منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحكيم يرجح ولاء وطنيا عن المالكي
عاد الهدهد لسليمان بالخبر اليقين
القاضي منير حداد
سرتني حكمة السيد عمار الحكيم، ردا من جنابه، على التماس ساسة نافذين.. شديدي النفاذية في سياسة العراق الراهنة، طلبوا العوم من جرف المالكي، الآخذ بالانهيار، الى شاطئ امان الحكيم.. يريدون مغادرة صف رئيس الوزراء، انتظاما في رحاب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، خلال الانتخابات المقبلة.
وإذ تلقى الطلب؛ اجاب: "لا آخذ أحداً من أحدٍ، ولا اطلب من صاحبٍ التخلي عن صاحبهِ" وقال: "لا اريد مقعداً، ولا حكماً" انما يريد الاصلاح، في أمة جده؛ مثبتاً ولاء الخَلَف البار للسلف الصالح.
صرح قولا وفعلا: "اريد تثبيت قيم" وهو يجيب طلبهم: "هل يؤمنون بمشروعي؟ مكون حكم اكثر من الفٍ واربعمائة عام، فيها صواب وشابها خلل، كما هو متوقع من حال الدنيا؛ فلم تتفتت بيضة الاجماع، مثلما حدث في السنوات العشر التي نعيشها".
ولنا بما يقول السيد الحكيم مقوما سلوكيا؛ اذ يتخذ من الوطنية، مجسا في الانتماء الى المجلس؛ مبينا: "لا تهمني صلاة الراكعين، نوافلا ولا تدين القانتين تهجدا، قدر ما يعنيني حب العراق".
ولنقارن: لو قُدِمَ بهذا العرض، للمالكي، هل كان سيتخذ من الولاء للوطن، مقياسا في قبول من يتقرب اليه؟ اتوقع أكيدا من انه سيغدق العطاء عليهم.. رشاوى وهبات ووظائف؛ إغراءً يستلب به نظراءه، ما ليس له، مشغولا بالاستحواذ على عدد يضمن له كراسي في مجلس النواب، تجعله رئيس وزراء، باي ثمن، حتى لو باع العراق نفسه، تحت الشعار الانتهازي الهزيل: "الغاية تبرر الوسيلة".
الا تعسا للرجال اذا ما المطامح صرن مطامعا، وبئس المتلسقين، اذا تعذرت عليهم معرفة سبل التواضع.. نزولا للناخبين.
لو ان الخط البياني للوساطة، بالاتجاه المعاكس، توسطوا بينهم والمالكي؛ ما كان ليحتكم للولاء الوطني قبل الولاء لشخصه؛ مقدما مصلحته على الوطن.
إذ "ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون" حائلا بين المرء ونفسه؛ اذا ما دعته مازوشيته للدعاء: "فامطر علينا حجارة من السماء" وتلك هي الحجارة، يكاد المالكي يمطرها على شعبه، بطالة وارهاب وشح خدمات.
لو ان كلمة حق آمن بها، ما مكث على عرش الوزراء رئيسا، ولا تمسك بالعرش كما الطغاة، سائرا الى طويريج في الدرب التي ذهبت بسلفه الى حفرة تكريت.
بالمقابل، ما زالت نشوة الايمان تسعدني، إذ قال الحكيم، ان العراق شرطه لقبول الانتماءات و... الله مولانا ونعم الوكيل، هو حسبه في العلاقة مع ساسة يخطب الجميع ودهم.
#منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟