بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 20:30
المحور:
الادب والفن
فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليعية ظهرت وافلت مبكرا من دون أن يشعر بها أحد
فيلم الخريج بالتحديد،شكل شيئا مشابها من سينما اجتاحت فرنسا والعالم،على شاكلة الاندرجراوند أو ربما الموجة الجديدة،ولا نستطيع الانكار أن فيلم الخريج بشّر بسينما طليعية حتى إن كانت ظهرت وأفلت مبكرا من دون أن يشعر بها أحد...
بن(دستن هوفمان) يعود من السفر بعد رحلة دراسة طويلة،إلى مجتمع فيلادلفيا المخملي،متحفظا على احاديثهم،غريبا عن هذا المجتمع وكأنه يرفض أن يعيش فيه ولكنه يعمل على الاندماج فيه بسرعة...
يرفض الاطراء الزائد عن حده،ويرفض الصفقات السهلة،ونحن لن نصل إلى أن نقول على سبيل المثال:
هو يعيش في مجتمع ارستقراطي مزيف
لأن السينما الحداثية التي يبشر بها فيلم الخريج ليست على شاكلة (الوهم الكبير) ولا تحمل أصلا مثل هذه الهموم الكبيرة،لأن الهم الحداثي في ذلك الوقت كان(التجديد في الاسلوب والمعطيات) وليس الهم الفكري وإن كانت بعض الافلام في ذلك الوقت أعادت إلى الأذهان الهموم التي داعبها مطولا غودار وتروفو وأنتونيوني...
السيدة روبنسون(بمثل عمر والدته) تتحرش به،وهذه هي الحبكة المركزية للفيلم،حيث يبدو لأول وهلة شابا عفيفا من دون أي علاقات ويرفض الغواية ولكنه سرعان ما سوف يستسلم لمثل هذه العلاقة ثم تتطور العقدة عندما يقع في غرام الين ابنة (السيدة روبنسن) وهذا سوف يقود إلى مواقف غير مصدقة ومبالغ فيها،لنقول أن الفيلم هو للترفيه وموجه إلى طبقة معينة من المشاهدين ولا يحمل أي هم فكري كبير...
ولكن النظرية التي حملت فيلم الخريج فوق الاكتاف هي ان الكوميديا كانت تعتمد على الموقف(كوميديا الموقف) بحيث أن الفيلم اعتمد على الحدث بحيث كانت الحبكة متكاملة لخدمة الهدف الكوميدي وكانت الكوميديا عبارة عن الحدث برمته،ولم تكن تعتمد على تصرفات شخص معين في الفيلم...
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟