أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر نواف المسعودي - فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان














المزيد.....

فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 11:28
المحور: كتابات ساخرة
    


فيروز وقصائد حب ضاعت في صباح من دخان



منذ الصباح الباكر حاولت ان اكتب شيئا عن الحب او المراة .. وان اهجر قليلا احاديث السياسة والسلطة التي تسبب ارتفاع الضغط والسكري .. وفتحت التلفاز للاستماع الى فيروز التي اصبحت طقسا يوميا ملازما لي منذ الصبا .. وكانوا في البيت عندما يريدون ايقاظي من النوم عند الصباح يقوموا بوضع جهاز المذياع قريبا من راسي عندما كانت فيروز تصدح على اذاعة بغداد ايام زمان من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الثامن فكنت عند سماعها استيقظ ذاتيا وبحيوية .. وخصوصا عند سماع اغنيتها الاثيرة لدي ولدى الكثيرين وهي " نسم علينا الهوى " طبعا المقصود ليس " هوانا المعفر بروائح البارود والمتفجرات والدخان والدم " .
استيقظت هذا الصباح كما قلت وكنت ارغب في كتابة شيئا عن المراة او الحب وكان يترددد في راسي قول نزار قباني :
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطار

وتذكرت كذلك قصيدته التي يقول فيها

صَبَاحُكِ سُكّر
إذا مر يومٌ. ولم أتذكر
به أن أقول: صباحك سكر...
ورحت أخط كطفلٍ صغير
كلاماً غريباً على وجه دفتر
فلا تضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئاً تغير
فحين أنا . لا أقول: أحب..
فمعناه أني أحبك أكثر

وكنت قد بدات في مشروع قصيدة جديدة وقد اعتدت احيانا حين اشرع في مشروع قصيدة او مقالة جديدة تركها في طيات الدفاتر لتختمر جيدا فاتذكر ان والدتي كانت تستيقظ باكرا لتقوم بعجن الدقيق ثم لفه جيدا باغطية سميكة لتدفئته كي يختمر جيدا .. وطبعا كان الرغيف الذي اختمر جيدا ذا طعم ومذاق لا يوصف وهو خارج من التنور توا "محمص حار ومجسب ومتفح ومختمر " .
وهكذا احس القصيدة حين تختمر جيدا احس انها تخرج من الورق " حارة ومتفحة ومختمرة و لذيذة وشهية الطعم والمذاق والكلمات .. وخصوصا ان كان معها " غموسا " " امراة بطعم القيمر والعسل "
ولكن على راي اخواننا المصريين " يافرحة ما تمت "فما ان توجهت الى الحاسوب للبدء بالكتابة استيقظ الاولاد وضج البيت بعد الهدوء بالصخب والدربكة والصراخ والزعيق هذا يريد ان يذهب للحمام وهذا يريد ان يغسل وجهه واسنانه واخر يريد فطورا .. البنت تبحث عن جورابها والولد عن كتابه والبنت الاخرى تريد كوب حليب والكل يسرع ويصرخ والام تصرخ " استعجلوا ما ظل وكت الجرس راح يدق " .. ثم صرخوا جميعا بابا تعال وصلنا .. وقمت بايصال لهم الى المدارس .. وهنا بدات انسى موضوع الكتابة عن الحب او المراة بمجرد الخروج الى الشارع .. بدءا بصوت صفارات سيارات الشرطة الذي يرتفع من هنا وهناك بمناسبة وبدون مناسبة والزحام الشديد " وهورنات اصحاب الكيات وزعيقهم " .. ثم تلك المديرة التي عكرت مزاجي بطردها للبنت من المدرسة لانها تاخرت قليلا .. ثم ابني الذي بدا بالبكاء عند وصوله باب المدرسة وبدا يشكو " باب بطني توجعني ونفسي تلعب " وهي حالة تلازمه في كل مرة يصل فيها الى المدرسة ...
ثم انعطفت الى السوق لشراء الصمون الحار والقيمر للفطور فمنعني الشرطي الواقف في السيطرة من دخول السوق وقال : اسف استاذ ممنوع الدخول للسوق لان " هسه نادوا علينا يخافون من وجود سيارة مفخخة "
وطبعا رجعت بلا صمون حار ولا قيمر ففقدت امنية متعة التلذذ بالفطور مع كوب شاي بالهيل بعد خسارتي الاولى في متعة الكتابة هذا الصباح عن المراة والحب .. ولكن قلت لا باس ساعود الى البيت واحاول عصر افكاري واستحضارها مجددا عسى ان استطيع استعادة ماترسب منها في ذاكرتي لا تمتع بكتابة ولو سطور او ابيات عن المراة والحب .. دخلت البيت واسرعت نحو الحاسوب .. كانت فقرة اغاني فيروز قد انتهت فبدات ابحث بين القنوات عن قناة تكون تقدم اغانيها .. وبينما كنت ابحث .. رايت احدى القنوات وهي تبث صورا عن خبر يقول وقع انفجار بسيارة مخخخة واودى بحياة كذا شخص وصور دماء وحريق وحطام .. ثم غيرت القناة وهنا خبر يقول تم اعتقال عدد من المتظاهرين في ساحة التحرير خرجوا في تظاهرة للمطالبة ... وانتقلت الى قناة اخرى .. فكان هناك خبر يقول واعلنت هيئة النزاهة ان حجم الاموال التي كشف عن سرقتها من الوزارة الفلانية تقارب .... مليون دولار .. وان المسؤول الفلاني متهم بلفات فساد اخرى .. وعندما انتقلت الى القناة الاخرى وجدت خبرا يقول .. تم رفع جلسة البرلمان الى الاسبوع القادم .. بسبب مشاجرة حدثت بين نواب الكتلة الفلانية ونواب الكتلة العلانية ..
ثم ناداني ابني الصغير : بابا تعال الفطور جاهز .. قلت له: لا اريد الفطور .. وقل لماما تعطيني حبوب السكر والقرحة والضغط واقفلت التلفاز والحاسوب واستلقيت ..محاولا اللحاق بالصباح والاحلام والامنيات التي طارت و هربت وتلاشت بين الدخان والضجيج والاخبار



حيدر نواف المسعودي
28 اكتوبر 2013



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة ثقافة ... في عاصمة الثقافة ؟؟؟
- امطار .. فيضانات .. انتخابات .. حكومات
- احمد القبانجي امام محاكم التفتيش
- هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟
- فنتازيا المدينة الكونية البدء من خارج الأرض وبلا ذاكرة أو م ...
- سقط الاخوان في في السياسة و الحكم و -الميدان- *
- الربيع العراقي ... خارطة طريق
- ايران اثارة الفوضى وحلم الدولة الكبرى
- قناة الشرقية اعلام هادف وادوار متنوعة وعطاء انساني
- استنساخ المالكي والتجربة !!!
- الديكتاتورية تتعرى بلا حياء في العراق
- دراسة - من الاستبداد الديكتاتوري الى الاستبداد الديمقراطي
- دراسة - بانتظار المنقذ هل هي فكرة لتأجيل الثورة ؟
- العلاقة بين القمة العربية والأفلام الهندية
- دراسة - نهضة المجتمعات والأمم وسقوطها
- التصعيد الإسرائيلي في القدس .. التوقيت والنوايا والدلالات
- دراسة - المخاوف من حكم الإسلاميين و فشل التجربة او نجاحها
- المزيد من دماء العراقيين من اجل المزيد من تحقيق الاهداف
- خطاب بشار الجعفري تناقضات .. وفضائح..ومؤشرات على انهيار النظ ...
- ستنتصرون أيها السوريون برغم كل شيء ( الحلقة2)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر نواف المسعودي - فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان