حبيب هنا
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 11:03
المحور:
الادب والفن
- 39 -
في الصباح ، كانت الفكرة ما زالت مسيطرة عليه ، غير أنه اختصر هواجس الأمس بجملة مكثفة : قبل الإقدام على أية مجازفة ، من المستحسن التأكد من سلم الطوارئ الذي تفضي مخارجه إلى بلوغ النجاة قبل أي عمل متهور !
لا يعرف كيف انعطف بتساؤلاته نحو تالا وسأل نفسه مرتبكاً : كيف غابت عن تفكيري طوال ليلة الأمس ؟ وأخذه الحنين إليها وهو يؤنب نفسه على الانشغال عنها رغم مسعاه في الوصول إلى الرجل من أجل العودة إليها ، رغم علمه اليقيني أن الحب يعبر عن نفسه في غياب الحبيب أكثر بكثير من لحظات وجوده . كيف يمكن أن يكون في قلبي كل هذا الحب الذي كان يوماً حاضراً وبقوة ، أن يتلاشى بسرعة هكذا وأنا منغمس في تمحيص الفرصة الوحيدة التي عرضت عليّ بغية تحسين مستوى الدخل وتوفير حياة أفضل ، ودون أن أفعل شيئاً يستحق تكريم هذه الحالة الخاصة الخالصة التي تتجلى أمامي بوضوح في الوقت الذي تغيب فيه عن ناظري ؟
ثم ما لبث أن عزّى نفسه بجملة مقتضبة مضت أكثر في التأنيب : مادمت أملك كل هذا الحب كان أجدر بي أن أمضي بعيداً بالمجازفة وأتخذ القرار الفوري للعودة مهما كلف الثمن وعدم الانتظار طوال هذا الوقت .
ولم يعد يفكر بغيرها . لم ينهض كعادته ليتناول طعام الإفطار في مطعم الفندق، أخذ يذوب كشمعة تحترق بنار التأنيب كأن به أقدم على خيانتها !
#حبيب_هنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟