أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين الساتر والمدفع














المزيد.....

بين الساتر والمدفع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


بين الساتر والمدفع

في التأريخ الأجتماعي للإنسان كان هناك مدفع وساتر في الجبهتين على خط الصراع الأول قد تتبدل السواتر وقد تتجدد المدافع ولكن القاعدة تبقى ثابته أن لا مدفع بلا ساتر ,ولا بد ساتر يحتمى به من وجود المدفع, ولكن المهم بالموضوع هو وجودك أنت وهو بينهما لتكون شاهدا على الحوار بينهما حوار العنف أو حوار الغلبة.
وفي التأريخ أيضا هناك من يكتب هذا الحوار كشاهد ومشاهد يرصد ما يراه, ولكن من المخجل والمخزي أن لا يكتب الوقائع كما هي ,فينتصر للمدفع مرة أو ينحاز للساتر في أخرى وبكلا الحالتين نقدح بعدالته ولا بد من رد الشهادة لأنها تخلو من حيادية الشاهد الزور.
الإنسان بوصفه كائن خلق أصلا للصراع قائدا وفعلا وأيضا ضحية عليه أن يكون واعيا لهذه اللغة ومتيقنا من هدف المدفع ومتأكدا من سلامة الساتر حتى لا يضيع حتف أنفه بجهله لأصول الصراع التي تنجيه أو يبدل في كل مرة حركته بينهما رامي أو مرمى, لكن أيضا عليه أن لا يكون هو القذيفة التي تنفجر بينهما فيذهب هباء في عالم لا يريد أن ينتهي من نهم وحب مجنون للتضحية ومزيد من القرابين.
منذ أن حط الرحال في هذه الأرض أنشغل الإنسان بكل ما فيه من وجود ليتنقل بين المواضع مستجيب بكل طبيعيته لها مجبر غير مخير إلا إذا فقد الإحساس بصوت المدفع أو خرج عاريا كشبح غير أبه بفوهة المدفع ,عندها يخرج أيضا من طبعه ليس لأنه محكوم بل لأن أداة الحكم عاطلة عن التشغيل, بقاءه أو عدمها سيان عند من يقدس المدفع أو المتمرس خوفا أو دفعا أو متحينا في شق الساتر.
هكذا كتب التأريخ أرجوزته كما هي بدون رتوش قانون التحدي وقانون الاستجابة ليعطي للحياة وثيقة البقاء ولأن سر البقاء مناط بخط الوصل بينهما, قد لا تبدو هناك في الأفق نهاية له فالنهايات دائما ما تحمل معها البلاغ المبين, وحيث لا بلاغ نكون أمام لا نهاية, هذا الأمر الذي لا يفهمه إلا العاقلون أو بعض المتعقلين وعلينا جميعا أن نستلطف الحكاية.
في الساتر يمكنك أن تبني وتعمر الأرض والعقل وتزرع الزهور ,وأيضا قرب المدفع تنمو كل الأشياء الضرورية لأنك بدون ذلك تتحول إلى هيكل عظمي أو تصير من فتات الذكريات الماضية, ولأن من في الساتر أو على زناد المدفع لا بد له من مدد ليبقيه يقضا مدافعا ومهاجما كان لا بد للخبز والحب والحرف أن يكون معك دوما في جعبة الوعي, ولكن حذاري أن تهمل الماء أن ينفض من حولك دون أن ترسم على وجهه صورة لك ,لأن من سيأتي بعدك بحاجة إلى توقيع منك على صك براءة الماء ولأن التراب مذنب في جميع الأحوال كان للماء تلك القداسة المطقة.
الساتر والمدفع صنع من تراب الأرض أما روحك فمن الماء تستمد قوتها ومن شرعية الماء أصبح وجودك شرعيا , فأنت أنت حيث الماء والتراب والسماء تحيط بكم, لا تظن أن الساتر يعمل من غير فطنة ولا المدفع يتكلم بغير لغة تفهمها, هي الحكاية التي تشبه لغز دفين ولكنك عندما تعرف كم في الشمس من حروف وما في لقمر من معاني تجمعهما فيكون مفتاح اللغز ,عندها ستضحك كثيرا وتبكي كثيرا وعص موسى يبطل مفعولها ليحضر عيسى ويرشدك إلى الدرب خارج ما انت فيه.
الأن مطلوب منك أن تتمسك بعصا موسى لترمي بها في كل مرة تسمع صوت المدفع لتلقف الحديد المنصهر والبارود المتفجر أو لتحمل ما في مدفعك حيث أنت تريد من غير سوء, وتبقى ملامح وجهك بيضاء تلك واحدة من تسع آيات بينات ,إياك وإياك أن ترمي بالتسعة كسهم واحد لأنك أساسا جئت في أخر التسعة وكل متسوع متبوع بعمر يقضيه بين الدافع والمدفوع.

من أدب الفهامة



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك
- أين نزرع الأشجار _قصة قصيرة
- الشعور والشعورية
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين الساتر والمدفع