أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - مزاج أنثى














المزيد.....

مزاج أنثى


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


الأنثى مزيج من المشاعر المختلطة التي تنتابها , تراها قوية في مواقف وضعيفة في مواقف أخرى , جرت العادة أنّ تكون للأنثى مستقرًا ومستودعًا في بيتها وبين جدرانه , تحقق كل ما تطمح إليه , وخلف الأبواب المؤصدة عليها ترسم أحلام المستقبل , وتخط لرؤى حياتها مع أنُاس خلف هذه الأبواب وفي بيوتات مختلفة وشخصيات متباعدة لا تعرف كنها ولم تسمع بها من قبل .
قرأتُ بعض الأعمال لأقلام نسائية ووجدتُ أنّها مختلفة عن الأقلام الأخرى , إذ أنّها تعكس نظرات أنوثة ممزوجة بنكهة خاصة , ولاسيما إذا صدرت من قلب حمل من الأنوثة الشيء الكثير , بعقلها حاكت الواقع وببصماتها خططت على الأرض وقع أقدامها , وراحت تداعب حروف الأبجدية , بدأت من الهمزة وصولاً لياء.
كنتُ أرى في الأعمال النسوية شيء جميل , لكن الآن أقول : كل عمل من أعمال غادة السمان يستحق الثناء , وكل عمل من أحلام مستغانمي يرتقي لنجوم السماء , ولكل رواية من عالية ممدوح تصلح أنّ تكون ملحمة خالدة , وكل سطر من ميسلون هادي يكون بمثابة بداية لمشوار جديد في عالم الأدب وهكذا باقي النساء المبدعات على مرّ العصر .
يدعيني الحديث أنّ أكملهُ وأقول : اغفل عن نفسي في أحيان كثيرة , وأسهو في نقل الحروف على حاسبتي , فتأخذني القراءة بالعيون وتوارد الأفكار في عقلي الذي أثقل بتعب الماحول له , فأكره الأغفال ولا اسامح نفسي على تكرار الخطأ , لكنه يحدث سهوًا عني , أحببتُ يومًا أنّ أشق لنفسي طريق وسط النساء واتميز في حفلهنَ , أصنع لاسمي هالة مختلفة عن باقي النساء , فأنا مُنذ عرفتُ القراءة والكتابة وخططتُ اسمي على باب , أحببتُ ذاك الاسم كثيرًا , فكرتُ أنّ أكمل مشواري في نهج القراءة وأتبع درب العلم والمتعلمين .
العربية أو اللغة العربية هي أساس وعينا الفكري والثقافي , فهي التي تردفنا بالمفردات التي تحمل معان عدة وتكون قابلة للتأويلات والتفسيرات , تخلق عالم من التواصل بين القارئ والنص الذي امامه , ينشغل هذا القارئ بالتعرف على هذا العالم اللغوي وبمليء الفرغات التي شغلت ذهنه , بهذه المرونة الجميلة التي أجدها ميزة تفتقر لها اللغات الأخرى .
أحبتي , نعم , نحن في زمن السرعة والكل يركضون ورائها ولا يوجد الوقت الكافي لقراءة صفحات كتاب من الجلد إلى الجلد , ولا أخفي عليكم أمرًا حتى أنا وبسبب انشغالي بكتابة بعض الأشياء أغفل عن القراءة وآخر كتاب كان بين يدي مُنذ اسبوعين لدكتور محمد حسين الأعرجي تحت عنوان ( الأدب وما إليه ) الذي هو مجموعة مقالات ذات موضوعات متباينة تناولها الكاتب بأسلوب ساخر في البعض منها , لكني لم أكمل بعد هذا الكتاب .
عقدتُ العزم على تخصيص وقت كافي للقراءة فهي تغذينا من نواحي مختلفة وتجعل منا أناس نحيا بروح أخرى , أجعل من القراءة شيء مقدس كالصلاة والصوم والعبادة ؛ ذلك لأنها عبادة , كما نفكر مليء بطوننا إذا كانا جائعين يجب ولابُد مليء عقولنا بالعلم .
أعود على بدأ فأقول : أنّ كل نَفس أنثوي تعكس روح هذه الأنثى , وتعكس مزاجها المتباين , لقد شطّ بنا الحديث عن موضوعات تمس روح كاتبتهِ لكن بالعودة نرى , إنّ لمزاج المرأة أثر كبير على نوع كتابتها فالسيدة غادة أجدها عاشقة للقلم بكل معانيه وتتلاعب بالحروف كأنها سيدتهم ولا تخشى حدود أو خطوط , فقد دخلت لصلب الرجل وتحدث عنه وخاضت في الممنوع ومشت على الخطوط الحمراء .
غير غادة الكثير , لكني ذكرتها على سبيل مزاج المرأة , أما أنا فمزاجي متقلب ففي بعض الأحيان أقول قولًا شططًا , وامشي في طريق بعيدًا عني واشق في خطايا حدود لا أعرف طريقها , ولم اكن أعرف ما هي من قبل ...
الكل من حولي يلاحظون شدة تغييري من ناحية المشاركة بالحديث والاستمرار في الجلوس لوحدي ودائمة النظري لكتبي ودفتري قريب مني , كلما جاء لي كلام هرعت لصفحاته لكتابة ما خطر في بالي .
فأحيانا أكتب عن عشقي السرمدي وأحيانا أكتب عن لوعتي في الشوق وتراني تارة أذكر بعض الموضوعات التي شغلت الواقع وباتت حديث الناس .
أما الآن فقد نهالت عليّ بعض العبارات تقول :
سأعبر الحدود واللحظات وأميال الساعات
وكل هذا البعد يتلاشى فيما ببنا
لأضمك بعيوني
ولأتنفس عطرك
واقترب منك كي أشعر بنبضات قلبك
وأهمس لك بأني فعلًا أحبك
بعدها أرسم لك المسافات على شوارع النسيان
فأغلق أبواب شرعها الهوى
وبعثرها العشق
وروتها أمطار الحزن
فاصرخ لك قائلة
أعطيني حبيبي يا زمان
فأتسلق جدار الأمل
وأقبلك من بعد طول حرمان
أختم حديثي عن الامزجة الأنثوية التي طالما تفردت بتقلبها و بحنانها وعاطفتها المفرطة , فاجزم رغم القسوة الموجودة في قلوب بعض النسوة التي جاءت نتيجة للظروف التي رضخت تحتها هذا المرأة , فالمرأة هي رمز العطاء لكل شيء , وتبقى هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة والصديقة والكاتبة والمبدعة في كل شيء .



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك أكتب
- حنين روحي 2
- حنين روحي
- عودة حنينة
- عبث الحياة
- طيفك أنت
- ذكريات
- حروفي أنا
- ها قد أتى الوقت
- إعلان عشقي
- موعد في الأفق
- سأغلق باب قلبي
- علمني حُبك أشياء
- عيناك
- تطور الإيقاع الموسيقي في القصيدة العربية
- صمتي
- خيالات
- عودة بعد غياب
- نظرات التلقي وعلو سلطة القارئ
- عنواني


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - مزاج أنثى