أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأس أمام الحقائق الدينية














المزيد.....


يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأس أمام الحقائق الدينية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأس أمام الحقائق الدينية
هو الفيلم الاول لهذا المخرج الكبير الذي شكل علامة فارقة في تاريخ السينما الفرنسية في زمن الواقعية الشعرية مع رينوار وكارنيه .....
يستخدم بيرسون نفس اسلوبه المعتاد والذي لم يتغير حتى آخر فيلم من افلامه (المال) الاسلوب المتقشف الذي يعتمد لدرجة كبيرة على المونولوج الداخلي ولانستطيع القول عن هذه الحالة بانها من الماضي لأن هذا الفيلم هو الاول كما قلنا لهذا المخرج الكبير....
يتتبع بيرسون مسار حياة يومية لقس شاب لم يذكر اسمه في الفيلم قدم الى الارياف من باريس معتمدا في سرده والى حد كبير على المونولوج الداخلي ويكتب عن يومياته وصحته السيئة...
اذا يجنح بيرسون نحو الهم الفردي الذي ينعكس بدوره على الواقع الخارجي،حتى لو كان هذا الواقع كبير جدا من حيث اهميته الاجتماعية ليصل بيرسون الى محاولة لرسم صفة لمسار الحياة برمتها ويحاول ايضا ان يرسم صفة معينة للسلوك البشري العام من دون أن يطلق احكاما أو يعمم اي نتيجة من خلال سرده غير الاشكالي لحياة قس زاهد مركزا تركيزا كبيرا على المشاعر ويغرق بالهم الفردي الى ابعد حدود بحيث نرى الشخصيات من حول القس مجرد انعكاسات لشخصية مركزية تامة ألا وهي القس.
يستجمع بيرسون كل المشاعر...يتحدث عن المعاناة....عن الالم لهذ القس
اذا هناك طبيب في القرية انتحر وقس غارق في حياة يومية قاسية وامرأة في منتصف العمر فقدت ابنها،ويبدو أن السؤال الأول المطروج وهو يسأل عن حالة انتحار الدكتور المبهمة:
هل على الانسان أن ييأس أمام الحقائق الدينية...وهل هذا السؤال يدور فعليا في ذهن القس الآن؟
قلنا عن الفيلم بانه يحمل شخصية مركزية واحدة وكل ما سوف نشاهده هو انعكاسات لحياتها الحالية من شخصيات واحداث،والفيلم من جهة اخرى لا يحمل اي حدث مركزي واحد مخالف للقيمة السردية لحياة هذا القس
الحدث المركزي الفعلي يبرز في التساؤلات عندما يحدث القس نفسه (من خلال المونولوج طبعا)
أنا لم افقد الايمان.... أنا لم افقد الايمان
المونولوج هو الصيغة الواضحة الابرز في الفيلم وهو الشيء الذي شاهدناه ايضا في (اختفاء رجل) وليس من الضير ان قلنا بان بيرسون يحاول ان يعود في السينما إلى حالة فنية مجردة،وظيفية تجريدية أكثر منها ترفيهية من خلال التقشف الواضح والسرد غير المبهم الذي يستخدمه بالعادة في كل افلامه...
هناك ايضا تكثيف عالي للدراما قريب جدا من كيسلوفسكي،وبيرسون يعتمد على السرد بشكل كبير باساليبه التقشفية المعتادة،التي لايمكن ان نقول عنها بانها اساليب خاصة للمخرج حتى لو كانت نادرة الاستخدام،وحتى الآن لايوجد اي تلميح أو أي كناية فبيرسون يواجه المشاهد مباشرة وهذا قد لا يعجب الجمهور ابدا.
اهتمام بيرسون بالقس جعله يكثر من استخدام المونولوج،وكأنه يرغب بأن يبرز ردات فعل القس اتجاه الحياة برمتها.
فيلم يوميات قس في الارياف هو فيلم عن الرضا...عن القبول...عن مواجهة الحياة،والقس حالة خاصة جدا أراد ان يكون بيرسون فيلمه عنها ولكن علينا أن لا ننسى أن بيرسون اعترف بالالحاد ذات مرة ...
تكثر في الفيلم حوارات عن المعاني وعن الشك ويكثر ذكر الموت والانتحار والخوف من الموت ايضا
يقال له ذات مرة:ان الرب توقف عن الاهتمام بي
هذه الحوارات والشكوك اعتدنا ان نسمعها عند بيرغمان بكثرة وباكثر من طريقة، ولكن المختلف هو ان القس في مواجهة هذه التفاصيل صارم يقول الحقيقة...أي القيم الدينية
في الحقيقة ان الفيلم هو عن القس وليس عن القيم الدينية من شدة انكفاء بيرسون على هذا الفرد..
لازال هذا الحوار عن الشك قائما وفي طرفه الآخر الاقناع....هذه المواقف التي عودنا عليها بيرغمان سابقا،والحوار التالي يبدو بانه اهم حوار في الفيلم بعد المونولوج....لنتأمل في الحوار التالي:
سيدتي ان كان الهنا الها للوثنيين أو الفلاسفة،بالرغم من ذلك فهو سيأخذ بعض اللاجئين في جنات العلى
هذا الحوار متعلق بالشخصية اكثر من موضوع الفيلم وهذا يعتبر فر ق حاسم بين بيرغمان وبيرسون ببساطة لأن موضوع بيرسون هو الشخصية بالاساس .
إذا السيدة ماتت في حادث مبهم من الممكن ان يكون انتحارا فهي ماتت نتيجة السقوط عن السرير...
يقول القس في يومياته التي يكتبها ويسردها في داخله:
كنت أتأمل نوعا ما أن ارى في وجهها ابتسامة ولكنني لم ارى ذلك
هذه الجملة عن الهم الحياتي العام
يقول في نفسه:أنا سجين في الكرب الالهي
عندما يكتشف بانه مريض بسرطان المعدة وهو ومنذ بداية الفيلم يعاني من الألم :
الكلمة مرت من اذني ولكنها تركت عقلي فارغا
لقد توقعت شيئا آخر ...السل وبيرسون يسرد...يسرد حتى النهاية
نهاية الفيلم كانت موت هذا القس وهذه نهاية ليست ميلودرامية ولكنها اوضحت ان هذه السردية هي مقصودة منذ بدايتها لشخص يستخدم السينما ضمن وظائفها المغلقة.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذا ...
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأس أمام الحقائق الدينية