفر سياقاً مألوفاً لفهم المعلومات الجديدة. ولأن هذه الاستعارات تعبر بصورة متأصلة عن نظرتنا للواقع، يعتقد كل من لاكوف وجونسون أن دراسة هذه الاستعارات يمكن أن توضح فهمنا للعالم. وأعتقد أنه من الممكن تحقيق نفس هذا القدر من التوضيح من خلال دراسة الاستعارات السائدة في مناقشاتنا أثناء المحاججة.
إن من أكثر الاستعارات استخدام خلال المحاججة تلك التي تتعلق بالأفعال التي تدل على الحركة. ولنا أن تتأمل وصف ما يفعله الناس عندما يحاججون. فهم يقومون بما يلي:

تحريك الجمهور، ترقية المواقف، التأثير على المعارضين، إعادة توجيه الأسئلة، تتبع خطوط المحاججة، اتخاذ مواقف منطقية، التراجع عن الادّعاءات، طرح القضايا، توجيه النقاط إلى أهدافها، التوصل إلى استنتاجات، وما إلى ذلك توضح هذه الاستعارة المتعلقة بالحركة وجهة نظرنا حول المحاججة.
أعزاء القراء فنحن عندما نتحدث عن فن المحاججة باستخدام لغة الحركة، فإننا نشير إلى أمرين مهمين على الأقل: أولاً، نَعتبر المحاججة عملية مفعمة بالحيوية وانسيابية وعابرة؛ ثانياً، نتخيل أن هناك بعد مكاني للمحاججة.

يوفر فَهْم هذه الاستعارة بصورة أكثر دقة الفرصةَ للتَغَلُّب على التحدي الذي يرافق المحاججة كوسيلة مفعمة بالحركية عن طريق إيجاد الطرق المناسبة لجعلها وسيلة أكثر استقرار اً.

إن القول أن المحاججة عملية مفعمة بالحيوية وعابرة وانسيابية يستند إلى نموذج المحاججة، وبدراسة هذه البنية الأساسية للحجج، حددنا معنى النموذج الأساسي كنماذج يمثل نقل الجمهور من ذلك الذي يعتقدونه مسبقا (الدعم) إلى ذلك الذي لا يعتقدونه بعد (الادعاء).

تتكرر وتتوسع عملية النقل المميزة المعبر عنها في هذا النموذج الأساسي للحجة خلال عملية المحاججة. إذا ما افترضنا أن أي موقف معين اتخذه أحد المؤيدين هو عبارة عن مجموعة من الحجج البسيطة التي تعمل مع بعضها البعض في تناغم لإثبات فكرة معينة، وإذا ما افترضنا أن هذا المؤيد قد وضع حججه في سياق يجعل أحد المعارضين يسعى إلى مواجهة حججه في نفس السياق، وإذا ما افترضنا أن هؤلاء المؤيدين للرأي المخالف يعملون مع بعض زملائهم في الفريق للنهوض بموقفهم، وإذا ما افترضنا أنه في الأساليب العالمية للمناظرة يوجد أربعة فرق في كل جولة، يؤدي ذلك كله إلى جعل تركيبة الحركة المحتملة في جولة المناظرة تأخذ منحى تصاعد. وبوجود هذا القدر الكبير من الجهود المتزامنة والمتنافسة لتحريك الجمهور، يصبح وقوع الالتباس أكثر احتمالا .

ولكن الاستعارة المتعلقة بالحركة تتيح الفرصة للتغلب على هذا الالتباس. تشير هذه الاستعارة ضمنياً إلى أننا نتصور المحاججة كأنها توجد في سياق مكاني، وهي شئ يجب أن يشغل حيزاً من الفراغ )أو على الأقل يمكن التفكير فيها كأنها مماثل لشيء ما يشغل حيزاً من الفراغ). فعلى الرغم من أن الحجج التي يتبادلها المناظرون في جولات المناظرات ليس لها شكل مادي، إلا أنه عند التعامل معها، بمعنى أنه عندما نقيم الحجج الخاصة بنا، أو نفند حجج خصومنا، أو نحاول المقارنة بين موقفي الجانبين، فإننا نفعل ذلك أولاً من خلال إلحاق تلك الحجج بنقطة مرجعية.

خلاصة القول تتيح لنا هذه النقطة، هذا المكان الوهمي الواقع في الحيز الخيالي الذي تتحرك فيه الحجج، التعرف على الحجج المتنافسة وفهمها وتقييمها على نحو أكثر فعالية مما كنا سنستطيع فعله إذا ما ظلت في إطارها الحركي.

إعتمدنا في هذا المقال على كتاب ليونيل بلينجر، ترجمة : عبد الرفيق البوركي.



#ياسين_كريكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية علم النفس بالنسبة الاتجاهات الابستمولوجيا المعاصرة
- -حدجنة السياسة من داخل القبة البرلمانية-


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين كريكر - هندسة الحجاج كمجال للحركة حاضر بقوة في يوميات الإنسان