أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟














المزيد.....


من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لاشيء سوف يعيدك إلينا الآن يامريم. لاشيء سيعيدنا إليك. سنبقى نحن هنا، وترتقين أنت درج النور إلي حديقة طفولة تضم كل الصغار الذين لم يكبروا. الذين لن يكبروا. نحن هنا سندير الشريط المصور مرة بعد أخرى لنراك حيث كنت تقفين في كنيسة الوراق وأنت تتحسسين أطراف فستانك الجديد قبل أن يخترق الرصاص قلبك الصغير. ندير الشريط ثانية لنراك وأنت تفلتين من قبضة والدتك. تندفعين بفرحة أعوامك الثمانية إلي أرجاء القاعة. ترفعين بصرك إلي النساء والرجال الكبار. تدورين وترقصين وترفرفين لحظة كالنور قبل عبور الموتوسيكل وفوقه الملتحيان الملثمان. ندير الشريط ونسأل أنفسنا : كيف تركناهم يفرغون رصاصهم في قلبك الأخضر يامريم؟
ملتحيان ملثمان على موتوسيكل إما من الإخوان المجرمين أوممن يدور في فلك دعوتهم إغراق الوطن في مستنقع الدم والعنف. لكنك يامريم لست ضحية هذين وحدهما، بل وكل من دعا إلي المصالحة مع الإخوان معتبرا أن الإجرام تيار فكري، وأن العدوان وجهة نظر، أن الاغتيالات والتفجيرات تعبير عن رأي، وأن كراهية الآخرين برنامج سياسي! أولئك السياسيون والمفكرون أعطوا القتلة الضوء الأخضر حينما نقلوا إليهم بدعوة المصالحة رسالة بأن عليهم ألا يخافوا وأنهم مهما ارتكبوا فإن المصالحة والغفران– وليس العقاب- في انتظارهم! دم الطفولة معلق بالقدر ذاته في رقبة المجرمين الذين غطوا وجوههم والسياسيين ذوى الوجوه المكشوفة!
أدير الشريط يامريم وأراك وأنت في الكنيسة تمضغين قطعة حلوى قبل اندفاع الموت إليك. ثم نرى قلبك الذي استقرت فيه الرصاصة حيثما كان ينبغي أن يستقر الحب والفرح، فأقول لنفسي إن الجريمة أكبر من هذا، وأن هناك أطرافا أخرى كثيرة ساهمت فيها. التشريع الذي مازال يضع خانة الديانة في الأوراق الرسمية فيعرف المواطن بدينه وليس بوطنه، والإعلام التلفزيوني والإذاعي الذي لا يساوى الأقباط بغيرهم في أوقات البث، والتمييز الذي يتم عند التعيين في الوظائف وعند الترقية وفي شغل المناصب الكبرى في الشرطة والجيش والجامعات. والتجاهل المستمر لضرورة سن قوانين تعاقب على " الحض على الكراهية" من فوق منابر الجوامع، وفي المدارس. أخيرا غض النظر المتعمد عن طبيعة المناهج التعليمية السائدة التي تتجاهل المراحل القبطية من تاريخ مصر أو تعبرعليها بكلمتين من باب سد الخانة. فإذا أردنا بصدق ألا يتم اغتيال الطفولة في بلادنا فإن علينا أن نعلم أولادنا منذ الصغر أن تاريخ مصر ضفيرة من الكفاح المشترك لكل أبنائها ، بحيث ينشأ لدينا جيل جديد يدرك أن " الله الرحمن الرحيم " هي بالضبط " الله محبة "، وأن تفاحة الثقافة والتطور المصري من غرس سلامة موسى وطه حسين معا. من غرس لويس عوض ويوسف إدريس معا. ألفريد فرج ود. عبد العظيم أنيس معا. وأن قائمة شهداء حرب أكتوبر وكل حروب الدفاع عن مصر لم تميز دما قبطيا من دم مسلم.
أدير الشريط يامريم وأراك فأسأل نفسي : إلي متى يغتالون الأطفال في بلادنا؟ إلي متى يلقون بهم من فوق أسطح البيوت؟ إلي متى يمكن أن تظل الجريمة قانونا ، والقانون جريمة؟. وإذا كانت الدولة لا تخجل مما يجري فإننا نشعر بالعار يغمرنا حين تقتل طفلة على بعد خطوات ونعجز عن الدفاع عنها. أصبحت ضرورة قصوى قيام الحكومة الانتقالية بسن القوانين الرادعة وتغيير مناهج التعليم والتصدى للتمييز، فكل أولئك هو التربة التي ينمو فيها شوك الكراهية والعدوان.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مصر القادم
- أشواق الوعي المصري .. حكاية الدساتير المصرية
- أنا وأنتِ - قصة قصيرة
- مواجهة الإخوان من الجغرافيا إلي التاريخ
- فض الاعتصام الفكري للإخوان في مصر
- كائنات الوهج الالكتروني
- مصر.. خطوة للأمام .. عشر خطوات للوراء
- رمق صغير لشعب كبير
- رؤوس الفن المقطوعة .. أم كلثوم وأبو العلاء وطه حسين
- انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !
- حكايات النفوس الميتة
- مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان
- إنهم يقتلون الأدباء .. أليس كذلك؟
- معركة القضاء المصري معركة الثقافة
- والله طيب يا حمص أخضر !
- ثقافة الهوان في دستور الإخوان
- دعونا نجرب عاما جديدا
- الطوابير المؤنثة .. وصانعة المستقبل
- استفتاء شعبي آخر .. وتصبح - لا - قوة مؤثرة
- مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟