|
عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه الطاغية أوباما بمساندة الشعب الأميركي .. وهي قادرة الآن أن تقول لا لصندوق النقد الماسوني
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 01:04
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
قال "عمرو عبد الرحمن" - الكاتب الصحفي والمحلل السياسي - أن استمرار المظاهرات الطلابية الإخوانية، علي الرغم من افتقادها المستمر للدعم الشعبي، يعد دليلا علي أن تلك المسيرات يتم تنظيمها بناءً علي تعليمات من أجهزة استخبارات معادية، سواء من قطر أو تركيا أو أمريكا، مشيرا إلي أن الرموز التي اتخذتها الاحتجاجات الإخوانية بشكل عام، خاصة من حيث الشكل والألوان، تعتبر نتاج فكر مختلف تماما عن طبيعة وأساليب الاحتجاج المصرية التقليدية، سواء قبل الثورة أم بعدها.
وأكد في تصريحات لقناة "نايل تي في" المصرية، ببرنامج "العالم اليوم، أن مبدأ المصالحة بعيد تماما عن فكر القيادة التي تحكم البلاد، حتي وإن ظهرت مفرداتها علي ألسنة بعض المسئولين والسياسيين المقربين من دوائر السلطة، أمثال "المسلماني و"د. أبو المجد"، مفضلا النظر إلي مثل هذه التصريحات من جانب أنها ربما تكون محاولة أخيرة، لإعطاء جماعة الإخوان المسلمين الفرصة للظهور بشكل أكثر إيجابية أو تحسين صورتهم في أعين الشعب المصري.
ولكن الرد جاء حاسما من الجماعة ذاتها، أن المصالحة مع المصريين مرفوضة، وبذلك يكون لا داع مجددا للحديث عن مصالحة مرفوضة من جانب غالبية الشعب المصري، بحسب "عبد الرحمن".
وأوضح أن المطلوب فورا للسيطرة علي الشارع، وحماية الأمن الوطني من عنف الإخوان، هو إعلان حزمة من إجراءات الطوارئ، وليس قانون للطوارئ، يكون علي رأس تلك الإجراءات إصدار قرار سيادي بمنع أية تظاهرات شعبية، سواء كانت مؤيدة أو معارضة لهذا الطرف أم ذاك، لمدة لا تزيد عن العام، مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات لا تتنافي والحق في حرية التعبير والتظاهر السلمي، لكنها فقط ستتيح الفرصة أمام الدولة لكي تتمكن من بسط نفوذها الأمني والعسكري واستعادة حيويتها الاقتصادية، وعندئذ نفتح الباب واسعا مجددا أمام حقوق المواطنين في التظاهر، وفقا للدستور والقانون.
كما أن - يضيف "عبد الرحمن" - الذين أجرموا في حق الوطن، بتهريب مجرمين مدانين في قضايا تجسس وغيرها، ليس من حقهم الحديث عن أية حقوق بما في ذلك الحق في حرية التعبير، مشيرا إلي أنهم في الحقيقة لا يكنون في عقولهم أو قلوبهم سوي أفكارا سوداء ومشاعر كراهية لمصر وأهلها، وبالتالي هم يقومون باستغلال ما نتيحه نحن لهم من الحرية، لكي يلجأوا للتخريب والعنف ضد رافضيهم، بدعوي الحق في التظاهر، مستخدمين ما لديهم من دعم إعلامي من جانب الميديا المعادية، مثل شبكة سي إن إن الأميركية، وفضائية الجزيرة القطرية، من منطلق كونهم - أي الإخوان المسلمين - هم رأس حربة المشروع الماسوني المعروف باسم "الفوضي الخلاقة" أو الشرق الأوسط الجديد، مشيرا إلي أن حضورهم كان دائما مواكبا للفوضي وبحور الدماء والانقسامات الداخلية، كما كان الحال ومازال في فلسطين، السودان، ليبيا، وسورية.
ورد "عبد الرحمن" علي اتهامات الإخوان للمصريين الرافضين لتظاهراتهم، بدعوي أن التظاهرات كانت هي لغة الشارع إبان انتفاضة يناير 2011، بقوله أن هناك فارق كبير بين الوضع الحالي، وما كان عليه حال البلاد في يناير قبل عامين، حيث كانت قوات الجيش المصري بالكامل في ثكناتها، وليس كما هي الآن تتعرض لحرب شاملة من التنظيمات الإرهابية في سيناء وغيرها، كما أن قوات الأمن الداخلي "الشرطة" كانت سليمة وقوية، وقادرة علي بسط نفوذها الأمني في البلاد. وبالتالي لا مبرر لتعريض أمن الوطن بأكملة لمزيد من المخاطر والتهديدات، بدعوي حماية الحق في التظاهر، مضيفا أن هذه الهدنة التي تحتاجها قوات الأمن المصرية سترفع عنها حرج التعرض الدائم لاتهامات بوقوع انتهاكات أو عمليات توقيف "عشوائي"، بحيث ستصبح الأمور أكثر حسما، ويكون مجرد النزول في الشارع للتظاهر جريمة بحد ذاتها، وذلك بشكل مؤقت.
وبشأن تساؤل عن مدي خطورة تسجيل الفيديو الذي بثته إحدي الجماعات الإرهابية "أنصار بيت المقدس"، لضابط سابق في الجيش المصري، معترفا بارتكابه جريمة محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم - وزير الداخلية المصري - أعلن "عبد الرحمن" أن مجرد كون المتهم مصريا، أو حتي اعتباره جنديا تم تسريحه من الخدمة قبل سنوات، لا ينبغي معه تحميل الأمر أكثر مما ينبغي، فهناك من هو أخطر منه وأكثر إرهابا وأشد خيانة للوطن، وهو أيضا مصري الجنسية بالأساس، مثل "أيمن الظواهري"، الذي سافر كذلك إلي أفغانستان وتم تجنيده من أعداء البلاد، وها هو الآن يقاتل ضد شعب مصر وجيشها، بالتالي ليس هناك أي أثر سلبي حقيقي للفيديو علي تماسك المؤسسة العسكرية من الداخل، أو علي سمعتها في الداخل والخارج.
وفي تساؤل بشأن توقعاته لمستقبل الحرب علي الإرهاب، أكد أن الجيش المصري قد نجح إلي حد بعيد في تطهير سيناء من جميع التنظيمات الإرهابية، وتمكن من القضاء علي قاعدتها الرئيسة بمنطقة جبل الحلال، إلا أن النصر النهائي لم يتم إعلانه بعد ولكنه علي الطريق إن شاء الله.
وأشار إلي أن تفريغ سيناء من الإرهابيين كان السبب الحقيقي وراء محاولات بقايا عناصرهم، توجيه ضربات فردية وعشوائية في آن، بمناطق مختلفة من محافظات البلاد، وكان آخرها عملية الاعتداء علي كنيسة العذراء بالجيزة.
وأوضح أن العمليات الإرهابية التي تدور حاليا علي أرض مصر، تقودها عقليات من خارج البلاد، وتستخدم أسلحة وتكتيكات عسكرية متطورة، وهو ما يتضح جليا في عملية تفجير مبني المخابرات المصرية في مدينة الإسماعيلية، حيث قام الإرهابيون برصد إحدي الأسر من ساكني المنطقة المحيطة بالمبني والتي تمتلك سيارتين، فقاموا بتعطيل إحداهما ليلة العملية، فاستخدمت الأسرة سيارتها الثانية، بينما تم تفخيخ الأولي وتفجيرها في المبني، ما يعني أن هناك حربا حقيقية تشنها جهات أجنبية ضد مصر، بهدف تحويلها إلي سورية أخري أو لبنان آخر.
في سياق مختلف، فضل "عبد الرحمن" عدم تضخيم أمر عودة الدكتور محمد البرادعي إلي مصر، عقب استقالته من منصبه السياسي وسفره المفاجئ إلي الخارج، معتبرا أن من خذل الوطن في لحظة هو أحوج فيها لجهد كل أبنائه، لا يستحق أكثر من تجاهله.
من ناحية أخري، وفيم يتعلق بمخاوف من جانب قوي سياسية، بشأن استغلال رموز نظام مبارك، لسقوط نظام الإخوان، عقب اشتعال ثورة 30 يونيو، لكي يقفزوا مجددا إلي الساحة السياسية، قال أنه لا مخاوف مطلقا في هذا الصدد، فالنظام نفسه قد سقط تماما، ولم يبق منه سوي رموزه أمثال جمال مبارك ومحمد أبو العينين وفتحي سرور وأحمد عز، وبالتالي بمقدورهم فقط التصرف في إطار فردي، ولكنهم لا يمتلكون "النظام" ذاته الذي استغرق بناؤه نحو ربع قرن.. وهم الآن لا يملكون الوقت ولا المساحة الكافية لإعادة بناء نظامهم الفاسد مجددا، ولكن بإمكان كل فرد منهم أن يظل فاسدا وربما يموت فاسدا، فقط في محيط دائرته المحدودة، فـ"البلاد في أيدٍِ أمينة"، علي حد تعبيره.
وعن استيضاح بشأن إعلان مصر رفضها المضي قدما في مفاوضات وصفت بـ"المهينة"، مع صندوق النقد الدولي، قال "عبد الرحمن" أنه بسقوط النظام الموالي للغرب، بوجهيه مبارك - مرسي، فإن مصر الآن تستطيع أن تقول : لا لصندوق النقد الذي يعتبر الذراع المالية للكيان الصهيوماسوني العالمي.
واستطرد بقوله، أن مصر الثورة أصبحت الآن قادرة علي الوقوف موقف الند، تجاه أعدائها وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي حاولت منذ قيام ثورة يونيو، تقويض استقرار البلاد وحصارها سياسيا واقتصاديا ودوليا وشن حرب ضدها باستخدام أذرعها الإرهابية، ممثلة في تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، بينما تقوم مصر حاليا بالرد بالمثل، بالعمل علي ضرب استقرار نظام الرئيس باراك أوباما، عبر شبكاتها الاستخباراتية داخل الأراض الأميريكة، وبالتعاون مع قوي وطنية داخلية رافضة للاستسلام لنظام حكم سلطوي قمعي، ينفذ أجندة صهيوماسونية، علي حساب المصالح العليا للشعب الأميركي، وهذه القوي - اليسارية في معظمها - وقطاعات جماهيرية تزداد اتساعا داخل الحدود الأميركية، آمنت بأن النظام الذي جر أبناءهم إلي حروب لا فائدة منها للشعب الأميريكي، بدءً من فييتنام وأفغانستان والعراق، لا يستحق الإبقاء عليه قائما.
وأخيرا، فجر "عبد الرحمن" مفاجأة جديدة، بالإعلان أن قيادات وضباط ونسبة عالية من جنود الجيش الأميريكي قد أعلنوا العصيان ابتدءً ضد أية أوامر كانت محتملة إلي وقت قريب، من جانب الرئيس باراك أوباما، بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية، حيث رفض الجنود الأميريكيون أن يتم سوقهم مجددا إلي وحلٍ عسكري لا نهائي جديد، علي غرار ما خاضوا فيه من قبل، وكانت النتيجة دائما، عودة مئات الآلاف من الشباب إلي أسرهم في أكفان، ملفوفة بالعلم الأميركي.
روابط فيديو ذات صلة:
http://www.youtube.com/watch?v=9tnx7kVYSMA
http://www.youtube.com/watch?v=IoGWe4KtKZI
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
-
بين أبجدية الأخلاق وأخلاقية المجتمع
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرارات الاضراب العام الوحد
...
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|