لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 3

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 17:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بسم الله الرحمن الرحيم
لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 3

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي
المقدمة:
هذه الباقة الأخيرة من اللطائف المتبادلة من الاشعار بين علماء النجف الأشرف مدينة العلم و الفقاهة ،وواحة الشعر و الأدب:

السيد الحلي وكيف تصدى لمؤامرة الشعراء
عند وفاة السيد جعفر القزويني اقيم للفقيد مجلس تأبيني وكان من المقرر ان يلقي السيد حيدر الحلي الشاعر المعروف قصيدة فيه وقد تواطأَ شعراء النجف يومها ان لا يستعيدوا القصيدة بل يواجهونها بالبرود والصمت وهكذا فعلوا حين القى السيد الحلي قصيدته وكان مطلعها .
قد خططنا للمعالي مضجعا ودفنا الدين والدنيا معا
وقد انتبه السيد الحلي لهذه القضية فتوجه للشيخ محسن الخضري وكان من الشعراء المعروفين وقال له :
اني لا ارى في المجلس من يستحق العتاب سواك فخجل الخضري وقال : على البديهة معتذرا :
ميزتني بالعتب دون معاشر سمعوا وما حي سواي بسامع
اخرستني وتقول مالك صامتا وامتني وتقول مالك لا تعي
واستعاد القوم القصيدة واعطوها حقها من التشجيع والاكرام .
الشيخ محسن توفي سنة 1302 هـ بن محمد بن موسى بن عيسى بن الشيخ حسين بن الشيخ خضر المالكي .
رسائل السيد عباس شبر للشيخ كاشف الغطاء :
سماحة العلامة الاكبر آية الله الشيخ محمد الحسين دام ظله العالي
السلام على مولانا ورحمة الله وبركاته وتحياته الصالحات المباركات والابتهال الى لله سبحانه من صميم القلب ، يمتعنا والعالم الإسلامي أجمع بدوام ظلكم على مدى الأيام.
بقيت بقاء الدهر يا غوث أهله وذاك دعاء للبرية شامل
تشرفت برسالتكم العزيزة في البريد المسجل وتلوتها بكل اعجاب وإكبار شاكراً داعياً لسماحتكم وسأجتمع في أقرب فرصة إن شاء الله بأحمد بدران وأؤكد عليه بالاهتمام التام في هذه النفحة القدسية والعبقة السماوية التي خص بها يراع المجاهد اليراع الذي اختاره الله سبحانه لنصرة دينه وإرشاد عباده فكان آية من آياته :
يَراع يُراع به الجاحدون ويرعى بـه المؤمن المتَّقي
حسام جراز غداة الكفاح وفي السلم كالغصن المورقِ
تخيره الله للمعضلات و فتــح مقفلِها المغلقِ
فأصبح في عصرنا المستنير معجزة الدين والمنطـقِ
(وبعد) فما عساني أن اقول في نعت هذا اليراع الكريم الملهم ووصف رشحاته التي يقصر دون إطرائها البيان وان ( هذه من علاه إحدى المعالى وما عسى أن يقال في وصف صحاح الجوهر أستغفر الله ما قيمة الجوهر ) إلى جانب هذه السموط الفردوسية وهي ( من جوهر التراب ) فاقترح على الاستاذ أحمد بدران عرضها بعد ترجمتها على لجنة من شبابنا المتأدب باللغتين العربية والإنجليزية لإخراج الترجمة تخريجاً عالياً كما تحبون ونحب إن شاء الله .. وبالختام تقبلوا فائق الثناء والاحترام والسلام . من المخلص عباس شبر الحسيني
ثم تلاه الكتاب الرابع من فضيلة السيد عباس شبر أيضا وهذا نصه :
سماحة العلامة الاكبر ملاذ الإسلام ومرجع المسلمين آية الله الشيخ محمد الحسين دام ظله .
بك ازدانت الأعياد وافتر ثغرها وعمّت كما عمت مآثرك الخلقا
فغرد في روض الشرور هزارها يهنى بك الإسلام والدين والشرقا
بعد السلام على مولاي ورحمة الله وبركاته وتقديم أجمل التهاني وأزكاها وأطيب التمنيات وأعلاها بمناسبة هذا العيد السعيد والابتهال الى الله سبحانه أن يجعل أيامنا كلها بوجود مولانا أعياداً تتحدد بالخير والمسرة والبركات .
غرّد طير البشر لمـا بـدا هـلال شوال بأفق السعود
فاسلم ودم ظلا لنا شاملا وأفطر بعيد الفطر قلب الحسود
سبق أن أرسلت لمولاي رسالة عرفته فيها بوصول رسالته الثمينة في التربة الحسينية وقد دفعتها لأحمد بدران ليستنسخها ويترجمها ولأعرض الترجمة على لجنة أختارها ممن يجيد اللغتين وأرسل الأصل العربي ونسخة من الترجمة لسماحتكم وقد اجتمعت بأبن بدران في شهر رمضان مرتين وألححت عليه بالإسراع في إنجاز الترجمة فوعد خيرا ..
وختاما تفضلوا بقبول فائق التهاني والاحترام والسلام . من المخلص الصميم عباس شبر الحسيني

الشيخ الوائلي و الشاعرة نازك الملائكة
أرسل الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله) أبياتاً للشاعرة الكبيرة نازك الملائكة لتهنئها بالحج عام 1974م نقتبس منها هذه الأبيات:
يا أمَّ برّاق عليكِ السلام دام لك الإيمان والإلتزامْ
السعي مشكور لوادي مِنى والحج مبرور لبيت حرامْ
نزلتِ بيت الله ضيفاً على أغنى خوان حاشد بالطعامْ
فهل رأيتِ الله في بيتـه وهل لمحتِ الغيث خلف الغمامْ
الى آخر القصيدة المتكونة من (15)بيتاً كلها رقة و عذوبة.
فأجابت الشاعرة بأبيات نقتبس منها :
مولاي شكراً وعليك السلام شعرك ورد و سواقي غمامْ
مديت حفلي من شذى صافياً لي قلماً عطشان صلى وصامْ
هأنتني بالحج حجي رؤى روحية و نجمــة في ظلامْ
صليت ناجيا ،سرت رعشة في أدمعي في شفتي في العظامْ
و يقول الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله) أبياتاً أرسلتها للشاعر أحمد الصافي النجفي إثر عودته من لبنان جريحاً برصاصة طائشةعام 1976م:
يا عود جرحك لحن بالعبير ندي فخلّ جرحك يشدوفي ذرى بلدي
فرب جرح على أنغامه سكرت دنيا و ما زال صداحاً الى الأبدِ
يا ابن الفرات لقد تاق الفرات الى لحن عن الشط و الناعور مبتعدِ
غنى للبنان فاخضلّت شواهقـه ولفّع السفح في زاه من البردِ

السيد بحر العلوم و قصة الشّاميينِ
و نذكر من هذه اللطائف قصة طريفة ،مفاد ها:
دفع السيد بحر العلوم دفع يوماً لتلميذه السيد محمد جواد العاملي (شاميينِ) من نقود زمانه ليوصلها لاحد المحتاجين، فامتثل السيد العاملي ذلك وجاء ليخبر السيد بايصالهما، فوجد السيد مشغولاً فكتب اليه عجلاً في رقعة (الشاميين قد دفعتهما) ومهر الورقة معكوساً اشتباها، فاطلع عليها السيد وكتب عليها على البديهة:
المبتدأ المرفوعُ جاء منتكسا والمهر في الكتاب جاء منعكسا
اطلع السيد العاملي على ذلك وأجابه على البديهة ايضا:
قد عكس المهر اختلال وهمي اذ لم يكن لي فيهما من سهم
والمبتدأ المرفوع لما عرضا على الامام العلوي انخفضا
المصادر:
1. ديوان السيد رضا الحسيني الهندي /حمعه السيد موسى الموسوي
2. ديوان الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
3. الشيبي الكبير: محمد جواد الشبيبي حياته و أدبه / حمود الحمادي
4. شخصيات أدركتها /السيد صالح الشهرستاني
5. مجلة آفاق الحضارة الاسلامية /العدد:11 في آذار 2003
6. مجلة الحكمة / العدد: 8 في 2001م
7. أعيان الشيعة /السيد محسن الأمين الحسيني العاملي
8. صحيفة العدالة البغدادية /314 في 26/1/2005م
9. صحيفة العدالة البغدادية /317 في 3/2/2005م
10. صحيفة العدالة البغدادية /325 في 13/2/2005م
11. البابليات /محمد علي اليعقوبي
12. المسح على الارجل أو غسلها في الوضوء:المجتهد محمد الحسين آل كاشف الغطاء

احمد الحمد المندلاوي
بغداد – 9/5/2007م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات