أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - نحو إعادة بناء الدولة المصرية 1 - عن السيسى والمؤسسة العسكرية














المزيد.....

نحو إعادة بناء الدولة المصرية 1 - عن السيسى والمؤسسة العسكرية


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 12:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى كل دول العالم (وبينها مصر) التى لم تعرف المعنى الحقيقى للديمقراطية، ولم تعرف بالتالى معنى استقلال الدولة بأجهزتها ومؤسساتها المختلفة عن النظام الحاكم، تكون «المؤسسة العسكرية» جزءا أساسيا من النظام، لا تتوانى عن التدخل فى الوقت المناسب، لحماية النظام من أية «مخاطر جماهيرية»، حتى ولو أدى ذلك إلى التضحية بالرئيس، ليبقى النظام بعد قطع الطريق على ما هو قائم من «مخاطر جماهيرية»، وقد حدث هذا السيناريو وتكرر كثيرا فى معظم دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا، فيما عُرف بالانقلابات العسكرية.
و«المؤسسة العسكرية» ليست هيئة رسمية محددة المعالم، المجلس الأعلى للقوات المسلحة مثلا، لكنها لوبى داخل القوات المسلحة يضم كبار الضباط المستفيدين من فساد النظام واستبداده، سواء الفساد العام (إن صحت التسمية) متمثلا فيما هو منتشر من فساد فى الدولة، أو الفساد الخاص بالقوات المسلحة ذاتها مجسدا فى فساد صفقات السلاح وعمولاتها، ورحلات التدريب العسكرى (إلى الولايات المتحدة مثلا!!) وما يترتب عليها من بدلات سفر ورحلات تسوق، فضلا عن الاستفادة من الدور الاقتصادى غير العسكرى (المدنى) للقوات المسلحة.
بهذا المعنى يصعب اتهام كل أعضاء المجلس الأعلى لقوات المسلحة بالفساد، مثلما يصعب حصر تهمة الفساد فقط فى أعضاء المجلس.
ومن العام إلى الخاص، لم يكن صحيحا على الإطلاق حصر فساد واستبداد المؤسسة العسكرية المصرية فى «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» الذى أدار شئون البلاد بعد سقوط مبارك، مثلما لم يكن منصفا توجيه اتهام الفساد لكل أعضاء ذلك المجلس، ومنهم من كان عضوا فيه بحكم وظيفته الإدارية، وليس موقعه العسكرى، مثل اللواء عبد الفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية فى ذلك الوقت.
لا يعنى ذلك تبرئة السيسى من فساد المؤسسة العسكرية، لكنه يعنى ضرورة توخى الحذر فى التعامل مع هذه التهمة، فالرجل لم تلاحقه (حتى الآن على الأقل) أية اتهامات باستغلال النفوذ أو قتل المتظاهرين أو الإثراء غير المشروع، أو التواطؤ مع الإخوان (مثلما هو الحال مع طنطاوى وعنان على سبيل المثال)، كل ما يؤخذ على الرجل أنه اعترف بإجراء كشوف العذرية، وهو ما يراه البعض ضربا من الشجاعة لأنه اعترف بجريمة أنكرها الآخرون من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأراه من جانبى على عكس ذلك تماما، فالرجل لم يعترف بكشوف العذرية باعتبارها جريمة، أو حتى خطأ، لا يجب تكراره، بل باعتبارها إجراء معتادا «لحماية المقبوض عليهن من أية مخاطر قد يتعرضن لها، وحماية أفراد القوات المسلحة من أية اتهامات قد تطالهم لاحقا»، وبمعنى أن كشوف العذرية عن اللواء السيسى كانت إجراء عاديا حدث من قبل وسوف يتكرر فيما بعد، وهو أمر مختلف تماما عن «شجاعة» الاعتراف بالخطأ، إلا أن «تبرير» السيسى لجريمة كشوف العذرية لا يرقى إلى حد الاتهام بالمشاركة فيها أو التحريض عليها.
وخلال فترة حكم محمد مرسى، لم تلتحق «المؤسسة العسكرية» بمعنى اللوبى، بنظام الإخوان وتصبح جزءا منه، لكنها أيضا لم تستقل عن نظام مبارك ولم تتخلص من أرثه البغيض القبيح، ثم حدث أن الرجل الأول فى القوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، كان هو من تقدم الصفوف لتلبية مطلب عشرات الملايين من المصريين «إسقاط حكم المرشد»، وأزاح مرسى عن السلطة، وقد كانت هذه الخطوة فى ذاتها كفيلة بإحالته بطلا شعبيا، وقد كان.
إسقاط حكم المرشد كان خطوة ضرورية لإنقاذ البلاد، لكنها بالقطع ليست كافية، فالمطلوب والأكثر أهمية وضرورة، هو إعادة بناء الدولة التى أصابها نظام مبارك بالتجريف وتصلب الشرايين، ثم دمرها حكم الإخوان، وهنا تحديدا معيار الحكم على الفريق أول عبد الفتاح السيسى وبوصلة تحديد الموقف منه.
المهمة الأساسية والأكثر إلحاحا الآن هى إعادة بناء الدولة المصرية، وفى القلب منها قضية السلطة، وذلك حديث أخر، قادم.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف صيام
- بيان «استرداد الثورة»... من الشعب
- خطاب مفتوح إلى وزير الدفاع
- المرتزقة وتجار الدين من بغداد إلى دمشق مرورا بالقاهرة
- موقعة وزارة الثقافة... دروس لمن يستوعب
- «تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟
- تجار العملة والدين عندما يصدرون قانونا!!
- عن جريمة خطف الجنود: عشر حقائق ثابتة
- سحل مواطن ونطاعة سلطة وهموم نائب عام
- وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام
- عن العنف والحوار والإنقاذ
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... جبهة «إنقاذ» من؟
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... مقدمة فى نقد الذات
- خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة
- «أرحل»... كشف حساب الرئيس الإخوانى
- هل تستطيع الجماعة حكم مصر؟
- حاكموا الرئيس
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - نحو إعادة بناء الدولة المصرية 1 - عن السيسى والمؤسسة العسكرية