وليد فتحى
الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 15:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعانى المنطقة العربية وخاصا مصر من مشكلات أقتصادية وأجتماعية شديدة التعقيد,وعلى مر العقود الأخيرة كانت الديكتاتورية ومازالت تحكم تلك البلدان بوسائل أكثر وحشية وهمجية وبسياسة
الحديد والنار وبمنهجية (فرق تسد) والنظرة أحادية الجانب من خلال سلطة حاكمة يتحكم فى المجتمع بأطار (محاكم التفتيش) التى كانت منتشرة فى العصور الواسطى بأوروبا ,وهيمنة ما يسمون أنفسهم
بأسم الدعاه ,ولذلك نجد نظرية (مكايفللى ) فى الحكم والسياسة بأن الحكم لابد وأن يشتمل على صيغة الدين وضرب المجتمع بسوط ما تسمى بالقيم الأجتماعية وأعرافها ومواريثها الشعبية الدينية حتى
لا تحدث خلل فى السلطة وأضعافها من خلال أنتفاضات أو ثورات !!
فالمدقق فى تاريخ الشعوب فى المنطقة العربية وخاصا مصر يجد بوضوح تدخل الدين بصيغته السلفية الوهابية فى مقدرات الناس الى درجة تقنين الممارسات الغاشمة لمناهضة أفكار حداثية أو أصلاحية
فى داخل الدين ,وفى ملف الأحداث والمواقف التاريخية بدءا من القرن العشرين يوضح هذه المعضلة ,فكتابات (قاسم أمين) نالت الكثير من الهجوم ومصادرة كتبه (حرية المراه ,المرأه الجديدة) وفتاوى
الشيخ الجليل (محمد عبده) لمجرد دعوته للمجتمع بالرجوع الى الحق والسلام والأنسانية التى نجدها فى الأديان الأبراهيمية والرؤى التحررية ,وطبعا طرد الشيخ الدكتور (على عبدالرازق) من عمله فى
الأزهر بعد طبع كتابه (أصول الحكم فى الأسلام) وتدخل الرجعيين والأنتهازيين فى قضيته من أجل سلطة أستبدادية وقتها ,ومؤلفات (طه حسين) وطرده من الجامعة والتجريح فيه فى الصحف والمجلات
وقتها بعد كتابع الأشهر (فى الشعر الجاهلى),ومن ثم قترة حكم (السادات) وبعد صفقته المشبوهه مع تجار الدين من الجهاديين والأصوليين والسلفيين والذين أتوا من الكيان السعودى وخروجهم من السجون
فقد تحالف معاهم من أجل ضرب الحركة الوطنية الأشتراكية فى هذا الوقت ومطالبتهم بتغييرات جذرية من منطلق سياسية أجتماعية من أجل الأغلبية من الشعل ,فتم دمج السلطة السياسية بالأطار الدين
وأصبح السادات (خليفة المسلمين على الأرض) وأن أطاعته فهى طاعة الى الله والخروج عنه بالمعارضة السليمية من أجل حقوقه الأقتصادية فهى شر مبين ويعتبر فى نظر مشايخ الدعوه والدين (كافر)
ومعاقبته واجب على ولى الأمر ,ومصادرة كتب الدكتورة (نوال السعداوى) والحادثة الشهيرة ضد الكاتب (فرج فوده) وقتله على يد السلفيين بمباركة الأخوان ,والأرهاب الذى طال المناطق العربية
وخصوصا مصر فى فترة التسعينيات ومازالت متواجده بأسم الحق الألهى والحقيقة المطلقة,والدعوه القضائية التى رفعت ضد المفكر الدكتور (نصر حامد أبو زيد) وأنفصاله عن زوجته بأمر المحاكمه
لأنه يعتبر فى نظر الدين الأسلامى (مرتد ) ووجب قتله..
وكثيرا من المشاهدات اليومية وعلى صفحات الجرائد والمجلات والأعلام والأخبار نجد من يتسبب فى قتل أنسان مسالم برئ لمجرد أتهامه بأنه مرتد وخارج عن قواعد الدين ,ولن أتحدث عن غالبية
المجتمع الذى يتعامل مع بعض بأسلوب الطائفية وبالتالى العرقية والطبقية أيضا بأسم الدين,ونجد فى الحياة اليومية فى الشوارع ومقرات العمل والمصالح الحكومية من ينصب نفسه حامى حمى الأخلاق
بأسم الدين,ومن يتعامل معك بشكل غير لائق بوجه غاضب لمجرد ذكرت تحية الصباح أو المساء بكلمة (صباح الخير أو مساء الخير) وليس (السلام عليكم ورحمه الله)!ّ!
هذا المجتمع الذى لا يتحمس كثيرا من أجل مطالبته بحقوقه المهدورة من سلطات تتعامل مع الشعوب بمنطق اللص ,أنما يتحمس أكثر أنه يتعامل مع الأخر من منطلق الوصاية بصيغة الدين ,فحوادث
حرق الكنائس والأديرة أصبحث حالات عادية جدا نسمع عنها يوميا وهذا بسبب منطق الوصاية على الأخر بأسم الدين ,ومن الجدير بالذكر مقتل (الشيخ حسن شحاته )فى أحدى قرى محافظه الجيزه
ولأنه شيعى فتم قتله بأسم الدين ,وحرق بيوت وسرقة البهائيين فى أحدى قرى محافظة أسيوط أيضا بأسم الدين ..
وملاحقة كل العقلانيين واللادنيين فى الجامعات المصرية وحتى على صفحات التواصل الأجتماعى مثل الفيس بوك والتويتر ومكاتبات أمنية لتدمير حياتهم العملية أيضا بأسم الدين ,فالمجتمع المصرى
الذى يتجاوز عدد سكانه التسعين مليون نسمة نجدهم مثل الفيسفساء مختلفيين فى العقائد والمذاهب والرؤى والأفكار الأجتماعية والسياسية ونجد منهم المسلم السنى والشيعى والصوفى ومنهم المسيحى
القبطى بجميع مذاهبة سواء الأرثوذكسية والكاثوليكية والأنجليين ,وداخل كل مذهب أو طائفة عدة أختلافات ثانوية ,ويشمل أيضا المجتمع البهائيين ورؤيتهم الدينية الخاصة,ونجد من تجاوز كل تلك
الخلافات المذهبية والعقائدية وقرر ان يعبد أله واحد دون دين محدد وهو اللاديينى ومنهم من يشكك فى وجوده من الأساس وهم نسبه عالية ,أنما لا توجد أحصاءات واضحة لهم وهكذا..
فالمجتمع المصر من المفترض أنه ليس مجتمع صحراوى أو بدوى ,أنما دولة مصر من أقدم دول المنطقة فى تاريخ الأنسانية وبالتالى هى تجتذب الكثير من الرؤى والأفكار الحضارية الجديدة ,وأن
تقدمها وتحررها وحضاريتها لن تصلها ألا بأعتراف الجميع بوجود بعضهم بعضا فى ظل دولة مدنية حديثة واحدة..
ولكن سبقت وأكدت بأن الطائفية والتمييز ووجود ممارسات وحشية دائما تتم من خلال وجود سلطة حاكمو تريد أن تسيطر على المجتمع من منطلق الدين والقيم والأخلاق حتى يبتعدوا رويدا رويادا
بمطالبهم الأقتصادية الشاملة ,فالأسلاميين والاخوان عندما أتوا الى السلطة لم يجدوا أى صعوبة فى وجودهم لأن المجتمع تم تجهيزه بالفعل لتلك الطائفية الأسلامية بمبرر وجود الأغلبية المسلمة
ضد بقية المجتمع ,وهذا ليس صحيحا لأن الأحداث السياسية الأخيرة وخاصا بعد أنتفاضة يناير 2011 أكدت بأن المسلمين أنفسهم الذين يمثلون الأغلبية من وجهه نظرهم ,وجودوا فيما بينهم
تحزبات شديدة التباين بأسم الدين وليس بأسم السياسة فمنهم الأخوانى ومنهم الجهادى الأصولى ومنهم السلفى وفى داخل السلفيين الوهابين توجد مجموعات كثيرة مثل (أنصار السنه المحمدية ,
الدعوه السلفية ,شباب الأصلاح وغيرها ....)
فمضمون الطائفية هى وجود سيطرة أستبدادية يتم التحييد عن مطالب أقتصادية أجتماعية لصالح فئة معينة من المجتمع وهم من يتواجد فى السلطة ومصالحه الخاصة ضد الجميع ,فظاهرة الدين أنما
باطنه الحقارة السياسية ..
وأن الملحد واللادينى من حقهم الحياة الكريمة بكل عزه وكرامة لأنهم ببساطة مواطنين داخل هذا البلد ,فكفاح الملحدين لم ولن ينتهى حتى يتحقق مطالبهم الأساسى وهو الأعتراف بهم وبأجتماعتهم
وكتاباتهم التحررية وبوجود مقرات وجمعيات خاصة بهم يتحدث بأسمهم ..
_وأخيرا الحرية للملحد العقلانى شريف جابر من الأسكندرية_
#وليد_فتحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟