مفاهيم ... ( 13 ) ... وديع الصافي في رحاب الله هل لبنان قطعة سما فعلا ً ؟؟؟

حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 23:09
المحور: الادب والفن
    

كنت في لبنان حين توفي وديع الصافي ... وتوقعت أن أحضر جنازته ... فليس في كل مرة يموت شخص كوديع ... وليس في كل مرة تتوفر فرصة كهذه لحكومة لبنان لكي تكسب قلوب العرب !!! .
لم أسمع شيئا ً عن جنازة وديع ... لم أفقد طريقي بسبب إغلاق الطرق لضخامة الجنازة ... ولم تطأني كثرة الحشود من المعزين ... ولم يكلف أحد المسؤولين نفسه بالحضور !!! ... ما عدا بعض ممثلي الرئاسات حضروا على إستحياء .
لم تكن أغنية وديع الصافي : ( لبنان يا قطعة سما ) هي أول إشارة لكون لبنان قطعة من السماء بجمالها ... ولكونها من اللوحات التي رسمها الله ... فقد جاء في ملحمة كلكامش ، التي كتبت قبل حوالي 6 آلاف سنة إشارتان توحيان بهذا المعنى ... أولاهما وصف غابة الارز وكونها تمتد ل 10الاف ساعة مضاعفة ، حين حذر أهالي اوروك ملكهم كلكامش من مغبة الذهاب لقتل خمبابا ... وجاءت ثانيا ً حين غضب ( أنليل ) إله الهواء وسيد الارض والسماء لقتل خمبابا حارس غابة الأرز ... وتوعده في لحظة غاضبة من الجنون بتدمير العالم وإزالة الارض من الوجود !!! .
فما الذي دفع أنليل الإله لكل هذا الغضب لولا تجاوز البشر على الحارس الذي يحرس شيئا ً عائدا ً للسماء ، موطن الآلهة ، وقتله ؟؟؟ ... أليس في هذا إعتداء ٌ صارخ على الٍآلهة وأملاكها ؟؟؟ .
لقد غنى وديع للبنان الذي كان قطعة ً من السماء ... لبنان الذي خذله عند موته ... لبنان الذي أجزم ان نصف حكومته لم تسمع بموت وديع !!! .
كان وديع حارسا ً آخراً للأرز ظهر بعد خمبابا ب 6 الاف سنة ... لكنه قـُتـِل على أيدي حكومة لبنان ، لا على أيدي العراقيين هذه المرة !!! .
كان الوسام الذي منحه رئيس الجمهورية للصافي عملية ترقيع لخرق الحكومة الكبير ، وليست تكريماً لوديع ... لكنه كان أصغر كثيرا ً من الخرق ... ومما زاده قبحا ً ونشازا ً عملية التصفيق الذي قام بها البعض في مراسم الجنازة !!! .
لم يبق َ من لبنان خمبابا ... ولبنان وديع ... إلا الأرزات جميعها ... وبعض الشعب ... ولا أحد من السياسيين للأسف !!! .
كنت في لبنان هذه المرة مثل جنازة وديع ، أشعر بالغربة ... أبحث فيها عما يجعلني أشعر بأنني في لبنان وديع الصافي .. لكنها لم تكن لبنان للأسف !!! .
إذا كان وديع هو ثاني حارس للارز في التأريخ ... ففيروز هي حارسة الأرز الوحيدة التي لم يسبقها احد ... وعلى الحكومة أن تصالحنا بها وفورا ً .
الدكتور حكيم العبادي
ملاحظة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأخر الرثاء لوفاة صديقي الدكتور منهل العناز في نفس التأريخ .

#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات