محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 00:23
المحور:
كتابات ساخرة
- بابا الشمس وين تروح لمّن تغيب ؟
- باباتي الشمس تروح لبيتها خاطر تنام وترتاح
- بابا والله خطية الشمس , شلون ترتاح وبيتها حار ومشتعل نار..
- بابا هاي شغلة بسيطة ,الشمس أتعوّدت على الحر بحيث ما ترتاح الا وسط النار والشرار , يعني مثلنا بالضبط , أتعودنا على الطلقات والحروب واللواصق والمفخخات وبدونها نشوف الحياة كئيبه مابيها أكشن ولا أثارة , يعني أنتِ تقبليها مايجيبون طارينا بالأخبار ..
- بابا خطية الناس , قسم خسرت أحبابها وقسم صارت طشّار , مو ييزي عاد ..
- بابا الناس عاجبها الوضع , واليجي من أيده الله يزيده , ربك أنطى عقل للأنسان , بس جماعتنا قفلوه و أخذوا المفتاح وشمروه أبّحر الظلمات والمايعرف تدابيره يطبّه حريشي أكس لارج , عوفيني حبابه خلي أسمع الأطلال
- بابا قبل لا تسمعها أحكيلي حكاية المساء
- صار و راح ترجعيني عشرين ثلاثين سنة للوراء , أسمعي الحكاية :
كانت الدنيا بالأسود والأبيض لكن بغداد في أعيننا ملونة , كنا نلجأ الى متنزه الزوراء كلما ضاقت بنا مشيا على أقدامنا
عدت يوما من مدرستي كنت حينها في الصف الخامس الأبتدائي فوجدت كلبي الأبيض مقتولا أمام بيتنا , قتلته بالخطأ مفرزة لمكافحة الكلاب السائبة أرسلتها وزارة الصحة , كان قد خرج الى الشارع حين سمع صوتهم العالي مع هدير سيارتهم فظنّوه كلبا سائبا ليس له صاحب فقتلوه بدم بارد , كانت الناس قليلة و البيوت واسعه و الصوت العالي يستغربه حتى الكلب , راح ضحية فضوله بسبب غرابة ماحدث حين داهموا المنطقة الغافية , تألمت حد البكاء على كلبي الوفي , ضاقت بي الدنيا, لجأت في نفس العصرية للزوراء القريبة لأخفف عن نفسي من هول الصدمة , رافقني أخي وأصدقائي و تعرفت هناك على غزال أسمه (وادي الرافدين ) كما تشير لأسمه اللافته المعدنية على قفصه , أصبحنا أصدقاء و ترددت عليه وكان تواصلنا مميزا ونقي .. راحت الأيام و جائت السنين ولا أعرف متى أنقطع تواصلنا , مات وادي الرافدين مؤكدا" و بقيت الذكريات الجميلة لأيام ملوّنه حين كانت طفولة بغداد مثل زهرة بريّة خجولة مرهفة
كنت أتكلم لوحدي .. فصغيرتي كانت غافية مبتسمة .. أنتهى ولن ننتهي
[email protected]
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟