أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 10:56
المحور:
الادب والفن
لست أخاطب أرواح الشهداء
بل هذا حديثي إلي كل أم و كل أب فقد علي مذبح الحقد أبناء
لا ... لست أريد أن أذهب إلي السماء
سأبقي في الأرض ... أرافق البسطاء
هناك يحلو الترنيم و يعلوا الغناء
و هنا في الأرض نحيب و عويل و بكاء
لن أذهب إلي السماء
سأبقي بجانب أهالي الشهداء
سأبقي إلي جانب من هزلت حياتهم من العناء
سأجمع مع الأم أبناءها أشلاء
و أمكث مع والد ينزف ولده الدماء
لست أريد أن أنطلق أريد هنا البقاء
كيف أدخل إلي حضرتك بترنيم و شدو و دعاء
و أهلي في الأرض داسهم من هم للدين أدعياء
كيف أصحب الملائكه و أهلي في الأرض تعساء
كيف أدخل السماء
و الصراخ حولي يعلو صباحا و مساء
كيف أصحب الأطهار و الأبرار و الأم ثكلي ضاع منها الرجاء
كيف أصعد لحضرتك بترنم و اصم أذني عن عويل يملأ الأرجاء
شعبي يسحق و ساحقه يضحك في كبرياء
شعبي يذبح و جزاره يمرح مع الطلقاء
لا تأخذني معك إلي السماء
فنفسي حزينة لن تعزيها أناشيد الملائكة و لا صحبة الأنبياء
أريد أن أبقي رفيقا لمن فقدوا الأهل و الأصدقاء
أريد أن أصحب رحلة الثكلي تبكي رحيل الأبناء
أريد أن أصحب رجلا فلذة كبده صار بين الشهداء
سا محني ربي ... نعم أنا أرفض نداء السماء
أنا ماكث هنا بين أهلي أعيش حزني بعيدا عن أغاني السعداء
أرجوك ربي ... زدني عمرا أحمل فيه آلام هؤلاء
لن اتكلم .. فبلاغتي ستبدو كثرثرة البلهاء
و لن أبكي فدموعي مهما سالت لن تخفف آلام التعساء
فقط إتركني أرافق موكب الغرباء
إعطني قلبا يتساءل أين عدالة السماء
و عقلا يتفهم لماذا يسحق الضعيف الأقوياء
و سامحني ربي إذ أرفض الرحيل و أطلب في الأرض البقاء
فمن ذاق فيك الألم لا يتعجل جنة السعداء
فحين ذقت أنت الألم صغرت في عيني أحزان الأبرياء
أريد أن أبقي و أتألم و أنزف و اصاحب الثكلاء
أريد أن أبقي في مصر حتي يصرخ الصارخ ... الرب جاء
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟