أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين














المزيد.....


الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 22:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كثير من الاحيان نتبع تصرفات الآخرين ، ونتبع تعليماتهم ، او نقلد سلوكهم من دون مراجعتها أو البحث عن مدى مصداقيتها . أذكر في أحد المواقف أخبرني د.حمادي أحد اساتذة قسم الجغرافية ... في احد المحاضرات رغبت ان اعرف مدى ذكاء طلبتي اثناء ما يكتبون في محاضراتهم ، فقلت لهم ان نهر الفرات ينبع من اعالي جبال الهملايا شمال هولندا !!!! ... ويذكر أن من الغريب ان جميع الطلبة كانوا يكتبون من دون أن يعترض أحد . من المواقف الاخرى موافقة جمهور غفير من الناس لخطبة أو فتوى رجل دين لا تحاكي المنطق والتسامح أو من دون ان يدققوا في الروايات الدينية (الخرافية) التي يعرضها ، فتجدهم يعدونها نصا مقدسا ، بل هناك بعض الجماعات الدينية مثل جماعة جونز حصل لها موت جماعي عندما اطاعوا زعيمهم الروحي بشرب السم فمات أكثر من 913 شخصا ، ومن المضحك أن هذا الزعيم هو الشخص الوحيد الذي لم يشرب السم !! ؛ وكذلك من المواقف التي اشاهدها يوميا تصديق الكثير من الناس ما ينشر في صفحات الانترنيت والفيس بوك ، واغرب مثال على ذلك أن يضغط عشرات الآلاف من المشتركين لمجرد ان يأمرهم شخص معين بضغط (لايك-اعجاب) لحادثة معينة أو لصورة لطفل مشوه او مريض اثناء ما كتب عليها (ستصاب بهذا المرض أذا لم تضغط (لايك) او ان الشيطان يمنعك من ضغط (لايك) ، ومن الغريب ان تراجع قائمة الاعجاب (اللايكات) وتجدها تصل الى عشرات الالاف ، في حين أن اغلب هؤلاء الاشخاص لم يدققوا في اصل الحادثة ومدى مصداقيتها .
تسمى هذه الظاهرة بالامتثال المستوحى وتعني هو وضع يكون فيه من الأمثل للفرد, بعد أن يشاهد تصرفات الآخرين أمامه, اتباع سلوك الفرد السابق بغض النظر عن المعلومات التي لديه هو شخصيا . بعبارة أخرى تعني ان يمتثل الفرد لسلوك نموذج مميز بمجرد رؤيته أنه يفعل ذلك ، بغض النظر اذا كان هذا السلوك ينسجم مع ما يؤمن به أو مع ما لديه من معلومات. ففي الكثير نحن نمتثل او نطيع ما يطرحه رجال الدين من احاديث وروايات ، وكثيرا ما نطيع أوامر رؤسائنا في الوظيفة من دون تدقيق مدى فائدتها وجدواها في العمل ، وكذلك قد نوافق على اراء قادتنا من دون معرفة مدى انسجامها مع الدستور والقوانين الشرعية .
ولكن لماذا؟؟؟ ، تشير الدراسات النفسية الاجتماعية التي وجدتها : أن السبب الرئيس في الامتثال المستوحى أن الانسان بطبعه يعطي مصداقية مطلقة وكبيرة لمن يحبه ويؤمن به ، فأغلب من نحبهم ونعجب بهم من علماء نظريين واساتذة ورجال دين لا نمحص او ندقق في سلوكياتهم بل نمتثل لها مباشرة . وكذلك تفسر هذه الظاهرة باننا نميل دائما للاتساق المعرفي والوجداني مع من يشبهوننا في القيم والمعتقدات والافكار ، لذا سرعان ما سنتفق معهم في أي سلوك يقومون به (كضغط اللايك) . ومن التفسيرات ايضا ان الامتثال المباشر لتصرفات النماذج وما يقدمونه من معلومات يختصر لنا الجهد والوقت وعمليات البحث ، مما يؤدي ذلك الى اتخاذ سلوك النموذج بوصفه رأسمال بالنسبة لنا ليختصر لنا الاخطاء التي يمكن ان نقع بها اذا قمنا بهذا السلوك لوحدنا فقط .
إن الطامة الكبرى للامتثال المستوحى عندما يكون هذا الامتثال خاطئا ، فليس جميع سلوك النماذج او الاشخاص صائبا ودقيقا ، بل البعض منه خرافي والقسم الآخر خاطئا وخطيرا وخاصة اذا كان سلوك النموذج يحمل توجهات تعصبية ضد جماعة من الناس ، او مبطن بمشاعر الحقد والكراهية ، ويرسل اشارات عنيفة توحي للآخرين باتباعها وتطبيقها . وبذلك تكون نتائج هذه الظاهرة مدمرة وعنيفة كما يستجيب أغلب الناس الآن للرموز الدينية والسياسية والعشائرية المتعصبة.



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية صنع الحب والسلام
- الدوامة الخبيثة سيكولوجية في العقلية القيادية المتسلطة
- الشخصية المثيرة للازمات سيكولوجيا في المشهد العراقي والعربي
- التهميش سيكولوجيا انكار الآخر
- الشخص الميكا فيلي رؤية في العلاقات النفعية
- ظاهرة الهلع الاخلاقي رؤية في تحليل القتل الجماعي للإرهابيين ...
- العزو الوهمي سيكولوجيا الانسان الخاضع
- سيكولوجيا اللامعقول في أرض المعقول
- عندما يعبد الإنسان نفسه سيكولوجيا التخليد والطغيان
- سيكولوجيا الشيطان في الدماغ العربي
- العيب فينا وليس في اسرائيل !!!!
- لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن ا ...
- النمط المنشغل بالموت (رؤية نفسية لما يحدث الآن)
- سذاجة الخطاب الديني بين الخرافة والتعصب المذهبي (العراق إنمو ...
- قائمة العقول المغلقة والمفتوحة (رؤية نفس - اجتماعية بشأن الا ...
- البخل الانفعالي
- الحب الاعمى
- تحت مستوى خط الجهل
- أنا أعتقد .... فهو موجود
- التأليه سيكولوجية العقل الفارغ


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس لن تستسلم ونتنياهو يريد إفشال الصفقة
- فيديو من دمشق.. أنفاق تربط قصر الرئاسة بمقر الحرس الجمهوري
- قاتلا بغزة ولبنان.. جنديان إسرائيليان بين مصابي نيو أورليانز ...
- وسائل إعلام حوثية: غارات أميركية بريطانية على صعدة
- -أبو رقية-.. قيادي داعشي في قبضة جيش مالي
- ألمانيا تحدد مصير مليون سوري.. من سيبقى ومن سيرحل؟
- الإعلان عن حالة تأهب للغارات الجوية في مقاطعتين أوكرانيتين
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 91 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- إعلام يمني: العدوان الأمريكي البريطاني يشن 3 غارات شرق مدين ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرتين أوكرانيتين في مقاطعة ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين