|
أمريكا .. تتنّصَت
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 14:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- في أحد أفلامهِ .. كان ل " عادل إمام " صديقٌ يعمل في البّدالة .. وعن طريق الصُدفة ، يستمع الصديق الى حديث بين أفراد عصابةٍ كما يبدو ، وإتفاقهم على القيام بعملية سطو مُسّلح على مصرَف وتحديد اليوم والساعة .. فيُسارِع الى إخبار صديقه عادل إمام.. ويقوم إمام بالتوجه الى الأمن العام ، ويخبر الضابط بأنه [ حَلمَ ] ليلة أمس ، بأنه سوف تحدث عملية سطو في المكان الفلاني في الموعد كذا .. المُهم تُجهَض العملية ويُقبَض على العصابة . وتستمر مثل هذه الأحلام على طريقة الأفلام الهندية !. - بعض المراهقين ، يعبثون أحياناً .. ويستغلون الثغرات البسيطة في التكنولوجيا ، فيتنصتون على أحاديث الفتيات من خلال الهواتف الأرضية أو المحمولة .. وتحدث بين الحين والحين ، مشاكل إجتماعية صغيرة ومشادات . - الشركات الصناعية الكبرى بمُختلف أنواعها والشركات التجارية وشركات الإعلانات والخدمات ... الخ ، تتجسس على بعضها البعض ، بِطُرِق عديدة ، ومن بينها بالطبع ، التنصُت . بُغية الإطلاع على أسرارها ، من أجل المُنافسة والحصول على عقود وأرباح !. - أجهزة المُخابرات في جميع الدُول .. تُحاوِل بِمُختَلَف الوسائل ، مِعرِفة خبايا البلدان الأخرى وأسرار قوّتها وضعفها .. والإطلاع على خططها ونواياها .. وإكتشاف المتعاملين المحلِيين مع هذه الأجهزة الأجنبية .. وبالمُقابل زرع عملاء لهم في البلدان المُهمة ، أينما تسنح الفرصة . - العمليات الخاصة والأمن الخاص والأجهزة السرية .. تقوم عادةً بكثيرٍ من عمليات التنصُت ، ضد قادة وكوادر الأحزاب المعارضة ، في منازلهم ومقراتهم وأماكن عملهم ومحطات إستجمامهم ولَهْوِهم ، وتستخدم هذه المعلومات الشخصية والعائلية ، حسب الظروف والحاجة ، ويتراوح ذلك بين الإبتزاز والتشهير والإنتقاد اللاذع والتسقيط الإجتماعي أو السياسي .. لا بل تقوم أيضاً ، بالتجسُس على الكثير من قيادات ومسؤولي الأحزاب الحاكمة وعوائلهم أيضاً .. وذلك لحساب الرئيس او الجهة صاحبة القرار .. وتستخدم المعلومات الأسرار ، للإبتزاز وإكمال تحويل هؤلاء تدريجياً ، الى مُجّرَد دُمى ! . من الوسائل التي تَنْفذ من خلالها ، هذه الأجهزة الى أهدافها : عمال ومُهندسي الصيانة ، في شركات الإتصالات / العاملين في جميع فروع البناء والصيانة والديكور / العاملين في صيانة السيارات وإدامتها / العاملين في صيانة الأجهزة المنزلية بمختلف أنواعها / سواق التكسيات / العاملين في خدمة المنازل والحدائق ودور اللهو ... الخ . - في معظم السفارات ، هنالك فروع لأجهزة المُخابرات ، تحت مُسميات مُختلفة .. وكذلك إستخدام مُكونات ( القوة الناعمة ) لتمرير أجندات مُخابراتية ، من قبيل : الفنون بأنواعها ، من حفلات موسيقة وغنائية وراقصة ومعارض تشكيلية ومهرجانات ومراكز ثقافية ومعارض كُتب .. والرياضة بأنواعها ، وحتى العديد من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والكنائس والمساجد ... الخ . تسعى الدول الى إستغلال كُل هذه الأشياء ، للحصول على المعلومات والأسرار التي تفيدها في معاركها المعلوماتية والتجسسية ! . ................................ كُل ما ورد أعلاه .. أشياء شائعة ومُتوقعة وتحصل بصورةٍ روتينية ، في معظم البلدان ومن بينها بلدنا بالطبع . لكن تَخَيَلْ ، ما تقوم بهِ الدول العُظمى وخاصةً الغرب في هذا المجال .. ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية .. فهي المُسيطرة على معظم المفاتيح الأساسية ، لتكنولوجيا المعلومات ، وهي التي تُدير عمليا الإتصالات حول العالم وتُوّجه الاقمار الإصطناعية .. فيا ترى ، إذا كانتْ [ تتجسس على الهاتف المحمول للمُستشارة الالمانية ميركل ] .. ألمانيا إحدى أقوى دول الغرب علميا وإقتصاديا وتكنولوجيا ، وميركل المرأة الحديدية .. والولايات المتحدة وألمانيا حليفان غربيان ، وهنالك قواعد عسكرية أمريكية في ألمانيا منذ أكثر من خمسة وستين سنة .. وكُل ذلك لم يمنع ، المخابرات الأمريكية ، من التنصت على ميركل ! . فتصّوَر .. مدى السهولة التي يستطيع بها ، الأخوة الأعداء الأمريكان .. ليس فقط التنصُت على جميع قادة العملية السياسية العراقية من خلال هواتفهم مثلاً .. لا بل ، حتى معرفة أدق تفاصيل حياتهم بالصوت والصورة الواضحة ، والتي من المُؤكَد ، فيها الكثير الكثير مما يُدينهم في الدُنيا والآخِرة ! . ......................... إذا كان المالكي ( يُهّدِد ) بين فترةٍ وأخرى ، بأن تحتَ يده العديد من الأدلة والوثائق التي تُدين خصومه ، لكنه لن يكشف عنها " حتى لاتتحطم العملية السياسية بِرّمتها " !! كما يّدعي .. فماذا تحت يَد المخابرات الأمريكية ، يا ترى .. بحيث أصبحَ معظم قادة العملية السياسية : خانعين / غارقين بأنواع الفساد / أذلاء / عملاء مُنّفذين لأوامر أسيادهم ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحجِية .. وصورة الزعيم
-
سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
-
مأزق تشكيل حكومة الأقليم
-
نفطٌ .. وسوء إدارة
-
الأبُ والإبن
-
خطفُ رئيسٍ من فندق !
-
كفى تهافُتاً .. على دُول الخليج
-
عندما يتشاجر الطباخون
-
خواطر .. عن دولة كردستان
-
طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
-
حكيم الغابة
-
إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً
-
أسَفي على بغداد
-
الديمقراطي ، الأكثر شعبية . محاولة تفسير
-
سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
-
الإنتخابات .. وصوت البَطة !
-
هُواة سياسة
-
أصحاب عوائل وأطفال
-
أحلام
-
المُفارَقة .. والإختيار الحُر
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|