أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.














المزيد.....

العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 00:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ثوار العاصمة السرية:
هم أكبر الأدلة على نجاح نظرية اللامركزية، هم سدنة الصفوف الأولى للثورة، هم أولى قرابين حلم التغيير في أوطانهم، وحدهم من ثاروا ثلاثا، الأولى حين قرروا الخروج من سيطرة قراهم وضواحيهم نحو المدينة والمركز، والثانية حين حلموا بحلم التغيير والثورة في وقت رآها الجميع دربا من خيال محال، والثالثة حين عادوا يثورون في قراهم مخافة أن يدغدغ الحلم نسيم الهدوء في القرى، والسكون الذي ثاروا ضده في الأول، هم ثوار العاصمة السرية.

الثورة مستمرة:
حين ثار المصريون، تمركزت ثورتهم في العاصمة الرسمية القاهرة والمدن الكبيرة، لكنها أبدًا لم تصل إلى الأقاصي، ولا الأماكن النائية، وهو ما هدد الثورة بشكل عظيم، وصدق القائل "من لم يتعرف على العاصمة السرية ما عرف العاصمة الرسمية، ومن لم يتعلم لغة الداخل ما تعلم لغة الظاهر". ثارت الجموع في المدن والميادين الكبرى بها، مدفوعة بزخم هؤلاء الذين زحفوا نحوها من الضواحي الفقيرة العشوائية، او من القرى البعيدة، وكلهم أمل في أن يطالهم ثمر القطاف الثوري، فيعودوا محملين بحقائبهم وأفكارهم نحو عواصمهم السرية، التي تستحق الكثير، نعم شاركوا وظلوا يدفعوا بزخم أرواحهم وجهدهم زخما للثورة، لكنهم حين عادوا عادوا وحدهم، تخلت عنهم الميادين بقسوة بالغة، وحولتهم إلى "دون كيشوت" حين انشغلت الميادين عنهم بمظاهر سياسية فارغة، لا تثمن ولا تُغني الثوار من جوع، فجعلت حربهم حربين، وأعطتهم سببًا قويًا يدفعهم إلى العودة على فترات للتذكير بوجودهم من خلال اعتصامات وفاعليات يومية، فأنتجوا شعارهم الثوري "الثورة مستمرة"، لأنهم منذ اللحظة حين عادوا عواصمهم مستمرون في ثورة تغيرهم.

المدينة عرفت هوامشها:
تعرف المدينة وميادينها الكبيرة –بما فيها العاصمة الرسمية- أن تلك العواصم السرية ستبقى خط الدفاع الحقيقي لها، وضمانها الأصيل للاستمرار ، لكنها رغم ذلك لا تلتفت التفاتًا حقيقيًا نحو تلك العواصم، وهو ما يدعو ثوار العواصم السرية للدهشة، وهي دهشة جعلتهم يتوقفون حينًا بين الإحباط وآخرًا بين الإصرار، فيقررون أن يعتمدوا على ذاتهم الثورية، فقد تيقنوا أن "ما حكً جلدهم مثل ظفرهم"، وحولوا مسار الثورة المصرية تمامًا، وقرروا الإيمان بأنفسهم إلى أبعد درجة وركزوا من تحركاتهم في عواصمهم السرية غير بعيدين عن العواصم الرسمية والميادين الكبرى، لتندلع موجة جديدة للثورة في عواصم مصر السرية، ويختفي للأبد هدوء العواصم السرية الذي تعودته لدهور عديدة تحت دعاوى انهم من الهامش، فقد فطنوا أن "الهامش هو منطقة الربح" الحقيقية.
عرفت هكذا المدينة حاجتها للريف، وعرفت العاصمة الرسمية أن رسميتها مرهونة بسرية العواصم المهمشة واستمرارها في العطاء، وأنها مفتاح كل تغيير حقيقي واقعي يضمن لكل حركات التغيير رصيدًا فاعلا على أرض الواقع.

الرصيد الحقيقي للثورة:
عرفت العواصم السرية طريقها، وهكذا تمسك ثوارها بقضاياهم، حتى فيما بعد عودتهم وخلافاتهم العجيبة والبسيطة والمعقدة في نفس الآن، وربما يدهش الراصد لواقع العواصم السرية مدي الخلافات وحجمها بين الثوار أنفسهم، حين يتحلقون حول أكواب المشروبات الساخنة في شتاء فقرهم يستدفئون جلساتهم بحرارة أفكارهم وإيمانهم الشديد بها، لكنهم أبدًا لم ينسوا أيامهم الأولى حين انفجرت ثورتهم الرسمية بالعواصم الرسمية، فتلحظ وحدتهم في توزيع السجائر، والتنازل طواعية عن أماكن الجلوس، وغيرها من أشياء بسيطة ميزتهم عن نخب العواصم الرسمية، فالآن تراهم يختلفون إلى الحد الذي تخشى فيه حين تراهم أن يتحول نقاشهم إلى قتال حاد بالفعل، لكنهم في النهاية يضحكون ويفرحون ويختلفون إلى أقصى حد يسمح به شعورهم الرائع خلال أيامهم الأولى في ميادين العاصمة الرسمية. هم هناك الآن يتعصبون لكنهم لا يخونون، يختلفون لكنهم في وعيهم العجيب يفرقون بين الاختلاف والخلاف، وهو ما وقعت فيه ميادين ونخب العواصم الرسمية، وأدركه ثوار العواصم السرية فتعاطوا معه بوعي وفهم، ليظلوا أبدا هم الرصيد الحقيقي النقي للثورة المصرية، وخطا الاوحد الذي لم تلوثه الاطماع السياسية وإنما تدفعه فقط تجلياتهم ونقاؤهم الثوري الخالص.
ستبقى العاصمة السرية مفتاح التغيير الحقيقي الواقعي والملحوظ، لا العاصمة الرسمية التى تكتفي فقط بتصدير حالتها إلى العموم، وهو ما أدركه ثوار العاصمة السرية وحاولوا تغييره بفهم واعٍ يستحق التقدير، لتتأكد جملة الصديق "من لم يتعلم لهجة الفلاحين، ما تعلم لهجة البنادر، ومن لم يعرف الهامش ما فهم المتن، ومن لم يذق طعم خبز القرى، ما عرف خبز المدينة ولا طعمه"، ولأني واحد منهم فقد ذُقت، ومن ذاق عرف.
مختار سعد شحاته.
Bo Mima
سيناريست ومخرج العاصمة السرية.
مصر/ الإسكندرية



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم بين الكتابة والسماع.. من سلسلة مقالات: اقرأ.
- الرصاصة لا تزال في جيب محمود ياسين
- لحظة تجلي.. درافت2 نص أدبي.
- رسالة إلى دارين.
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة
- يا صديقي.. لا تنس آمنين.
- وداع يليق.. رسالة خاصة إلى د/ البرادعي.
- ورقة شاي.. قصة قصيرة.
- مجرد كلااام.. نص بالعامية المصرية.
- الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.
- حائط مبكى الثورة في العاصمة السرية.
- أنا جباااااااان.. وأنت الشجاع.. هذه كل الحكاية!!!
- العاطفة والسياسة
- مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راح ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - العاصمة السرية.. مقال تأخر كثيرًا خروجه إلى النور.