أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - -استعادة طه حسين:














المزيد.....

-استعادة طه حسين:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


استعادة طه حسين


تمرُّ هذه الأيام الذكرى الأربعون لرحيل عميد الأدب العربي د. طه حسين19889-1973، الذي استطاع عبر ثمانية عقود ونيف من حياته الممتلئة بالعطاء و التجربة أن يترك أثره عميقاً ليس في المكان الذي لم يفتح عليه عينيه:أي "أرض الكنانة"، التي تمور الآن بحراكها الثقافي، بل والعام، مستكملة رؤى التنويريين من خلال ترجمتها، في ظلِّ اختلاط الضجيج، إلى حدِّ الالتباس، يقابل ذلك تنافر الأصوات، وتضادها، بما يشي بالوصول إلى عتبة افتراقية، تترجم فيها أصداء الذوات، و خلاصات الأفكار، تقدم، على هيئة المرافعة، والمرافعة المعكوسة، لئلا يظل أحد على خشبة مسرح الواقع إلا ويبدي رأيه، وهو أقصى مدى ينجزه الخطاب الثقافي، ليس من خلال استلاب رأي الآخر، بل على صعيد تحريك الحالة السكونية ، الراكدة، وإظهار كل شيء على حقيقته، ضمن إطار توصيفه وتقويمه.

ولم يبق تأثير د. حسين ضمن تلك الحدود المكانية التي ينتمي إليها، بل انداح ضمن فضاءات أوسع، حيث تتردد أصداء أسئلته الأولى، وقد أطلقها تحت وطأة روح ديكارتية، ليس من أجل مجرد: فرض رأي وإزالة آخر، بل من أجل تأهيل العقل، واستفزازه، وهونائس بين أبعاده الثلاثة:الماضي-الحاضر- المستقبل، حيث تكمن هنا أهمية الفعل الثقافي، لاسيما أن الرجل الذي عاش-بعمق- الماضي ونقائضه، وهو الكفيف، مرهف الحساسية، ضمن دورة تجاذب معرفي مديدة بدأت بأحضان أسرته الريفية، التقليدية، التي اصطدم بها، رغم دفئها بالنسبة إليه، ومروراً بشيوخه الأوائل الذين تتلمذعلى أيديهم، على مختلف مراحله الحياتية، طفلاً، ويافعاً، وشاباً أزهرياً، أو طالب علم في باريس، لئلا يكون محايداً-بالتالي- بل متفاعلاً مع كل ما يستحصله من علوم وأفكار ونظريات، من دون أن يكون مجرد منفعل سلبي إزاءها، بل مصيغاً لقناعاته، في منظومة معرفية، تجلت في أمَّات منجزه الإبداعي، والفكري، ضمن أحد أهم المشاريع التي ينظرإليها في مكانه، مادامت ثلاثية"الأيام" و"في الشعرالجاهلي" ومستقبل الثقافة في مصر"، تعد- في حقيقتها- علامة، وانعطافة تسجل باسمه، كما هو حال مشروع محمد عبده والأفغاني-من جهة- وعلي عبدالرزاق من جهة أخرى، ربما يكون- ومن وجهة نظرنا الخاصة رؤية ثالثة، أوتوفيقية، بين الأوربة والأسلمة، رغم بروز عنصرالصدمة في أطروحاته إلى درجة التضييق عليه، بعد مرورسنة على إقامته الباريسية، وعودته في ثلاثة أشهرالاستراحة إلى مصر، كي يؤلب المختلفين عليه، لولا تدخل صاحب القرارالسلطاني، مادعاه للعودة إلى فرنسا، وتثنية الدكتوراة، مرة عن أبي العلاء المعري، وأخرى حول" علمنة ابن خلدون، وإن كانت رؤاه هذه، ستقوده إلى "محاكمته" واضطراره لتغيير"عنوان" أحد كتبه-الأكثرإشكالاً، من دون أن يرضي ذلك"الرقيب"أو"القيم" مادام أن غليلهما لم يشف، وهما يتوخيان منه إدانة نفسه، وتقديم التوبة، وإن كانوا يرون" الكباريخطئون في العلن ويتبرؤون من خطئهم في السر" على حد قول أحدهم.

إن استعادة طه حسين-الآن-بعد كل هذه المسافة الزمنية على أطروحاته الصادمة، تدل على أمرين اثنين، أحدهما عظمة الأسئلة التي طرحها، ومدى الحاجة القصوى إليها، لاسيما في ظل محاولات إطفاء أي جانب استناري، وثانيهما أن أدوات حماية هذه الطروحات، ومثيلاتها، عبرالعقود الماضية كلها، لم تكن، في المستوى الذي يرتقي إلى حساسيتها، وجدواها، بل والحاجة إليها، لاسيما في مواجهة هذه الجدران الكثيفة من الظلام التي تجعلنا نشكك بمصادرالضوء الاصطناعية التي تلت مرحلة هذا المفكرالأديب أسطوري القدرات، سيان اختلفنا معه، أواتفقنا...!

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - -استعادة طه حسين: