اميركا تتجسس على ظلها!

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 20:13
المحور: كتابات ساخرة

حلفاء امريكا غاضبون منها هذه الايام ! وليس لهذا الغضب علاقة بتقرير العفو الدولية على قتل طيران اوباما الذكي لمدنيين في اماكن مختلفة من العالم ، أو غيرها من قدرات الولايات المتحدة الخارقة على خلق الصراعات و تركها تأكل بهيمها ،وإنما لذلك الغضب الذي تزعمه الرئيس الفرنسي و بعده المرأة الحديدية الالمانية علاقة بتجسس على هواتف و اتصالات الناس في بلديهما!
فرانسوا هولاند عبر عن امتعاضه من المعلومات التي أتت بها وثائق سربها مستشار السي أي اي السابق ادوارد سنودن و نشرتها لوموند، حيث تفاجأ و الفرنسيون معه بجمع الولايات المتحدة لــ70 مليون بيان هاتفي لمواطنين فرنسيين خلال شهر زمان واحد(!) ، كما لم تسلم من ذلك السفارات الفرنسية! وله الحق في أن يستنفر كل أحاسيس الامتعاض و القلق ، فكل ما كان يقوله الفرنسيون من حاجيات الحمام التي تطلبها زوجة من زوجها إلى مكالمة سياسية بين لاعبي البوليتيكا في باريس أصبحت مثل كوليكسيون من الطوابع البريدية في ملف مولع !
لا ندري ، في تفكير بدوي بسيط ، كيف ستقوم وكالة الاستخبارات بكل ذلك الجهد الجهيد لفصل كل الثرثرة الفرنسية المعروفة عن الكلام المهم لأمن اوباما القومي؟!!فــ70 مليون بيان هاتفي يحتمل على الأقل 70 مليون بونجور و أوروفوار و غيرها مما يضيع الوقت و الزمان لمعرفة ما تحت رؤوس الفرنسيين حكومة و شعبا!!
أما ميركل فهي غاضبة حقا ، فالسيدة قد بلغ الى علمها أن هاتفها النقال كان موضوع تجسس مباشر من الامريكان ! و إني لأتصور مدى التعب الذي سينال من مستمعي و مترجمي و محللي كلام المرأة الالمانية الحديدية المليء بالبرودة السياسية و الرصانة و الاحرف التي لا تلتتقي على لسان آدمي إلا إن كان جرمانيا!
انتفضت المستشارة و اعتبرت أن التجسس لا يكون بين الحلفاء ، لكنها ربما لم تسمع بالقول العربي الماثور:"احذر عدوك مرة و احذر صديقك الف مرة" ، لذلك فهي لم تتفهم الفعل لأنها بعيدة عن ثقافات خبرها الامريكيون فاستفادوا منها في حياتهم!
إن المرء لــيكاد يتعجب من كل هذا الخوف من الظل الذي اصبح ينتاب امريكا في علاقاتها بالناس و الامم ، إنه يكبر شيئا فشيئا إلى أن يصبح يوما معلما حضاريا خاصا بها تضيفه إلى اختراعها لأكبر جهاز تجسس في تاريخ الانسانية!
وليكن ، امرهم بينهم ، أما نحن فالامر كله لا يعنينا طبعا!!!

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات