خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 20:35
المحور:
الادب والفن
في حصن اللغة ،
لا يمكن الا أن تنحني جميع الأسوار ،
مهما علت وتعالت ،
ومهما حاصروك وأطالوا الحصار ،
فأنت حر ، وسيد الأحرار ،
اللغة مدفع يشبه اللاشيئ ،
الذي يمنح حقيقة لون الفخار ،
اللغة كتلك الكيمياء العجيبة ،
التي تنبت في أرض قحلاء اجمل الأزهار ،
اللغة مثل امرأة اذا منحتك سر جمالها ،
تصاب بالدوار ،
لتفتح عينيك على سر آخر ،
ولربما وقفت على سر الأسرار ،
هنا في اللغة قد تسمع اصواتا ،
دون أن تتحرك الشفاه ،
او يلمس عازف خيط الأوتار ،
هكذا هي ، منثالة وعصية ،
أحيانا تكون في قمة الذكاء ،
وأحيانا قليلة ، قد يعتورها نوع من الاغترار ،
لا تسرف في هرقها ،
فيوما ما قد تصاب بعطش جرار ،
فتخونك الكلمات والمفردات ،
والعبارات ، وتصاب بعمى الاختيار ،
وفي حضرة اللغة ،
ينسى الصوفي اذكاره ،
وكم باللغة سافر طاعنون في رحلتها ،
فمنهم من صار غنيا ثريا ،
ومنهم من كان نصيبه الخسارة ،
الأمر هنا لا يتعلق بمثال قديم ،
فهذا الزمن يفتح ذراعيه في هذا الوطن ،
لمن كان عييا أو ثرثارا ،
لا شأن للجماليات هنا بالأطلال والخراب ،
المهم هنا ان تتقن لغة البوار ،
وتتعلم كيف تكون سمسارا ،
تأخذني اللغة دائما الى ما خلفها ،
وأنا المولع بغرس الزنابق والجوري ،
ومساءلة الريح حين أتسلق الأشجار ،
للغة بساتينها وحقولها وغاباتها ،
لها ايضا بحار تعانق أنهارا ،
ويسردون رحلة الماء ،
من جبل الكنابة ،
الى سفح العبارة ،
والبلاغة ، هذه الروح المجنحة ،
تستغفر في محراب الكون استغفارا ،
باللغة يمشي العابرون في الفراغ ،
الى جنتهم سعداء ،
وهم يحملون في أفئدتهم نارا .
هذا هو حصن اللغة ،
لا أسوار له ولا جدرانا ،
لكنه عصي على الاقتحام ،
لايسكنه غير من لبسوا الحياة أشعارا .
23--24--10--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟