أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - الادب المناطحي (ادب النطاح)















المزيد.....

الادب المناطحي (ادب النطاح)


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


في زمن العولمة وامكانية اتاحات المعلومات بسهولة ويسر وتوفر وسائل النشر المجانية ضمن فضاء الحرية في رحاب الشبكة العنكبوتية (الانتريت وفروعه مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتروالهوتميل والياهو والكوكل بلس وغيرها من المواقع المتعددة وسهولة الترجمة للغات الحية وامكانيات التفاعل مع الكاتب عبر التعليقات) وتطور وسائل الاعلام المرئي عبر الفضائيات ووجود البرامج التفاعلية والتي جعلت من عقلية المتلقي سهل خصب لتقبل وترسيخ المعلومات المراد ايصالها للمتلقين والشعوب الحالمة بالتغيير.
وقد طورت هذه التقنيات بصورة سريعة ومذهلة من اجل سرعة ايصال الخبر والمعلومة وفرض نمطيات سلوكية واجتماعية وترسيخها لدى المتلقين...
ان التبارز الادبي والخطابي كان شائعا لدى الشعوب منذ السومريين واليونانين والرومان والفراعنة والفرس والعرب حيث كان هنالك مواسم خاصة لمبارزة الشعرية والخطابية هي اشبه بالمهرجانات الشعرية والادبية وان سوق عكاظ في مكة كان مجالا خصبا للمبارزة الالقائية الشعرية تمخضت عنها ولادة ما يعرف بالمعلقات السبعة وهي تبرز لنا اعجاز شعري موثق ضمن النصوص الابداعية تؤرخ فترة زمنية اطلق عليها تعسفا وبهتاننا بالادب الجاهلي وهي تمثل اليوم ما يسمى بالانطلوجيا الشعرية.
وكان ضمن هذا الادب الجاهلي مناطحات شعرية اتسمت بالضحالة الفكرية وهكذا نشاهدها مندثرة ضمن صفحات الادب المجهول وهي محاولة للاساءة ليعض الرموز التاريخيين لتلك الفترة او الحقبة الزمنية.
واتسعت المناطحة الشعرية المتوسدة على العصبية القبلية او التاييد والعداء للامويين والعباسيين وال بيت النبوة ضمن منطاحات الفرزدق وجرير وماشابه ذلك ولكنها ابرزت لنا صور شعرية وحكم مختلفة كما ان المراسلات والخطب الموثقة في تلك المرحلة تعكس لنا قوة الصراع المبني على الفهم الخاطى للحق واحقية السلطة ومحاولة تسفيه واسقاط الاخرين.
ان مصطلح المناطحة مستمدة من فعل نطح : نطح - نَطَحَ [ ن ط ح ]. ( فعل : ثلاثي متعد بحرف ). نَطَحَ ، يَنْطَحُ ، مصدر نَطْحٌ .نطَحَ يَنطَح ويَنطِح ، نَطْحًا ، فهو ناطح ، والمفعول مَنْطوح ونطيح" نَطَحَهُ الثَّوْرُ " : ضَرَبَهُ بِقَرْنِهِ ." نَطَحَهُ عَنْ مَقْعَدِهِ " : أَزَاحَهُ ، أَزَالَهُ . النطح : للكباش ونحوها نطحه ينطحه وينطحه نطحا . وكبش نطاح . وقد انتطح الكبشان وتناطحا ، ويقتاس من ذلك تناطحت الأمواج والسيول والرجال في الحرب ، وأنشد :
الليل داج والكباش تنتطح
وكبش نطيح من كباش نطحى ونطائح ، الأخيرة عن اللحياني . ونعجة نطيح ونطيحة من نعاج نطحى ونطائح . وكبش نَطَّاحٌ بالتشديد و النَّطِيحَةُ المَنْطُوحَةُ التي ماتت من النَّطح وإنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليهاوفي التنزيل : والمتردية والنطيحة يعني ما تناطح فمات ، الأزهري : وأما النطيحة في سورة المائدة فهي الشاة المنطوحة تموت فلا يحل أكلها ، وأدخلت الهاء فيها -;- لأنها جعلت اسما لا نعتا ، قال الجوهري : إنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها ، وكذلك الفريسة والأكيلة والرمية -;- لأنه ليس هو على نطحتها فهي منطوحة ، وإنما هو الشيء في نفسه مما ينطح والشيء مما يفرس ومما يؤكل . وقولهم : ما له ناطح ولا خابط : فالناطح الكبش والتيس والعنز ، والخابط : البعير . وما نطحت فيها جماء ذات قرن ، يقال ذلك فيمن ذهب هدرا -;- عن ابن الأعرابي ، ابن سيده : والنطيح والناطح ما يستقبلك ويأتيك من أمامك من الطير والظباء والوحش وغيرها مما يزجر ، وهو خلاف القعيد . ورجل نطيح : مشئوم ، قال أبو ذؤيب :
فأمكنه مما يريد وبعضهم شقي لدى خيراتهن نطيح
وفرس نطيح إذا طالت غرته حتى تسيل تحت إحدى أذنيه ، وهو يتشاءم به ، وقيل : النطيح من الخيل الذي وسط جبهته دائرتان ، وإن كانت واحدة ، فهي اللطمة وهو اللطيم ، ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شؤم ، الأزهري : قال أبو عبيد : من دوائر الخيل دائرة اللطاة وهي التي وسط الجبهة ، قال : وإن كانت دائرتان قالوا : فرس نطيح ، قال : وتكره دائرتا النطيح ، وقال الجوهري : دائرة اللطاة ليست تكره . ويقال للشرطين : النطح والناطح وهما قرنا الحمل . ابن سيده : النطح نجم من منازل القمر يتشاءم به أيضا ، قال ابن الأعرابي : ما كان من أسماء المنازل فهو يأتي بالألف واللام وبغير ألف ولام ، كقولك نطح والنطح ، وغفر والغفر . الجوهري : ونواطح الدهر شدائده . ويقال : أصابه ناطح أي أمر شديد ذو مشقة ، قال الراعي :
وقد مسه منا ومنهن ناطح
وفي الحديث قال الخليفة ابو بكر الصديق فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها أبدا اي معناه فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ، وقيل : معناه فارس تنطح مرة أو مرتين فيبطل ملكها ويزول أمرها فحذف تنطح لبيان معناه ، كما قال الشاعر
رأتني بحبليها فصدت مخافة وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
أراد : رأتني أقبلت بحبليها فحذف الفعل . وفي الحديث : لا ينتطح فيها عنزان أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان ، لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العتود ، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف ونزاع .
وهكذا برزت وعادت المناطحة الفكرية لعالمنا العربي مع بروز دور الصحافة المقرؤة في بداية القرن العشرين فنرى في العراق مناطحة ادبية بين الرصافي والزهاوي ومناطحات ادبية بين طه حسين والاخرين ورغم هذه المعارك الادبية وقوتها لقد التزمت بمعايير اخلاقية هدفها توضيح الحقيقة وابرازها وتوضيح السلوك الصحيح وترسيخ التقاليد التي تسمؤ بالانسان.
ولكن مابعد زمن الخمسينات اتخذت المنطاحات الادبية بعدا اخر في محاولتها تسفيه واسقاط الاخرين وتزامن هذا المد مع مد ثقافي اوربي امريكي بما يسمى المكاريثية وفي عالمنا العربي اتسم الصراع الثقافي القوى السياسية مع القوى الدينية من جهة واليساريية الاشتراكية مع اليساريية القومية فيما بينهم من جهة اخرى وكانت في تكفير العلمانية وتسفيه ضحالة الفكر الديني السياسي مما ولد لدى الاجيال العربية المتلاحقة احباط وخمول فكري من الاصلاح والتغيير وضياع الهوية والاعتماد على الافكار الغربية المهاجرة بدون اقلمتها مع الواقع الاجتماعي والعربي وظلت الا جيال تحلم في انتظار غوودو او المصلح او البطل الذي لم يولد من جديد في هذه الاجواء ومع وفرة التمويل البترودولاري برزت قناة الجزيرة في الادب المناطحي عبر برنامج الاتجاه المعاكس الذي ينتهي دوما بمسرحية هو عقم المنهجية والوضوح في تلاقي الافكار وينتهي دوما بالضرب بالكراسي والتراشق بعلب المياه او مطافى السكاير (النفاظات) والكلمات النابية التي رسخت سلوكية حوارية مناطحية لدى جيل كامل وولدت قوة لدى الاغلبية الصامته لبروز مناطحين ضد الافكار والقيم تجعلهم تحت الاضواء المبهرة وتتناقل اسمائهم الصحف والمواقع الاليكترونية مثلا رسام ضحل فشل في اوربا يرسم صورة كاريكتورية لرمز تاريخي لتتداوله الصحف ويكثر البحث عن اسمه في جوجل ومواقع البحث الاليكترونية وهو يعتقد انه اصبح مشهورا ولكنه لايعرف في قرارة الاخرين انه قزما اراد يناطح عملاق او كما قيل في المثل كناطح صخرة : يضرب في المكابرة ، يحاول المستحيل وانه لا تستطيع زحزحة منزلته من عقول ترسخت المحبة والتبجيل في ضمائرهم وجيناتهم وهكذا سار الاخرين في التصدي للرموز الدينية والسياسية من اجل الشهرة وحالهم كحال رزاق طرزان الشقاوة المشهور في سبعينات القرن الماضي او احمد (حمدمد او حمودي) الفيلي الشقاوة المشهور في الخمسينات في بغداد حيث كانوا في الاعياد يدخلون ساحة المناطحة مع البغال والمطايا والناس تتراهن في كم نطحة احدهم يستطيع ان يسقط البغل بنطحاته (الكلة اي الضرب بالراس ) وهكذا يسقط البغل في بعض الاحيان بنطحة او ثلاث نطحات او كلات من راس رزاق طرزان او حمدمد الفيلي ولكن بعد اعوام عرفت انهم يسقون البغل العرق المسيح قبل ساعات من المناطحة حتى يسهل اسقاطه وقد انكشفت هذه اللعبة عندما خسر احدهم مبالغ كبيرة في الرهان مما اضطره بالاتيان ببغل خاص مستورد من منطقة سيد صادق لم يستطع وقتها كل شقاوة بغداد من نطحه واسقاطه ارضا لان هذا البغل لايستسيغ العرق وينفر منه ( ولو بهذا الوقت كان انحلت السالفة وهي اعطاء البغل حبة كبسلة واحدة ويستنزفون كل الاموال من جيوب المراهنين)
لقد برزت في فضاء الانترنيت والفضائيات والصحافة والشارع الموثق باليو تيوب مناطحين يبحثون عن الشهرة والاضواء المبهرة وان يكونوا قرقوزات جديدة من خلال نشر افكار خاطئة والخروج عن المالوف وتلفيق اتهامات غير واقعية من اجل اكتساب الاضواء ولو يعلمون ان هذه المناطحة تنتهي اضوائها بعد ان يسدل الجمهور الستارة ويضلون وحيدين يعاقرون الحبوب والخمر لانهم لم يستطيعوا اسقاط الهدف المنشود و(عبالهم كل مدعبل جوز قابل للكسر او كل راس مثل البغل قابل للسقوط بالنطح ) وهم يعتقدون بالوهم والاحلام السرمدية التي تدغدغ مشاعر وطموح الانسان وحالهم حال من تعرت في باحة المسجد لكي تناطح الافكار الدينية ولكنها لم تعلم انها حصرت نفسها في خانة اليك كما في لعبة الطاولي الشهيرة...............
ان المبارزة او المطارحات او المعارك الادبية والسياسية اذا افتقدت لمعايير الكفاءة والنزاهة والمصداقية والعلمية تحولت الى مناطحات هدفها التسقيط والبحث عن الشهرة في سيرك الحياة التي تعج بالمناطحين والبهلوانين والافاقين المجهولين وهم اغلبهم يصح عليه المثل اول ماشطح نطح اي اول تعلمه مسك القلم او استعمال الكي بورد شطح في كتاباته ونطح العمالقة والرموز ............
اعاذنا الله وأياكم من شر النطاحين الشطاحين....................



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للحياة
- دكتور اكوي (اجوي) قلبي
- حمودي شهيدا
- البقاء للاذكى
- الادب البواسيري
- عرس مغاويري (عرس في زمن الحرب)
- متى الطوفان
- رئيسا صنع في امريكا
- نحو عراق خالي من الإعاقة :الفحص المبكر للكشف عن خمول او قصور ...
- أريد زوجا.........
- كونوا قريبين من أحبابكم قبل أن يفارقوكم
- بواسير مليونيرية
- سوي خير وذب بالشط
- عفية حضن لو وحدة وطنية
- فصلية
- حب سياسي
- روح خضرة
- دموع هنار السراج ومرضى الثلاسيميا
- استهداف الإعراس وقتل فرح الناس
- صمونة التجارة وفطور الشرقية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - الادب المناطحي (ادب النطاح)