نهاد بشير
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 04:13
المحور:
الادب والفن
إحتمالٌ مجنحٌ،
يرفرف عند شباك غرفتي،
يبتعد ثم يعود ليحط على حافة الاطار الأبنوسي،
أراقبه عبر غبش الزجاج الندي،
بالكاد يوازن نفسه،
يستفزني ويحرجني بالنقر المتواصل على زجاج نافذتي ،
طائرٌ محتملْ ،
طائرٌ منقارُه من ذهبْ،
بقليل من الحنكة والكثير من الصدفة والحظ ، أمسكت به ،
فاستسلم لاصابعي كحصاة في قاع بحيرة صافية ،
وبنفسه، مختارا ، دخل قفصا في لوحة جدارية اهدتها لي مالكة المنزل ،
دار حول نفسه قليلا،
حدد ابعاد اللوحة وغادرها ،
ذرع الغرفة بجناحيه ثم عاد الى راحتيّ ،
الى الاغصان التي تقاطعت في خارطة الابراج ،
كنت أخشى ان يقلق غفوة الحسناء في الغرفة المجاورة ،
الفاتنةِ التي وسادتها من الاسفنج الصناعي ،
وقميصُها الفضفاضُ الابيضُ،
يعزف لحنا من وجع التفاح على جسدها المراوغ .
غسلتُ جناحيه المتسخين بعواء المداخن ،
ومسحتُ على منقاره- الذهبْ ،
وقبل اكتمال حمّامه التاريخي،
تحوّلَ من خلال ابنوسِ عينيّ ،
الى نقطة ذهبية في الافقْ.
.......................
.......................
إحتمالان مجنحان،
لم يترددا في اقتحام نافذتي،
منقاراهما من ذهب ،
لم يستأذنا في الارتطام بمشروع غزواتي الكلسية،
نظفتُهما فتركا لي ريشتينِ ،
وانطلقا في السماء ،
نقطتين من ذهبْ.
الحسناء تململت في فراشها،
كنت حذرا بعض الشئ ،عندما دسست في وسادتها الريشتين ،
لم اوقظها،
غضضت الطرف عن ردائها المتآمر ،
لأنتصر على وجع التفاح.
..........
..........
إحتمالاتٌ تسعى ،
على عجلاتٍ تصيب الجميع بالدوار ،
جلودُها من ذهبْ.
وسادةُ امراتي من ريش – ذهبْ،
كبرياءُ وصلابةُ المعدنِ الباردِ تقضُّ مضجَعَها ،
لا يبالي براحتِها هدوءٌ مقعَّرٌ من الزقزقة والزعيق ،
لم نعُدْ حريصَيْنِ على التفاصيل الرقيقة.
أنا إحتماليةٌ بأجنحةٍ عديدةٍ،
لا نهاية لعددِ أقدامي ،
بالكاد أوازنُ نفسي على اطارِ شُبّاكي الخشبيِّ ،
وصديقتي لم تعُدْ تسمعُني ،
وجع التفاح اصبح قابلا للتأجيل،
تَضاعفَ حجمي آلافَ المرات على مشارف كينونتي،
وانا اراقب اختناقَ منزلي بالنقد المتناسل ،
انسحبتْ لوحاتي ومزهرياتُ امي وكرسيُّها الهزاز،
لتستقر مكانها نماذجُ من المتحجرات ، وبراميل مزيج برنت والاسلحة الكاتمة للصوت،
ها انا ذا ،
من خارج بيتي ،
أنقر على زجاج النافذة المفتوحة،
بمطرقة من ذهب اسود.
#نهاد_بشير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟